السلام عليكم،* بعد أن ضاق صدري* ولم أجد متنفّسا،* قرّرت مراسلتك أمي* نور لكي* تخرجيني* مما أنا فيه،* وبدون إطالة سأسرد لك ما أعانيه*... ككلّ* فتاة مراهقة في* الـ 16 من عمرها،* جرفني* حب المغامرة وأحببت شابا بكل ما أوتيت من حنان وعطف لأني* وجدت فيه ضّالتي،* فقد كان* يستمع إليّ* وينصحني* ويوجّهني* في* ظل* غياب أهلي* الذين نسوا أو* بالأحرى تناسوا حاجة المراهقة إلى حضن* يضمّها أو نصيحة تنفعها*.وبعد علاقة استمرت سنتين،* اكتشف أهلي* أمر علاقتي* بالحبيب،* ففرضوا عليّ* الابتعاد عنه ونجحوا في* ذلك إلى حد بعيد،* وحتى لا أفسد أواصر الود معهم احترمت رغبتهم على مضض،* على الرغم من حاجتي* الملحّة لمن* يحسسني* بكياني،* ولم أعارض رأيهم وأفلحوا في* إقناعي* بمدى أهمية أن تحافظ الفتاة على سمعتها،* وأن تبني* كل شيء في* حياتها على أسس متينة وسليمة،* مدركة ومتأكدة في* نفس الوقت أنه الصواب بعينه*. وفي* المقابل،* ركّزت كل اهتمامي* بعدها على الدراسة،* وفعلا حققت حلمي* في* نيل شهادة البكالوريا،* والحمد للّه دخلت الجامعة أملا في* نسيان الماضي* وفتح صفحة جديدة،* لأنني* تبت عن العلاقات العابرة،* لكن للأسف بقي* الماضي* يلاحقني* وأبى إلا أن* يذكرني* بأخطائي*.ففي* الأيام الأخيرة سيّدتي* بدأ ذلك الشاب بملاحقني* ويهدّدني* بنشر صور مفبركة عني،* وقد سوّلت له نفسه بأن* يساومني* إما الاستسلام لنزواته أو* إيصال تلك الصور إلى والدي*. كنت أعلم أنه* يملك صورا لي،* لكنّي* لم أفكّر بالمرة أنه قد* يتجرّأ ويهدّدني* بها،* وأن أخلاقه قد تصل إلى هذا الفعل المشين،* وأنا التي* طالما أُعجبت بأخلاقه وشهامته*. ولا أخفيك أن* الصدمة كانت كبيرة عليّ،* وما زاد شجني* وخوفي* هو أنه* يعرف عني* كل كبيرة وصغيرة،* وهذا ما جعلني* متأكدة من أنه حقا قد* يوصل صوري* إلى والدي،* وبأنه حقا قادر على أن* يفضحني* أمام أهلي*.صدقيني* سيدتي* إن قلت لك أنني* بتّ* أفتقد طعم الراحة،* فأنا أفكر لكن تفكيري* لم* يخرجني* من الحيرة التي* أنا فيها،* فلا أنا أريد الرجوع إلى تلك العلاقة التي* أدرك تمام الإدراك أنها لن ترى النور من جهة،* كما أنني* لا أريد لثقة أهلي* التي* بالكاد رمّمتها بنجاحي* في* الدراسة،* أن تتحطّم،* وهذا بالتأكيد سيهدم حياتي* ومستقبلي*. فكرت أن أتقدم بشكوى للشرطة لكنني* خفت من توابع هذا الأمر وتداعياته،* كما فكرت أيضا في* إخبار والدتي* بالأمر،* لكنني* على* يقين بأنها ستلومني* وتعاتبني* عوض أن تساعدني*. فلم أجد* غيرك أمي* نور لتنتشليني* من الجحيم الذي* أنا أعيش فيه،* أرجوك ساعديني* فما أعيشه* يوميا لا* يوصف،* لا تبخلي* عليّ* سيدتي* بالرّد الشافي* إن شاء اللّه*.
المعذّبة من الغرب*
الرّد*:
كثيرة هي* الصدمات في* الحب،* وجسيمة هي* الخسائر التي* قد تصيب الفتاة في* صميم كبريائها إن هي* جُرحت أو خانها من منحته قلبها بكل أمان وصدق،* لتجده* يعبث به وينكّل بأعماقه*.قصتك لا تعدو أن تكون واحدة من بين آلاف القصص التي* تعيشها الفتيات في* مثل سنك ومن هن حتى أكبر منك،* وهذا وإن دلّ* على شيء،* فإنما* يدلّ* على أن هناك من الشباب ـ سامحهم اللّه ـ من* يستغلّون طيبة وهيام الفتيات بهم،* ليقوموا بابتزازهن ومساومتهن أسوأ مساومة،* وهذا* يدل على حقارة ونذالة بعضهم وقدرتهم على إلحاق الأذى والإساءة ببريئات،* لا ذنب لهنّ* سوى أنهن أحببن بصدق نية وإخلاص*.مساومة هذا الشاب لك بنيّتي* مردها معرفته بخبايا شخصيتك وتفكيرك،* فهو على* يقين بأنه* يمسك باليد التي* تؤلمك،* كما أنه لولا تأكده من أنّه سيجعلك في* قمة الحيرة والغبن،* لما كان تصرّف معك على هذا النحو،* ولست عزيزتي* أظنه قادرا على إلحاق الأذى بك،* لأنه في* الأول والأخير معنيّ* بالأمر كما أنه لن* يجد ما* يبرّر به موقفه معك أمام والدك،* الذي* لست أظنه ساذجا أو* غير عارف بما* يقوم به شباب اليوم من تصرّفات طائشة حيال بنات العائلات المحترمات اللواتي* يقعن على الرغم منهنّ* في* شرك الحبيب الخائن الذي* يزيد في* تعنته وغطرسته حيالهن،* وقد تصل به درجة الجرأة إلى جرّهن لما لا* يحمد عقباه من فجور وطريق مسدود.لا تخافي* من توعدّ* هذا الشاب بإلحاق الأذى بك،* ولا تأبهي* لمساوماته الدنيئة،* فهذا بمثابة الطعم الذي* ستجنين به على نفسك وإلى الأبد،* والأحرى أن تخبري* والدتك بالأمر حتى* تكون على علم بما تكابدينه وتعانين منه،* وحتى* يكون لها موقف قوي* إلى جانبك أمام والدك،* إذا ظهر هذا الشاب في* حياتك مجدّدا*.كما أنّي* لست أظن أن هذا الشاب* غبيّ* إلى درجة أنه سيقدم على شيء من شأنه أن* يجرّه إلى المحاكم،* حيث أن قضايا الشرف والقذف لم تعد طابو بالنسبة للعائلات التي* تدرك تمام الإدراك أنّ* الدنيا لم تعد ترحم،* وأن هناك من الشباب من* يستغلون التكنولوجيا للقيام بأمور منافية للعرف والتقاليد وكل التعاليم التي* جُبلنا عليها*.تشجّعي* ولا تظهري* خوفك ووجلك لهذا الشاب،* كما أنه عليك أن لا تلتقي* به أو تحدثيه بالهاتف* حتى لا* يكون له أدلّة أخرى* يدينك من خلالها أو* يمسكها عليك،* فتزيدين من حدة المشكل ويتفاقم موقفك أمامه،* وتيقّني* أنّ* ما تمرّين به لا* يعدو أن* يكون مشكلا عارضا وتجربة تمكنك من معرفة عقليات الشباب العابث،* الذي* لا همّ* له إلا الإطاحة بشرف وسمعة الفتيات،* كما أن هذا المشكل سيكون عبرة لكل من تعتبر حتى لا تصدّق من هبّ* ودبّ* من الشباب العابث الذي* يلعب بورقة الحب ويستغل طيبة الفتيات ليساومهن في* شرفهن.أتمنى أن* يكون ردّي* لك بنيّتي* قد خفّف من حدة ما أنت فيه،* كما أنّي* أدعو اللّه أن* يحفظك ويرعاك ويسدّد خطاك إلى كل ما هو خير لك في* دينك ودنياك*.
رابط الموضوع : https://www.ennaharonline.com/ar/koul...#ixzz2MMjb4SMC