*"أعطيني* شوية من وقتك،* معليش النوميرو تاع التيليفون،* معليش نهدر معاك،* واش الحلوة،* عينيا،* الزين،* الشابة*... وغيرها من الألفاظ التي* لا* يمكن ذكرها والتي* نسمعها في* الشوارع الجزائرية من طرف بعض الشباب لمعاكسة* ومضايقة البنات،* إلا أن المحجبات والخلوقات اللاتي* لا* يتجاوبن مع المعاكسين* يستعملون معهم بعض الألفاظ الخاصة بهن كالمسمومة،* أدعيلنا معاك*....
ازدادت في* الآونة الأخيرة ظاهرة معاكسة الشباب للشابات في* الشوارع،* حيث أصبحت المرأة عرضة للشباب الذين أبدعوا في* استعمال بعض العبارات السوقية لمضايقتها ولم تقتصر هذه المعاكسات على الفتيات، فحسب بل حتى المتزوجة وكبيرة السن أصبحت عرضة لهذه المضايقات،* فهل السبب في* ذلك راجع إلى الشباب أم الشابات؟
وللاستفسار عن سبب انتشار الظاهرة قمنا باستجواب بعض الشباب والشابات*:
اللباس المفضوح والتبرج أحد الأسباب*:
خالد* 24* سنة سألناه عن السبب فأجاب أن ذلك راجع إلى البنات أنفسهن فطريقة اللباس والتبرج الملفت للنظر* يثير* غريزة الشباب مما* يدفعهم إلى معاكستهن والتغزل بهن*.
في* حين* ياسين* 27* سنة* يقول إن المتجول في* الشوارع الجزائرية* يلاحظ أن الفتيات أصبحن تتبرجن وترتدين ملابس فاضحة وشبه عارية وكأنهن ذاهبات لحفلات زفاف وليس العمل أو الدراسة، فكيف للشباب أن* يضبطوا أنفسهم أمام هذا الفتن والمظاهر التي* تجلب النظر،* وتثير الغريزة فالشهوة فال*... وربما لا تقتصر على المعاكسة بل تصل إلى إتيان الفاحشة خاصة لذوي* النفوس الضعيفة*.
البطالة والفراغ* وسوء التربية من أسباب انتشار الظاهرة*:
سميرة ـ ب* 35* تعمل مدرسة ترجع سبب انتشار مثل هذه الظواهر في* مجتمعنا إلى كثرة الشباب البطالين مما* يخلق* عندهم فراغا* دائما* يستغلونه في* بعض الأمور التافهة كمعاكسة البنات في* الشوارع، بالاضافة إلى سوء التربية وانحطاط الأخلاق الناتجة عن ما تبثه وسائل الإعلام من مسلسلات أجنبية وأفلام إباحية تثير الشهوة لدى الشباب*.
أما رضا* 20* سنة* يرجع السبب على حد تعبيره* (لا خدمة لا حاجة نتلهاو بيها عايشين فالفيد،* ولقينا باش نجوزو الوقت وعلاش لالا ولي* ما عجبهاش الحال تقعد في* دارهم*) أي* أنه* يرجع السبب إلى عدم وجود عمل ولا أي* شيء* يسد فراغهم مما* يجعلهم* يقومون بمعاكسة الفتيات ويضيف أنهن تتجاوبن* وتستمتعن بذلك في* بعض الأحيان فإن معاكسة الفتاة هي* التي* تدفع الشاب إلى معاكستها بنظراتها وبعض الإشارات منها مما* يحفزهم أكثر على ذلك والبحث عن أساليب جديدة لاستقطاب أكبر عدد من الفتيات*.
تأخير سن الزواج لدى الجنسين سبب من الأسباب*:
راضية* 40* سنة ربة بيت ترى أن من بين الأسباب التي* أدت إلى انتشار الظاهرة، تأخر سن الزواج لدى الجنسين، الناتج عن بعض الظروف التي* يعاني* منها شبابنا كالضعف المادي* وغلاء المعيشة وعدم توفر السكن وغيرها من الظروف القاهرة مما* يدفعهم إلى إشباع* غرائزهم الفطرية بطريقتهم الخاصة*.
نقص الوازع الديني* السبب الرئيسي* للظاهرة*:
أما نور الدين* 24* سنة طالب جامعي* في* الشريعة الإسلامية* يقول إن السبب في* ذلك* يرجع بالدرجة الأولى إلى نقص الوازع الديني* لدى الجنسين أي* أنهم عوض أن* يستغلوا أوقاتهم بما* ينفعهم كحفظ القرآن وقراءة الكتب الدينية وغيرها فهم* يتبعون طريق الشيطان،* بالإضافة إلى تبرج ولباس بعض النساء الذي* يتنافى مع ما أمرهن الله به مما* يجعل الشباب كالكلاب المسعورة ولا* يجب التغاضي* على عدم* غض النظر الذي* يجلب بعض الأمور السيئة كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي* في* هذا البيت الشعري*:
نظرة فابتسامة فسلام* فكلام فموعد فلقاء*.
وبعد اللقاء فلنتصور ماذا* يمكن أن* يحدث*.
النساء المحجبات عرضة للمعاكسات*:
السيدة نورة* 29* سنة عاملة في* شركة خاصة تقول*: صحيح أن لباس وتبرج بعض الفتيات وتجاوبهن مع المعاكسين وراء انتشار الظاهرة، إلا أن الشباب هم السبب الرئيسي* في* ذلك فحتى المرأة المتحجبة والخلوقة تتعرض لمثل هذه* المضايقات* يوميا، حيث حكت لنا عن تجربة شخصية باعتبارها تخرج* يوميا للعمل،* وعلى الرغم من ارتدائها الحجاب،* وعدم تبرجها وإظهار مفاتنها إلا أنها تواجه وبصفة دائمة معاكسات الشباب الطائشين على حد تعبيرها،* ومنه فإن سوء التربية لبعض الشباب هو ما* يجعلهم* يقضون أوقاتهم في* بعض الأمور التي* لا تفيدهم في* دينهم ودنياهم*.
إن الآراء متضاربة عن سبب انتشار ظاهرة معاكسات الشباب للشابات،* فمنهم من* يرجعها إلى الشباب ومنهم من* يرجعها إلى الشابات أنفسهن*. إلا أن كلا الطرفين مسؤول عن ذلك،* ولكن بما لا* يحول الضحية إلى ظالمة*.