منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - طلب بحت
الموضوع: طلب بحت
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-21, 18:36   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
mohamed miloudi
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية mohamed miloudi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وتعتبر مؤسسات التعليم الجامعي والعالي في كثير من الأقطار أحد المقاييس الرئيسية لقياس
تقدم الأمة، ومسايرتها ركب الحضارة، والتقدم العالميين، ولقد لعبت الجامعات ومؤسسات البحث
العلمي في كثير من الدول المتقدمة وخلال العقدين الماضيين على الأخص دورا رئيسا في قيادة حركة
التقدم العلمي والثورة التكنولوجية، وإغناء التراب الحضاري بمزيد من الاكتشافات، والدراسات التي
ترجمت إلى مشاريع تنفيذية أفادت البشرية عامة(*)، ولقد استطاعت هذه المؤسسات تطوير نفسها
ضمن معطيات هذه الثورة، ومتطلباتها بما يحقق لها مزيدا من التقدم والنمو، وليس بالمستغرب أن نجد
الأموال الكبيرة ترصد لإحداث الكليات الجديدة، وتطوير الجامعات القائمة، والتركيز على العلوم
الحديثة، والأبحاث المتطورة، والمناهج المركزة (زهير جويجاتي: 153 ،1971 ). وهذا دوما لتكريس
الهيمنة، والسيطرة على بلدان العالم الثالث، واحتوائه وابتلاعه، فمما لا شك فيه أن العالم المتقدم اليوم
يزحف نحو ابتلاع العالم المتخلف على جبهات ثلاث(**)، جبهات تعد مخاضا طبيعيا انبثق من أعلى
منابر الفكر ليجسد على أرضية الواقع بمسميات ثلاث هي: التفوق الاقتصادي، والتفوق الثقافي والتفوق
النووي، وهذه الكاسحات الثلاث يتولى قيادتها الفكر، والفكر وحده ليوجهها نحو ضمان شرعية
الاستغلال وأحقية الغزو، وضرورة القهر والتحدي لكل من هو خارج دائرة هذا الأخطبوط
"الأوروأمريكي مركزي" الذي يرى من حقه أن يأكل ويهضم، ويتمثل، ومن حقه أيضا أن يطرح
الفضلات التي اختار لها المواقع الإستراتيجية لرميها، حتى تكون بمثابة القواعد الأمامية التي يس ّ خرها
ساعة تحرك دواليب آلياته، لذا لم تكن مخطئا إطلاقا أحد المشرعين الكبار في أمريكا اللاتينية حين
نعت هذا الزحف الجشع يقوله: "إنه لأمر عجاب اليوم أن ننتظر الدواء من المصادر التي تصدر لنا
الداء"، فتصبح إذا فكرة ما يسمى بالتحول التكنولوجي بدون تبعية، أو التصدي لغزو الأقمار الصناعية
والوقوف في وجه الاكتساح الفكري بإمكانيات ذاتية كرصيد الأخلاقيات، والنظم الحضارية المحفوظة
في المكتبات، والوثائق هي ضرب من الوهم المبطن بذهنية الفروسية القديمة التي لا ترى مانعا من أن
.( تلتحف السماء، وتفترش الأرض عند الضرورة. (عبد الله حمادي: 314 ،1994