27 ربيع الأوّل 1434 من الهجرة النّبويّة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فرج الله عنك وعن أخواتك ورزقكن ما تتمنيّن وزيادة
لكن عندي مداخلة صغيرة جدا أتمنى أن تلقى عندك قبولا
وهو ربطك الزواج بالسنّ ..هي حقيقة أن المجمتع يرى ذلك لكن لا يعتبر ذلك مبررا لأن تتبنيه أنت وتبني عليه حياتك لأنك ستتعبين كثيرا ففرص الزواج وإن كانت كثيرة لمن هي أصغر سنا لا يعني أن تنعدم عند من يتقدم بها العمر
لأن الله هو الذي يرزق !
إضافة إلى أنه من التعذيب لنفسك أن تستحضري دائما ذلك وتنظري لنفسك بأنك كبرت أتعرفين أنك ربما تكبرين أكثر من سنك بكثير وربما تهملين نفسك
فإياك ثم إياك من هذا !
وإن كان لا بد وأن تشعري بتقدم سنك فاجعليه شعورا يخدمك لا يهدمك
بأن تضعيه في مكانه الصحيح فالمؤمن لا يأسى على فوات الدنيا وهو يكبر وإنما ينظر لما بعد هذا الكبر وماذا أعد له
وماذا يفيد من تزوجت في سنك وأنجبت وقد زارها الموت ؟ الجميع زائر في هذه الدنيا الغني والفقير المتزوج والأعزب الولود والعاقر ...
وستنتهي الزيارة ويألأتي السؤال والحساب !
والنفس لا تشبع أنت تتمنين الزوج والولد وهناك من رزقت هذا ثم هي تتألم لأنها لم ترزق الذكور ورزقت البنات والعكس والناس جميعا غير راضين بما رزقوا ...
فكّري يا أختي بطريقة صحيحة واجعلي ألم فقدان الزوج ألما بقدر حجمه ،لأنه من المستحيل أن أطالبك بعدم الأسى بالكلية لكن نحن مسلمون نؤمن بالله ونؤمن بسعة فضله ونؤمن بالبعث ونؤمن بالجنة والنار
فلابد أن نعيش هذا الإيمان في حياتنا ونجد ثمرته في النعم والنقم
وأنا لا أقنطك لكني أحب أن أقول لك أن شعور الإنسان بمضي العمر ورحيله نعمة إن أحسن استعمالها وشكرها أيضا
ولعلك أصبت بالإحباط نتيجة تأخر زواجك فأصبحت تشعرين بعرقلة أمورك فحاولي أن تتخذي أسباب انشراح الصدر
أما العمل فلا أعرف إن كان تفكيرك به لإشغال نفسك برأيي شيء حسن على أني أنصحك باالصبر على المكث في البيت والانشغال بشيء فيه فعندك (نت ) شاركي في المنتديات مثلا اكتي قومي ببحوث
انشغلي بهواية ما لأنك إن كنت مكفية ماديا ولست بحاجة للعمل فلا تعرضي نفسك للفتن وأيضا لا تفوتي عليك فضيلة العمل بقوله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ))
ولا تنشغلي أيضا بتعداد الأمور التي لم تحصّليها وتعرقلت في حياتك لأنه من عدّ مصائبه استعظمها ومن استعظمها وقع في السّخط
أسأل الله ان يفرّج عنك وعن أخواتك ويرزقكن ما تتمنّين
أتمنّى لك التّوفيق من كل قلبي