الخلافة والحجاز والدولة القومية السعودية- الوهابية
21
الفصل الثالث
– مؤتمر الخلافة في القاهرة حزيران 6291
جدول الأعمال
كان لمؤتمر الخلافة الذي عقد أخيراً في القاهرة في شهر حزيران من عام 6991 برنامج يتضمن النظر
في المواد التالية:
-6 بيان حقيقة الخلافة وشروط الخليفة في الإسلام.
-9 هل الخلافة واجبة في الإسلام؟
-9 بم تنعقد الخلافة؟
-1 هل يمكن الآن إيجاد الخلافة المستجمعة للشروط الشرعية ؟
-5 إذا لم يكن من الميسور إيجاد هذه الخلافة فما الذي يجب أن يعمل ؟
-1 إذا ما افترضنا أن المؤتمر قرر أن من الضروري نصب خليفة، فما هي الخطوات التي يجب
أن تتُخذ لتفعيل هذا القرار؟"
الوفود
لقد جاءت الوفود التي حضرت المؤتمر من مصر وليبيا وتونس ومراكش وجنوب أفريقيا وجزر الهند
الشرقية الهولندية )إندونيسيا الآن( واليمن والحجاز )الآن في العربية السعودية( وفلسطين والعراق
وبولندا. وقد كان واضحا غياب وفود الكثير من الدول والمجتمعات الإسلامية المهمة كتركيا وفارس
)إيران الآن( وأفغانستان ونجد )الآن في العربية السعودية( و المجتمعات الإسلامية في روسيا والصين
والهند.
أما تركيا فقد رفضت دعوة المشاركة متذرعة بأن دولتها لا تعاني من أي مشكلة مع الخلافة. وأما
إيران، الدولة الشيعية، فلم تظهر أي اهتمام بمؤتمر الخلافة السني. أما مسلمو روسيا والصين والهند
وكل الأقليات التي تعيش في بيئات معادية للإسلام فقد تبنت موقفا مشتركا تمثل في ابتعادهم عن مؤتمر
الخلافة في القاهرة معتبرين إياه ممارسة أكاديمية بحتة واجتماعا مجرداً من أية قوة حقيقية، حتى إنه من
المستبعد أن يمنحهم أية مساعدة أو حماية ملموسة. ولكنهم فعلوا ذلك في الأساس بسبب وجود مؤتمر
منافس قد رتب له شخص يبدو أنه يشكل قوة حقيقية، ألا وهو عبد العزيز بن سعود. وفي الواقع كان هذا
الأخير في هلع قاتل خشية عودة الخلافة، فقد انتزع لتوه السيطرة على مدينتي مكة والمدينة المقدستين
وضمها لسلالته المالكة.
وأخيراً فقد كان من بين الحضور في مؤتمر القاهرة شيخ الطائفة السنوسية )الصوفية( السيد إدريس
السنوسي الملقب بأمير برقة وطرابلس. وقد أشُيع أن هنالك احتمالية قوية لانتخابه كخليفة إذا ما قرر
) المؤتمر أن يختار شخصا لهذا المنصب. ) 69