[نور الهداية14-10]

وتميَّز شعر الفتوحات بظهور موضوعات جديدة فيه, منها:
أ)- الحنين إلى الوطن:
فالشاعر المجاهد خرج من موطنه في جزيرة العرب, إلى بلاد بعيدة في بلاد فارس أو الروم أو غيرها، وفي أثناء رحلة جهاده يشعر بالحنين إلى وطنه، فيعبِّر عن هذا الحنين في شعره على نحوٍ نَجِده عند أحدهم إذ يقول:
أُكرِّر طَرفي نحو نجْدٍ وإنَّني برغْمي وإن لم يَدركِ الطرفُ أنْظُرُ
حنينًا إلى أرضي كأنَّ ترابَها إذا أمطرت عودٌ ومسْكٌ وعَنبرُ
بلادي كأنّ الأقحوان بروضة ونوْر الأقاحي وشْيُ بُرْدٍ مُحبَّرُ
ومن هذه الموضوعات أيضاً:
ب)- تشوّق آباء الجنود إلى رؤية أبنائهم.
- ومن ذلك مثلًا: قول المخبّل السعدي بعد أن تطوّع ولده شيبان في جيش سعد بن أبي وقاص المتوجِّه إلى بلاد فارس:
أيملكني شيبانُ في كل ليلةٍ لقلبٍ من خوْف الفراق وجيبُ
ويُخبرني شيبان أن لم يَعُقَّني تعقّ إذا فارقْتني وتجوب
- ومن ذلك أيضًا: قول أميّة بن الأسكر يشكو شوقه وشوق زوجه إلى ابنيْهما كلاب، الذي خرج غازيًا في سبيل الله:
لِمَن شيخان قد نشدا كلابا كتابَ الله إن حفظ الكتابا
إذا هتفَتْ حمامةٌ بطن وجٍّ على بيضاتها ذكَرَا كلابَا
وإنَّك والتماس الأجر بَعْدي كباغي الماءِ يَتَّبِع السَّرابا
تركتَ أباك مُرْعشةً يداهُ وأمّك ما تُسيغُ لها شرابَا
ومن الموضوعات التي نتجت عن شعر الفتوحات أيضًا:
ج)- وصف المشاهد الجديدة التي رآها الشعراء في البلاد المفتوحة. ومن هذه المشاهد: مناظر الحدائق: البِرك والقصور والكنائس والقلاع.
وغيرها ومن موضوعات شعر الفتوح أيضًا:
د)- شعر الشكوى الذي صاغه الشعراء عندما رأوا الولاة في البلاد البعيدة عن مركز الدولة لا يسيرون في حكم الناس على النهج الإسلامي الصحيح, ويستأثرون دونهم بالغنائم وبالأموال.
ومن موضوعات هذا الشعر أيضًا:
هـ)- رثاء الشهداء الذين قُتِلُوا في معارك الفتوح.
2- السمات الفنية في شعر الفتوحات:
وقد غلبت على شعر الفتوح سمات فنية وخصائص، منها:
- إنه كان في أغلبه شعر مقطوعات قصيرة، وإن أثر الإسلام فيه واضح جدًّا باستخدام الألفاظ القرآنية والمصطلحات الإسلامية.
- وأنه تغلب عليه روح البديهة والارتجال، بسبب الظروف التي قيل فيها؛ فلم يكن عند الشعراء حنيئذ وقت للتجويد وترديد النظر وتحسين الصنعة.