جزاك الله خيرا ونعم القدوة هن،واليكم بعض المقتطفات عن المحدثة الشهيرة،الكريمة أم الكرام كريمة المروزية-رحمها الله-
كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروَزية)، وتُكنى بأم الكِرام تُعتبر كريمة من المحدِّثات الشهيرات، تلقّى عنها الحديثَ جماعةٌ من الأعلام الكبار، منهم: الحافظ الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تاريخ بغداد، وأبو المحاسن المصري، المؤرخ المعروف، والحافظ السمعاني، المحدِّث والنسّابة المشهور، والحافظ أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، وغيرهم كثير...اشتُهرت كريمة برواية صحيح البخاري وإسماعه، فارتبط اسمها باسم صحيح البخاري، فلا يكاد أحد يترجم لها إلا أشار إلى ذلك، ترجم لها جماعة من المؤرخين، منهم: ابن الأثير في (الكامل)، وابن الجوزي في (المنتظم)، والذهبي في (السِّير) وفي (العِبَر)، وابن كثير في (البداية والنهاية)، وابن العماد في (شذرات الذهب)، والزِّركلي في (الأعلام)، وغيرهم. ونتوقف عند ترجمة العالِمة كريمة المروزية من كتاب (سير أعلام النبلاء)، لمؤرِّخ الإسلام الحافظ الذهبي، قال رحمه الله تعالى: «الشيخة، العالِمة، الفاضلة، المُسْنِدة، أُمّ الكرام، كريمة بنت أحمد بن محمد بن حاتم المروزية، المجاوِرة بحرم الله. سمعَتْ من: أبي الهيثم الكشميهني صحيح البخاري، وسمعت من زاهر بن أحمد السرخسي، وعبد الله بن يوسف بن بامويه الأصبهاني. وكانت إذا روت قابلت بأصلها. ولها فَهم ومعرفة مع الخير والتعبّد. روت «الصحيح» مرات كثيرة، مرة بقراءة أبي بكر الخطيب في أيام الموسم. وماتت بِكراً لم تتزوج أبداً. حدّث عنها: الخطيب، وأبو الغنائم النرسي، وأبو طالب الحسين بن محمد الزينبي، ومحمد بن بركات السعيدي، وعلي بن الحسين الفراء، وعبد الله بن محمد بن صدقة بن الغزال، وأبو القاسم علي بن إبراهيم النسيب، وأبو المظفر منصور بن السمعاني، وآخرون.قال أبو الغنائم النرسي: أخرجت كريمة إليَّ النسخة بالصحيح، فقعدتْ بحذائها، وكتبت سبعَ أوراق وقرأتها، وكنت أريد أن أعارض وحدي فقالت: لا، حتى تعارض معي فعارضتُ معها. قال: وقرأتُ عليها من حديث زاهر.وقال أبو بكر بن منصور السمعاني: سمعتُ الوالد يذكر كريمة، ويقول: وهل رأى إنسان مثل كريمة. قال أبو بكر: وسمعت بنت أخي كريمة تقول: لم تتزوج كريمة قط، وكان أبوها من كشميهن، وأمها من أولاد السياري، وخرج بها أبوها إلى بيت المقدس، وعاد بها إلى مكة، وكانت قد بلغت المئة. قال ابن نقطة: نقلت وفاتها من خط ابن ناصر سنة خمس وستين وأربع مئة. قلتُ (الذهبي): الصحيح موتها في سنة ثلاث وستين (463 هـ)... وقال أبو جعفر محمد بن علي الهمداني: حجَجْتُ سنة ثلاث وستين فنُعِيَتْ إلينا كريمة في الطريق ولم أُدركها»
كانت رحمها الله تعالى تتحيّن موسم الحج الذي كان ملتقىً للعلم والعلماء من أجل تلقِّي العلوم من أفواه العلماء الثِقاة؛ حتى بلغت درجة عالية من العلم والفَهم والنباهة وحدّة الذهن بحيث ترحَّلَ إليها أفضل العلماء، وعُقد لها مجلس بمكة المكرمة تجتمع فيه بالطلبة والأفاضل من رجال كل علم، وكان أكثر مَيْلها إلى الحديث، حتى بلغت فيه حدّاً لم يبلغه غيرها، كما تقول زينب فواز في كتابها (الدُّرّ المنثور في طبقات ربّات الخُدور).أه