منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الرد على الشيخ القرضاوي في دعواه أن الاشعرية هم الاكثرية في الامة الاسلامية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-08, 23:46   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

لوقفة الثالثة عشر
قول الدكتور :» والإخوة الذين يذمون الأشاعرة بإطلاق مخطئون متجاوزون… «
وقول الدكتور :» فالأشاعرة فئة من أهل السنة والجماعة ، ارتضتهم الأمة … «


[1] أنَّ الذم لا يكون إلا بمخالفة شيءٍ من الشرع الحنيف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من بعده رضي الله عنهم ، وخاصةً إذا كان من أمور الاعتقاد ، فمن خالف شيئاً من ذلك فهو مذموم .


[2] أن الأشاعرة قد ذمهم علماءٌ كبار من الشافعية وغيرهم ، ولذلك لما ألف الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن محمد بن عبدالملك الكرجي الشافعي كتابه :» الفصول في الأصول عن الأئمة الفحول إلزاماً لذوي البدع والفضول « أنه لم يعتمد إلا على أقوال أئمة السلف وذكرَ منهم : الشافعي ، ومالك والثوري ، وأحمد بن حنبل ، والبخاري صاحب الصحيح ، وسفيان بن عُيينة ، وعبدالله بن المبارك ، والأوزاعي ، والليث بن سعد، وإسحق بن راهوية ، فذكرَ فيه أقوالهم في أصول السنة ما يُعرفُ به اعتقادهم ، وذكر في تراجمهم ما فيه التنبيه على مراتبهم ومكانتهم في الإسلام ، وذكر أنه اقتصر في النقلِ عنهم دون غيرهم لأمرين عظيمين :


أحدهما :
لأنهم هم المقتدى بهم والمرجوعِ شرقاً وغرباً إلى مذاهبهم ، ولأنهم أجمع لشرائط القدوة والإمامة من غيرهم،وأكثر لتحصيل أسبابها وأدواتها : من جودة الحفظ والبصيرة والفطنة والمعرفة بالكتاب والسنة والإجماع والسند والرجال والأحوال ولُغات العرب ومواضعها والتاريخ والناسخ والمنسوخ والمنقول والمعقول والصحيح والمدخُول ، مع الصدق والصلابة وظهور الأمانة والديانة ممن سواهم …


والثاني :أن في النقل عن هؤلاء إلزاماً للحجة على كلِّ من ينتحلُ مذهب إمامٍ يُخالفهُ في العقيدة ؛فإن أحدهما لا محالة يُضلِّلُ صاحبه أو يُبدعه أو يُكفره ، فانتحالُ مذهبه – مع مخالفته لهُ في العقيدة – مستنكرٌ والله شرعاً وطبعاً ، فمن قال : أنا شافعي الشرع أشعري الاعتقاد ! قُلنا له : هذا من الأضداد ، لا بل من الارتداد ؛ إذ لم يكن الشافعي أشعري الاعتقاد ، ومن قال : أنا حنبلي الفروع مُعتزلي الأصول !! قُلنا له : قد ضللتَ إذاً عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن أحمد معتزلي الدين والاجتهاد … « [مجموع الفتاوى ( 4 / 176 – 177 ) ]
ثم قال رحمه الله تعالى :» وقد افتتن خلق من المالكية بمذاهب الأشعرية ، وهذا والله سُبَّـةٌ وعار ، وفلتةٌ تعود بالوبال والنكال وسوء الدار ، على منتحلِ مذاهب هؤلاء الأئمة الكبار ، فإن مذهبهم ما رويناه من تكفيرهم الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية … « [ المصدر السابق ]


[3] أن الأشعري نفسه رحمه الله تعالى لَـمَّا تاب من الإعتزال وسلك طريقة أبي محمد عبدالله بن سعيد بن كُلاَّب بقي في أقواله شيءٌ من أصول الجهمية كما مَرَّ معنا في الوقفة الثانية عشر .


[4] أن المنتسبين إلى الأشعري في الاعتقاد مختلفون فيما بينهم ، فمنهم من حذا حذو الأشعري وهم : المتقدمون من أتباعه وهم قليل كأمثال: ابن مجاهد وتلميذه الباقلاني ، وكأبي علي بن شاذان ، وأبي محمد اللبان ، ومنهم من خالفه – وهم الغالبية – وخرج عن أقواله إلى أقوال المعتزلة والجهمية أمثال : أبي المعالي الجويني ، وأبي حامد الغزالي ، وأبوعبدالله الرازي وغيرهم ، قال شخ الإسلام ابن تيمية:» وأئمة أصحاب الأشعري : كالقاضي أبي بكر الباقلاني وشيخه أبي عبدالله بن مجاهد ، وأصحابه : كأبي علي بن شاذان ، وأبي محمد اللبان ، بل وشيوخ شيوخه : كأبي العباس القلانسي وأمثاله ، بل والحافظ البيهقي وأمثاله أقرب إلى السنة من كثيرٍ من أصحاب الأشعري المتأخرين الذين خرجوا عن كثيرٍ من قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة ، فإن كثيراً من متأخري أصحاب الأشعري خرجوا عن قوله إلى قول المعتزلة أو الجهمية أو الفلاسفة … « [ شرح الأصفهانية لابن تيمية ( ص 78 ) ]
ولذلك كان شؤم المتأخرين من هؤلاء المنتسبين إلى الأشعري على بعض المسلمين عظيماً بسبب ما ينسبونه إلى السلف من الأقوال الباطلة التي لم يقُل بها أحدٌ من السلف ؛ وما ذاك إلا لقلةِ معرفتهم بآثار السلف ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن فرض أن أحداً نقل مذهب السلف كما يذكره : فإما أن يكون قليل المعرفة بآثار السلف : كأبي المعالي وأبي حامد وابن الخطيب وأمثالهم ممن لم يكن لهم من المعرفة بالحديث ما يُعدون به من عواِّ أهل الصناعة فضلاً عن خواصِّها ، ولم يكن الواحد من هؤلاء يعرف البخاري ومسلماً وأحاديثهما إلا بالسماع كما يذكر ذلك العامَّة ، ولا يميزون بين الحديث الصحيح والمتواتر عند أهل العلم بالحديث وبين الحديث الـمُفترى المكذوب ، وكتبهم أصدق شاهدٍ بذلك ففيها عجائب . [مجموع الفتاوى ( 4 / 71 – 72 ) ]
وقال في موضعٍ آخر : وأيضاً فقد ينصر المتكلمون أقوال السلفِ تارةً ، وأقوال المتكلمين تارةً : كما يفعله غيرُ واحد مثل : أبي المعالي الجويني ، وأبي حامد الغزالي ، والرازي وغيرهم ، ولازم المذهب الذي ينصرونه تارةً أنه هو المعتمد ، فلا يثبتون على دينٍ واحد وتغلبُ عليهم الشكوك وهذه
عادةُ الله فيمن أعرض عن الكتاب والسنة … [ مجموع الفتاوى ( 4 / 157 )


[5] أن العلماء الجهابذة قد بينوا فساد مذهب الأشاعرة وغيرهم من الجهمية والمعتزلة والرافضة والصوفية أقطاب وحدة الوجود أهل الإلحاد القائلينَ بالحلول والاتحاد ، وغيرهم من أهل الزيغ والعناد ، فمن أقوال أئمة السلف أهل السنة والجماعة في ذمِّ الأشاعرة :
أ- [ قول الإمام شيخ الحرمين أبو الحسن الكرجي الشافعي ] كما مر معنا : وقد افتتن خلقٌ من المالكية بمذاهب الأشعرية ، وهذا والله سُبَّةٌ وعار ، وفلتتةٌ تعودُ بالوبال والنكال وسوء الدار … [ المصدر السابق ( 4 / 177 ) ]
وقال أيضاً رحمه الله تعالى : ولم تزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينتسبوا إلى الأشعري ، ويتبرءون مما بنى مذهبه عليه ، وينهون أصحابهم وأحبابهم من الحوم حواليه … [ شرح الأصفهانية لابن تيمية ص 36 ]
ب - [ قول شيخ الإسلام ابن تيمية ] : والأشعرية : الأغلب عليهم أنهم مُرجئةٌ في باب الأسماء والأحكام ، جبريةٌ في باب القدر ، وأما في الصفات فليسوا جهميةً محضة بل فيهم نوع من التجهم … [مجموع الفتاوى ( 6 / 55 ) ]
وقال أيضاً : ولهذا صار من يُعظم الشافعي من الزيدية والمعتزلة ونحوهم يطعن في كثيرٍ ممن ينتسب إليه ويقولون : الشافعي لم يكن فيلسوفاً ولا مرجئياً وهؤلاء فلاسفة مُرجئة ، وغرضهم ذم الإرجاء … [ المصدر السابق ( 7 / 120 – 121 ) ]
ج_ [ الإمام العلاَّمة الحجة يحيى بن عمار السجستاني ]
قال عنهم : المعتزلة الجهمية الذكور ، والأشعرية الجهمية الإناث قال شيخ الإسلام : مرادهم الأشعرية الذين يُنفون الصفات الخبرية ، وأما من قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يُظهر مقالةً تُناقض ذلك فهذا يُعد من أهل السنة،لكن مجرد الانتساب إلى الأشعري بدعة؛لاسيما وأنه بذلك يوهم حُسناً بكلِّ من انتسب هذه النسبة وينفتح باب شر[ المصدر السابق ( 6 / 361 ).
__________________