منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قصة محزنةوللعبرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-02, 08:39   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
zaza22
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية zaza22
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم،* ‬بعد أن ضاق صدري* ‬ولم أجد متنفّسا،* ‬قرّرت مراسلتك أمي* ‬نور لكي* ‬تخرجيني* ‬مما أنا فيه،* ‬وبدون إطالة سأسرد لك ما أعانيه*... ‬ككلّ* ‬فتاة مراهقة في* ‬الـ 16 ‬من عمرها،* ‬جرفني* ‬حب المغامرة وأحببت شابا بكل ما أوتيت من حنان وعطف لأني* ‬وجدت فيه ضّالتي،* ‬فقد كان* ‬يستمع إليّ* ‬وينصحني* ‬ويوجّهني* ‬في* ‬ظل* ‬غياب أهلي* ‬الذين نسوا أو* ‬بالأحرى تناسوا حاجة المراهقة إلى حضن* ‬يضمّها أو نصيحة تنفعها*.‬وبعد علاقة استمرت سنتين،* ‬اكتشف أهلي* ‬أمر علاقتي* ‬بالحبيب،* ‬ففرضوا عليّ* ‬الابتعاد عنه ونجحوا في* ‬ذلك إلى حد بعيد،* ‬وحتى لا أفسد أواصر الود معهم احترمت رغبتهم على مضض،* ‬على الرغم من حاجتي* ‬الملحّة لمن* ‬يحسسني* ‬بكياني،* ‬ولم أعارض رأيهم وأفلحوا في* ‬إقناعي* ‬بمدى أهمية أن تحافظ الفتاة على سمعتها،* ‬وأن تبني* ‬كل شيء في* ‬حياتها على أسس متينة وسليمة،* ‬مدركة ومتأكدة في* ‬نفس الوقت أنه الصواب بعينه*. ‬وفي* ‬المقابل،* ‬ركّزت كل اهتمامي* ‬بعدها على الدراسة،* ‬وفعلا حققت حلمي* ‬في* ‬نيل شهادة البكالوريا،* ‬والحمد للّه دخلت الجامعة أملا في* ‬نسيان الماضي* ‬وفتح صفحة جديدة،* ‬لأنني* ‬تبت عن العلاقات العابرة،* ‬لكن للأسف بقي* ‬الماضي* ‬يلاحقني* ‬وأبى إلا أن* ‬يذكرني* ‬بأخطائي*.‬ففي* ‬الأيام الأخيرة سيّدتي* ‬بدأ ذلك الشاب بملاحقني* ‬ويهدّدني* ‬بنشر صور مفبركة عني،* ‬وقد سوّلت له نفسه بأن* ‬يساومني* ‬إما الاستسلام لنزواته أو* ‬إيصال تلك الصور إلى والدي*. ‬كنت أعلم أنه* ‬يملك صورا لي،* ‬لكنّي* ‬لم أفكّر بالمرة أنه قد* ‬يتجرّأ ويهدّدني* ‬بها،* ‬وأن أخلاقه قد تصل إلى هذا الفعل المشين،* ‬وأنا التي* ‬طالما أُعجبت بأخلاقه وشهامته*. ‬ولا أخفيك أن* ‬الصدمة كانت كبيرة عليّ،* ‬وما زاد شجني* ‬وخوفي* ‬هو أنه* ‬يعرف عني* ‬كل كبيرة وصغيرة،* ‬وهذا ما جعلني* ‬متأكدة من أنه حقا قد* ‬يوصل صوري* ‬إلى والدي،* ‬وبأنه حقا قادر على أن* ‬يفضحني* ‬أمام أهلي*.‬صدقيني* ‬سيدتي* ‬إن قلت لك أنني* ‬بتّ* ‬أفتقد طعم الراحة،* ‬فأنا أفكر لكن تفكيري* ‬لم* ‬يخرجني* ‬من الحيرة التي* ‬أنا فيها،* ‬فلا أنا أريد الرجوع إلى تلك العلاقة التي* ‬أدرك تمام الإدراك أنها لن ترى النور من جهة،* ‬كما أنني* ‬لا أريد لثقة أهلي* ‬التي* ‬بالكاد رمّمتها بنجاحي* ‬في* ‬الدراسة،* ‬أن تتحطّم،* ‬وهذا بالتأكيد سيهدم حياتي* ‬ومستقبلي*. ‬فكرت أن أتقدم بشكوى للشرطة لكنني* ‬خفت من توابع هذا الأمر وتداعياته،* ‬كما فكرت أيضا في* ‬إخبار والدتي* ‬بالأمر،* ‬لكنني* ‬على* ‬يقين بأنها ستلومني* ‬وتعاتبني* ‬عوض أن تساعدني*. ‬فلم أجد* ‬غيرك أمي* ‬نور لتنتشليني* ‬من الجحيم الذي* ‬أنا أعيش فيه،* ‬أرجوك ساعديني* ‬فما أعيشه* ‬يوميا لا* ‬يوصف،* ‬لا تبخلي* ‬عليّ* ‬سيدتي* ‬بالرّد الشافي* ‬إن شاء اللّه*.‬

المعذّبة من الغرب* ‬

الرّد*:‬

كثيرة هي* ‬الصدمات في* ‬الحب،* ‬وجسيمة هي* ‬الخسائر التي* ‬قد تصيب الفتاة في* ‬صميم كبريائها إن هي* ‬جُرحت أو خانها من منحته قلبها بكل أمان وصدق،* ‬لتجده* ‬يعبث به وينكّل بأعماقه*.‬قصتك لا تعدو أن تكون واحدة من بين آلاف القصص التي* ‬تعيشها الفتيات في* ‬مثل سنك ومن هن حتى أكبر منك،* ‬وهذا وإن دلّ* ‬على شيء،* ‬فإنما* ‬يدلّ* ‬على أن هناك من الشباب ـ سامحهم اللّه ـ من* ‬يستغلّون طيبة وهيام الفتيات بهم،* ‬ليقوموا بابتزازهن ومساومتهن أسوأ مساومة،* ‬وهذا* ‬يدل على حقارة ونذالة بعضهم وقدرتهم على إلحاق الأذى والإساءة ببريئات،* ‬لا ذنب لهنّ* ‬سوى أنهن أحببن بصدق نية وإخلاص*.‬مساومة هذا الشاب لك بنيّتي* ‬مردها معرفته بخبايا شخصيتك وتفكيرك،* ‬فهو على* ‬يقين بأنه* ‬يمسك باليد التي* ‬تؤلمك،* ‬كما أنه لولا تأكده من أنّه سيجعلك في* ‬قمة الحيرة والغبن،* ‬لما كان تصرّف معك على هذا النحو،* ‬ولست عزيزتي* ‬أظنه قادرا على إلحاق الأذى بك،* ‬لأنه في* ‬الأول والأخير معنيّ* ‬بالأمر كما أنه لن* ‬يجد ما* ‬يبرّر به موقفه معك أمام والدك،* ‬الذي* ‬لست أظنه ساذجا أو* ‬غير عارف بما* ‬يقوم به شباب اليوم من تصرّفات طائشة حيال بنات العائلات المحترمات اللواتي* ‬يقعن على الرغم منهنّ* ‬في* ‬شرك الحبيب الخائن الذي* ‬يزيد في* ‬تعنته وغطرسته حيالهن،* ‬وقد تصل به درجة الجرأة إلى جرّهن لما لا* ‬يحمد عقباه من فجور وطريق مسدود.لا تخافي* ‬من توعدّ* ‬هذا الشاب بإلحاق الأذى بك،* ‬ولا تأبهي* ‬لمساوماته الدنيئة،* ‬فهذا بمثابة الطعم الذي* ‬ستجنين به على نفسك وإلى الأبد،* ‬والأحرى أن تخبري* ‬والدتك بالأمر حتى* ‬تكون على علم بما تكابدينه وتعانين منه،* ‬وحتى* ‬يكون لها موقف قوي* ‬إلى جانبك أمام والدك،* ‬إذا ظهر هذا الشاب في* ‬حياتك مجدّدا*.‬كما أنّي* ‬لست أظن أن هذا الشاب* ‬غبيّ* ‬إلى درجة أنه سيقدم على شيء من شأنه أن* ‬يجرّه إلى المحاكم،* ‬حيث أن قضايا الشرف والقذف لم تعد طابو بالنسبة للعائلات التي* ‬تدرك تمام الإدراك أنّ* ‬الدنيا لم تعد ترحم،* ‬وأن هناك من الشباب من* ‬يستغلون التكنولوجيا للقيام بأمور منافية للعرف والتقاليد وكل التعاليم التي* ‬جُبلنا عليها*.‬تشجّعي* ‬ولا تظهري* ‬خوفك ووجلك لهذا الشاب،* ‬كما أنه عليك أن لا تلتقي* ‬به أو تحدثيه بالهاتف* ‬حتى لا* ‬يكون له أدلّة أخرى* ‬يدينك من خلالها أو* ‬يمسكها عليك،* ‬فتزيدين من حدة المشكل ويتفاقم موقفك أمامه،* ‬وتيقّني* ‬أنّ* ‬ما تمرّين به لا* ‬يعدو أن* ‬يكون مشكلا عارضا وتجربة تمكنك من معرفة عقليات الشباب العابث،* ‬الذي* ‬لا همّ* ‬له إلا الإطاحة بشرف وسمعة الفتيات،* ‬كما أن هذا المشكل سيكون عبرة لكل من تعتبر حتى لا تصدّق من هبّ* ‬ودبّ* ‬من الشباب العابث الذي* ‬يلعب بورقة الحب ويستغل طيبة الفتيات ليساومهن في* ‬شرفهن.أتمنى أن* ‬يكون ردّي* ‬لك بنيّتي* ‬قد خفّف من حدة ما أنت فيه،* ‬كما أنّي* ‬أدعو اللّه أن* ‬يحفظك ويرعاك ويسدّد خطاك إلى كل ما هو خير لك في* ‬دينك ودنياك*.‬



رابط الموضوع : https://www.ennaharonline.com/ar/koul...#ixzz2MMjb4SMC










رد مع اقتباس