هل ذلك فعلا صحيح ام مجرد مبالغة و تطاول فقط ؟
على الاوراق و في المنتديات و في الرسميات فان التدريس هو المهنة النبيلة الكريمة الجميلة و المدرس هم الشهم البطل و انه كاد ان يكون رسولا اما في الواقع فهي الحقيقة المرة ...
ما ان تتكلم عن المدرس في بلادنا حتى ترى ابتسامة عريضة ترتسم على الشفاه اذ الجميع لابد و يحفظ نكتة عن هذا البخيل الجزائري الشهير و كانه شخصية من شخصيات كتاب البخلاء للجاحظ
فمن الذي خلق هذه العلاقة الوثيقة بين البخل و الجشع و بين مهنة التدريس في بلادنا
اهو الفقر و الاجرة الهزيلة التي يعانيها المدرس رغم وجود طبقات افقر منه و لا يجرؤ احد ان يتطاول عليها او يسخر منها
ام هو العدد الكبير للمدرسين في الجزائر و الذي يفترض ان يكون في صالحهم و ليس ضدهم
ام هو المدرس نفسه الذي يحفظ الجميع اغنيته الشهيرة دخلت الخلصة او لم تدخل و معاملته الخاصة مع موظفي البريد الذين يميزونه من غيره اول ما يقترب من شبابيكهم
او ربما شكواه التي لا تنقطع عند البقال و عند الخباز و عند التاجر و الطبيب و كل من يقطع طريقه
او بكل اختصار ظلم المجتمع الذي لا يرحم و لا يقدر مهنة و معاناة هذا الرجل
انها العقوبة الجماعية الاولى المسلطة على عالم المدرسين الجزائريين الدين اخفقوا ايما اخفاق في افتكاك مكانة لهم تحفظ ماء الوجه و العيش بكرامة في جزائر العزة
او على الاقل المحافطة عليها فيحكى كما في قصص الف ليلة و ليلة ان المدرس الجزائري بعد الاستقلال و ايام الراحل بومدين كان مشتلة النخبة و المهنة التي يحلم بها الجميع و كان هو اول فارس احلام تتمناه اية فتاة
قصص لا يصدقها الجيل الجديد من المدرسين و الذين يتحرج احدهم ان هو سئل امام الجميع عن مهنته و لا يسلم من سخريتهم و لو من وراء ظهره ان اشتموا فيه رائحة التدريس
من يتحمل مسؤولية ذلك كله ؟ و كيف يمكن استرجاع هذه القيمة المعنوية المفقودة؟
ان صح ذلك فالكل في هاته المهنة الا و يتحمل قسطا من هذه الوصمة التي التصقت بجبين مهنة التدريس في الجزائر من المدرس الى المدير الى المفتش الى الاداري الى النقابي ..
.الكل اعان و لا يزال يعين المجتمع على ذلك سواءا شعر او لم يشعر بذلك ...