هذه نصيحة أخوية من القلب لمن تزوج عليها زوجها ، أصارح بها الأخوات المسلمات لعلها تتسلل إلى العقول ، وتجد لها مكاناً في القلوب ، وتخفف عن النفس ذلك الحزن والضيق ، بإذن الله عز وجل .
• أولاً : تذكري أيتها الزوجة المسلمة أن هذه الدنيا دار بلاء وامتحان وعمل ، فإذا ابتليتِ بمصيبة ، أو حلت بك نكبة ، أو فاجعة فكوني صابرة محتسبة ، ولا تعترضي على حكم الله عز وجل ، وقضائه وقدره ، واعلمي أن الابتلاء سنة كونية ، وأن الله سبحانه إذا أحب قوماً ابتلاهم ، ومن رضي نال الرضا ، ومن سخط نال السخط .
• ثانياً : تذكري المصونات من أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- العابدات، وتفكري وتمعني بحالهن فلم تسوء معاشرة واحدة منهن للنبي صلى الله عليه وسلم بسبب زواجه من الأخرى، فأنت مهما كنتِ فاضلةً فلست بأفضل منهن -رضي الله عنهن- وقد رضِين بذلك ، فارضِ أنت أيضا .
• ثالثاً : تذكري الصبر والاحتساب ، وأن من شأن المؤمن الصبر على البلاء ، فيزداد رفعة في درجاته ، أو تكفيرا لسيئاته ، أو دفعا لشرور عظيمة أكبر من هذا الابتلاء . فالصبر وإحسان الظن بالله عز وجل من صفات المتقين ، وهما عبادتان ينبغي أن تحرصي عليهما في مثل هذاالحال الذي أنت فيه .
• رابعاً : تذكري عاقبة الجزع ، وعدم الرضا على قضاء الله وقدره ، وإياك والسخط والإثم ورد القضاء والتلفظ بكلمات الجزع والكفر ، ولا تمكّني الشيطان من قلبك فيبث سمومه ، ويزيد الحقد والشقاق والخلاف .
• خامساً : تذكري سيئاتك ، وحاسبي نفسك ، وتعلمي من هذا الابتلاء دروساً تعينك على الطاعة والعبادة والتمسك بالسنة ، وترك البدعة ، وقيام الليل ، والإكثار من التوبة والاستغفار والإنابة والتوكل .
• سادساً : تذكري أن الغيرة فطرة طبيعة عند المرأة ، ولكن إياك أن تتجاوز الحد الشرعي ، وتتحول إلى نقمة ومصيبة تفرق البيت المسلم والأسرة الكريمة وتضيع الأبناء والبنات .
واعلمي أن زواج زوجك بأخرى لا يعني أنه لا يحبكِ ؛ فقد أعطى الله الرجل القدرة على محبة أكثر من مرأة ، بخلاف المرأة التي لا تعرف حبا إلا لرجل واحد تعطيه فؤادها .
• سابعاً : تذكري بيتك وأولادك وبناتك وأسرتك ومكانتك فيها ، وإياك وطلب الطلاق والتسرع في الانفصال ، فهل بعد هذه التضحية ، وهذا السهر والتعب في بناء هذه الأسرة الهدم بمحنة مرت بك .
• ثامناً : تذكري الوقت ونعمته ، واشغلي نفسك بقراءة القرآن وحفظه ، وحفظ السنة والمتون الشرعية ، والالتحاق بالدورات العلميةالشرعية ، وبتقديم النصيحة لأهل بيتك وأخواتك ، واهتمي بترتيب بيتك ونظافته ، وبالعناية بأولادك وتربيتهم تربية إسلامية صالحة .
• تاسعاً : تذكري حكمة التعدد ، وإياك والسماع للسفيهات اللاتي لا هم لهن إلا غرس الحقد في قلبك على زوجك وبيته ، وتجريح كرامتك وشخصيتك ، وأن السبب فيك وأن النقص منك .
• عاشراً : تذكري قطار العمر وكم يمشي سريعاً ، فلا تجعلي تفكيرك محصوراً في هذا الأمر بل اعلمي أن التوكل على الله والرضا بشرع الله سيملأ قلبك بالسعادة الحقيقية والرضا على ما أصابك وما سيصيبك .
والله أسأل ألا يجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا ، اللهم آمين .