اول الدّين معرفته، وكمال معرفته التّصديق به، وكمال التّصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصّفات عنه، لشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف، وشهادة كلّ موصوف أنّه غير الصّفة )نفي الصفات يعني الاعتقاد بأن صفاته تعالى هي عين ذاته، وليست صفاتا زائدة على ذاته كما هو الأمر بالنسبة للمخلوقات، فتكون شيئا منفصلا عنها، فمن قال بأن صفة اللّه هي كصفة المخلوق، فقد جعل صفات اللّه جزء منفصلا عن اللّه، ويكون بذلك قد أشرك به، لأنه ثنّاه وجزّأه(، فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنّاه، ومن ثنّاه فقد جزّأه، ومن جزّأه فقد جهله، ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حدّه، ومن حده فقد عده ومن قال فيم فقد ضمنه ومن قال علام فقد اخلى منه أي انه لا يجوز السؤال عن الله بألفاظ تناسب الاجسام المحدودة مثل فيم و علام لان الله سبحانه غير محدود بجهة فتجوز الاشارة اليه وليس له مكان محصور يحده فهو مفقود خارجه
وأشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، شهادة ممتحنا إخلاصها، معتقدا مصاصها
)المصاص من كل شي ء خالصه(، نتمسّك بها أبدا ما أبقانا، وندّخرها لأهاويل ما يلقانا، فإ نّها عزيمة الإيمان، وفاتحة الإحسان، ومرضاة الرّحمن، ومدحرة الشّيطان .
كلّ مسمّى بالوحدة غيره قليل
لم يخلق ما خلقه لتشديد سلطان، ولا تخوّف من عواقب زمان، ولا استعانة على ندّ مثاور، ولاشريك مكاثر، ولا ضدّ منافر
ولا تناله التّجزئة والتّبعيض
الأوّل الّذي لم يكن له قبل فيكون شي ء قبله، والآخر الّذي ليس له
بعد فيكون شي ء بعده