منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من تتوقع أن يفوز في الانتخابات الرئاسية 2014 ؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-19, 20:40   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
الإدريسي العلوي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية الإدريسي العلوي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة souhiel مشاهدة المشاركة
الـتـغـيـير يبدأ مـن الـقـمـة أم من القاعدة .. ؟




بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ؛


إن بعض الناس حين يتحدثون عن موضوع التغيير والإصلاح للمجتمعات
فإنهم يشبهون المجتمع بالهرم

حيث تكون قاعدته هي ؛ الشعب
وتكون قمته هي ؛ السلطة الحاكمة


ويقولون أن التغيير يكون من القاعدة لا من القمة !!



أي أن الشعب ــ على زعمهم ــ لا بد أن يتغير أولا قبل أن يتغير النظام الحاكم !!



ويقولون أيضا ؛ أننا لا ينبغي أن نسعى إلى تغيير الظلم والفساد الموجود عند الحكام إلا بعد إصلاح الشعب ذاته أولا !! ـ



فإذا ما تغيرت القاعدة الشعبية فإن السلطة ستتغير هي أيضا !! ؛

أي أن التغيير ــ عندهم ــ يبدأ من الشعب أولا حتى تتغير ثقافته تماما
ثم بعد ذلك يحدث التغيير في السلطة !!!! ؛




ورغم أن هذا الكلام يبدو لأول وهلة جميلا ومنسقا

إلا أنه في الحقيقة سطحي جدا ... !

بل هو قمة في السذاجة ... !

وهو كلام غير واقعي بالمرة
ولا يوجد له ما يؤيده
لا في التاريخ
ولا في الواقع



والله أعلم

أولا: تشخيص الداء والمرض، فلا تظنوا أن الخلل والقصور في الحكام فقط وأن الشعب بريء من أسباب الفشل والظلم والمشاكل، أو أن الشعوب بريئة، والحكومات مجرمة! لا بل هذه نظرة خاطئة والصواب هو أن الحكومات هي الصورة الحقيقية للشعوب، وهي المجسّم المثالي لعقائد وأخلاق وإيجابيات وسلبيات الشعوب فالحكومة هي صورة في المرآة لجسم متحرك أمامها اسمه الشعب، فإذا كانت الصورة قبيحة فعلينا إصلاح الشعب لا تحطيم المرآة، لأن أي مرآة جديدة ستعطينا الصورة السابقة نفسها، ولكن مع الأسف فالكثيرون يرون أن الحكومات هي مذنبة ومسئولة عن كل سلبيات الواقع، والشعوب بريئة وواعية وصادقة، ويرد تصورهم هذا قول تعالى: [وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون] (129 سورة الأنعام)
قال الأعمش في تفسيرها أي: إذا فسد الناس أمّر عليهم شرارهم!!!

ثانيا: العلاج: هو بإصلاح أنفسنا نحن أفراد الشعب أولا؛ لأن إصلاح الواقع يتطلب إصلاح الشعوب أولا وإلا فإن أي تغييرات تحدث في الحكومات لن تأتي بثمار طيبة كثيرة إذا كان واقع الناس كما هو لم يتغير، لأن الانحراف موجود في الشعب أفراداً وأسراً وأحزابا وجماعات وقبائل وشعوبا ويمارسونه في عقائدهم وحياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فالشرك وعبادة القبور والأشخاص موجود والبدعة منتشرة وظهر الفساد في البر والبحر والتعصب العرقي بكافة أنواعه موجود، والمصالح الشخصية تؤثر بدرجة كبيرة، وكثيراً ما تكون مناهجنا في تربية أبنائنا بعيدة عن المبادئ الإسلامية، ولا يهتم كثير منا ببناء التعاون الاسلامي... إلخ، وإذا لم ننجح بإصلاح أنفسنا وإيجاد أفراد صالحين وأسر سعيدة وعمال نشطين وتجار أمناء ومدرسين مخلصين وطلبة جادين فإننا لن ننجح في إيجاد حكومات عادلة ومخلصة.
وعلى الشعوب التوبة من الذنوب فقد قال حيلان بن فروة "يبعث على الناس ملوك بذنوبهم".
وقال عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه "أيها الناس اصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم وأصلحوا سرائركم تصلح لكم علانيتكم".











رد مع اقتباس