يتعجب البعض من تقلب مواقف جريدة الشروق التي كانت منذ فترة قريبة جريدة كل شيئ على مايرام إلى جريدة كل شيئ أسود و كل شيئ سيئ وهذا التقلب المفاجئ في المواقف يتعجب له البعض و يحيل البعض إلى البحث عن من يقف وراء الخط التحريري لهذه الجريدة المشبوهة و هذه المواقف المتقلبة .... لكن عندما يعرف أن جريدة الشروق هي جريدة حزبية متخفية وراء خط إخباري مستقل يفهم سبب تقلب مواقفها على غرار تقلب مواقف التيار و الحزب الذي يقف خلفها فجريدة الشروق الإخوانية االمحسوبة على التيار الإخواني المعتدل غيرت مواقفها من السلطة ومن النظام بمجرد خروج وزراء حمس من التحالف الرئاسي و نحول النظام القوي و الوطني و الديمقراطي إلى نظام هش و عميل و ديكتاتوري بمجرد خيبة أمل الحركات الإخوانية في الوصول للسلطة فوق موجة ما يعرف بالربيع العربي فأخذ هذا التيار في تشويه في كل شيئ و الضرب في كل الإتجاهات عل و عسى تحمله ذات موجة ربيع لسدة الحكم على غرار نظرائه في دول الربيع ... و جريدة الشروق الذراع الإعلامي لحمس على غرار بقية التيار الإخواني لم تبتكر إستراتيجية جديدة بل هي إستراتيجية قص لصق التيار الإخواني في مصر سواء من حيث الأفكار أو الأسلوب على عهد مبارك .... لكن ربما تغافل التيار الإخواني على معطى مهم هو أن ما يصلح في مصر لا يمكن بالضرورة أن يصلح في الجزائر رغم الدعم القطري البريطاني الذي لم يعد خافيا على أحد ... و حتى سقوط النظام الجزائري بطريقة عنيفة و ثورية لا يعني بالضرورة وصول أبو جرة و عبد الرزاق مقري للسلطة و لا يعني حتى بقاء الجزائر دولة موحدة بل كل الخبراء يجمعون تقريبا على أن الجزائر لن تخرج دولة موحدة من ثورة عنيفة على غرار ما حصل في دول الربيع ولن ينفع ذلك لا التيار الديمقراطي و لا الإخواني فالشروق تلعب لعبة قدرة بتثوير الشارع الجزائري و لاتحسب حسابا لما ستؤول إليه الأمور بعد ذلك فحساباتها الحزبية الضيقة جعلتها فوق كل إعتبار وفوق المصلحة العليا للوطن .... ونتذكر في هذا الصدد ما لعبته صحافتنا في بداية العشرية السوداء من نفس التيار و نفس أقلام الشروق تقريبا من تأجيج للمشاعر و دفع نحو العنف و التعفن و كانت أول من إكتوت بنيارنها بعد ذلك و أخذت في التبرؤ من العنف و الفتنة و مسحت يدها مما حدث