ثورة شريف ورڤلة* "محمد بن عبد الله* ''
المشوار السياسي نشر في المشوار السياسي يوم 17 - 04 - 2010
إختيار هذا الكاتب* "هارتز*" يخضع للعديد من الاعتبارات في* هذا الموضوع المثير* "شريف ورڤلة*" منها*:
1 المؤلف الذي* أخذت منه هذه المعطيات لا* يتحدث بالخصوص عن* "محمد بن عبد الله*" ولكن عن الجزائر البدوية والقصورية،* أي* أنها دراسة شاملة*.
* 2 الكتاب صدر حديثا،* ويتبع نفس الطريقة التي* كان* يتبعها أسلافه من كتبة،* ومقررين عسكريين،* وأنتربولوجيين وغيرهم*.. وقد قام بملاحظات عيانية في* المناطق التي* انتقل إليها*.
3 الرسالة التي* يوجهها الكاتب إلى الجزائريين،* مع طبعته الحديثة هي* "رسالة السلام*"،* واعتبار أن الانتفاضات والثورات المتعاقبة،* وثورة التحرير هي* عهود مظلمة سيطر عليها الإرهاب،* ويقصد به كل المقاومين لفرنسا*.
من هو محمد بن عبد الله؟*
السيرة الذاتية*:
حسب* "غولدزيقر*"،* فإنه مرابط من أولاد سيدي* الشيخ،* كان مناوئا للأمير عبد القادر في* 1841م استسلم لفرنسا،* في* 1842م أسند له المرسوم الملكي* منصب خليفة الغرب على إمارة وهران*.
حاول* "بيجو*" استمالته في* صراعه مع الأمير،* ولكن آماله خابت،* نفي* في* 1845* إلى مكة،* وعاد متخفيًا في1851،* وجعل من ورڤلة والرويسات مراكز لحركته،* قام بحركته في* 31* أكتوبر1851م،* أين قام بوبكر حمزة بحبسه،* ثم سجن في* "سانت مرڤرفيت*"،* ثم في* حصن باربينيون* .
أطلق سراحه في* 25* ماي* 1863م بعفو من الأمبواطور،* وبطلب من العقيد* "دورييه* "،* سكن في* عنابة تحت المراقبة الجبرية قدمت له منحة سنوية تقدر بمائتي* فرنك* 200* ف،* وتوفي* بعد قليل من الأشهر*.
أما سي* حمزة بوبكر،* فيقول عنه أنه شخصية* "لغز*"،* ويتساءل من محمد بن عبد الله هذا؟*
هل هو محارب عن العقيدة أو مغامر؟ أو أنه بيدق في* يد القيادة الفرنسية؟*
وإذا كان شريفا،* فمن أي* فرع؟ ومن أي* شجرة سلالية تبرز هذا الإنحدار؟
يعتقد سي* حمزة بوبكر بأن ذلك لم* يكن إلا اختراعا فرنسيا صرفا،* ويتساءل إذا قيل أنه أتى من الشرف،* فمن أي* بلد من المشرق؟
يجزم بأنه شبه شريف،* حيث* يتساءل عن الباعث الذي* جعله* يقف ضد الأمير عبد القادر،* القائد الوطني* الذي* هو بشريف أيضا*.
هذه هي* السيرة الذاتية* ''لمحمد بن الله*'' حسب المؤلفين،* لكن ما الذي* يضيفه هرتز؟
يقول عنه بأن هذا الشريف جاء من تلمسان،* كان مناوئا للأمير عبد القادر،* وقد عين خليفة على قبائل الغرب الوهراني* في* 1842م من طرف فرنسا ولكن طموحه ورغباته اللامتناهية حسب الكاتب جعل فرنسا تسحب منه هذا اللقب،* مما دفعه إلى التحالف مع مرابط آخر هو* "سي* محمد بن علي* السنوسي*" الذي* أسس للطريقة السنوسية بالاتفاق مع الأتراك،* وقد ذكر الكاتب أيضا أن ابن شهرة قد أنضم إلى شريف ورڤلة* (محمد بن عبد الله*)،* بعد أن قاد تمرد* "الأرباع*"،* وأتجه إلى الجنوب،* وطلب من المنسقين،* وأنضم إلى الشريف*.
إذن،* بطرح تساؤل من هو هذا الشريف؟ وما الذي* يحمله كثائر أو مقاوم*!
ما هي* الفئات الاجتماعية،* التي* آزرته؟ ولأي* مرجعية إقناع أستند إليها؟*
وهذا حتى تكون التدخلات،* والآراء موضوعية تحقق المعرفة التاريخية،* تبتعد عن المغالاة ول اتنزع إلى الهيمنة الإحتلالية*.
يقول سي* حمزة بوبكر*: "حين كان سي* حمزة في* خلاف مع فرنسا،* أعلن نفسه* - يقصد محمد بن عبد الله* - سلطانا على ورڤلة وعلى منطقتها،* "وهو الحصن الذي* تلجأ إليه إخوانية سيدي* الشيخ*". وهذا ما لقي* قبولاً* من السلطات الفرنسية،* وقد كانت هناك عدة محاولات لإثارة سي* حمزة،* لكنه لم* يأبه بها*".
يضيف*: "هذا الغريب الموهوم*! أراد أن* يعوض بواسطة سلطته،* السلطة التاريخية لزعيم أولاد سيدي* الشيخ الشراڤة في* إمارته الوراثية،* لقد أستغل كل ما* يسيئ إلى سي* حمزة،* ليعطي* لذلك دعاية إشهارية*".
أطروحات* "هارتز*":
1* يبين الكاتب دعم الطريقة السنوسية لحركة محمد بن عبد الله،* وعلى أساس ذلك الدعم رجع إلى الصحراء الجزائرية في* 1851* لتنظيم المقاومة ضد التدخل الفرنسي* في* ورڤلة*.
2* يوضح أيضا خوف فرنسا من حركة تحالف محتملة مع أولاد سيدي* الشيخ في* الجنوب الوهراني،* الذين أبدوا إشارات للتمرد،* تدخل الجنرال* "لادميرو*" وأضطرهم للنزوح نحو الشمال*.. والمقابل الذي* أخذه سي* حمزة من جراء إخباره لفرنسا عن خفايا التمرد والشبكة التي* تغذي* التآمر تحت* غطاء ديني،* هو بحسب الكاتب منحه العفو*.
3 المناوئ الآخر الذي* كانت فرنسا تخشى تحالفه هو ناصر بن شهرة،* كما أشرنا سابقا والذي* مكث بالقوة في* قصر الحيران*.
4 شريف ورڤلة جمع المناصرين في* الشرق،* توڤرت،* وميزاب،* التي* كانت تمونه بالغذاء،* وبالسلاح،* وبالمعدات أنظم أولاد سرغين بعقد ولاء له،* وبانتصار الأحلاف أيضا طلبوا مجيئه،* ومن ثم أعلن الحرب المقدسة،* حدثت المواجهة مع الفرق العسكرية في* 03* ديسمبر* 1852م التي* يقودها الجنرال* يوسف والرائد باين* ،* والعميد*
باليسبيه* .
أما نتائج هذه المواجهة العسكرية،* فهي* تجاه الشريف،* وبن شهرة،* وبلغ* عدد القتلى ألفين في* صفوفهما،* وخسائر فرنسا ستين* 60* رجلا،* منهم عدد من الضباط الكبار
5- الاستيلاء على الأغواط أثر على كل العالم البدوي* والصحراوي،* فطلب* "بني* ميزاب*" الأمان من باليسبيه* آنذاك وقرر الأرباع المنسقون الخضوع للسلطة الفرنسية وقرر القائد أن* ينشئ حامية عسكرية قوية تتناسب مع المكانة الإستراتيجية والسياسية للمدينة*.
6 متابعة الشريف ومناصريه،* والقضاء على حركته،* ويتمثل ذلك في* القناعة التي* مفادها بأنه لا* يمكن إقامة سلام دائم في* التل دون تقييد حرية الشريف في* إعادة تنظيم قواته،* وإحداث أنشقاقات أخرى*.
لقد أخرج الشريف من ورڤلة،* وتبعه روندون* توڤرت،* حيث هزمه،* فهرب إلى نفزاوة التونسية بعد أربع سنوات ظهر في* عين صالح،* وجمع مناصريه من الشعانبة والطوارق،* وأقترب من قصر الحيران في1861م،* فقبض عليه خارج ورڤلة،* وحبس في* بارينيون* ،* ثم نقل لعنابة طبقا لظروفه الصحية*.
خلفيات الحركة وملابساتها*
العلاقة بتونس لدى المحللين حولى حركة محمد بن عبد الله تعود بصفة متواترة،* فغياب محمد بن عبد الله ترك وراءه* غموضا كبيرا،* ومن رؤساء أولاد* يعقوب محمد بن بوعلاق الذي* تراجع إلى أراضيه في* إمارة تونس،* أخذ في* تحين الفرصة لهجومات جديدة،* وكان وادي* سوف معرضا لهذه الغزوات*.
أما ناصر بن شهرة الذي* أنضم إلى الشريف،* فإنه تراجع إلى تونس،* وأخذ في* تحضير مخططات جديدة للهجوم،* وفي* التحرك بحرية في* الجنوب،* هذا ما حرّك القبائل الغاضبة،* وأخذت التجزئة القبلية في* الإحتداد*.
** العلاقة الثانية الجديرة بالاهتمام،* هي* مع الحركة السنوسية،* التي* سجلت نجاحات باهرة،* ولكن هذا النجاح اصطدم في* المغرب بمشاكل الصف التي* نزعت الغطاء عن طبيعة هذه الحرب الدينية* - حسب* غولدزايڤر* - وقلصت دورها إلى صراع محتدم بين مجموعات متنازعة،* بعض الفرديات النخبوية مثل محمد بن عبد الله،* تجاوزت مشكلة الصف لتطرح المشكلة في* كليتها السياسية والدينية،* وفي* الجزائر،* فإن بعث الإخوانيات كان صرحا* يدعم الإستياء العميق،* والخشية المستمرة*.
أما في* الجانب الإجتماعي،* فإن اختفاء محمد بن عبد الله لم* يجلب الهدوء إلى المنطقة الصحراوية،* بل على العكس من ذلك،* فالسكان كانوا تحت ضغط التهديد بواسطة الحركات العسكرية،* وبواسطة المهمات التجارية لدوفرييه* ومرشر* ،* حيث فشلت بهزيمة الطوارق والشعانبة وصدم هؤلاء السكان بفشل* "محمد بن عبد الله*"،* ورغم أن أراضيهم لم تمس مباشرة،* فإنهم عرفوا أن مجتمعهم الذي* هوجم من طرف رؤسائه،* ومن طرف صفوفه،* وإخوانياته،* سوف* يتعرض إلى خطورة تفككه،* فالغزو الاستعماري* لحق بالغزو العسكري*.
استغلت فرنسا الصراعات القبلية،* والتناحرات بين الصفوف،* والانشقاقات في* الطرق الصوفية،* مثل ذلك ما وقع بين بوعكاز،* وبن ڤانة،* وبين ما وقع بين سي* حمزة ومحمد بن عبد الله،* وهذا ما سمع بالتسهيل لدخول فرنسا إلى الصحراء،* كما حرك الاحتلال التناقضات بين الرحمانية،* والقادرية والتي* اشتهرت بالصرامة،* وواجهت بين سكان القصور والبدو،* وإثارة القبائل العربية الجزائرية ضد جيرانها من القبائل التونسية والليبية،* وذلك بهدف عزل الصحراويين الجزائريين،* وتجزئ مجتمعهم إلى ذرات*.
هذه السياسة الخاصة بالتجزئة الذرية للمجتمع،* والتي* مارسها الضباط المتخصصون الذين* يعرفون البلد والعادات قد أعطت ابتداء من* 1865م نتائج واضحة فالشرق الصحراوي* لم* يتلق الصدمة المعاكسة لثورة* 1864*- 1965م أما المحاول اليائسة لمحمد بن عبد الله