منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال رد على المسمى بـِ "مختار طيباوي" "الحلقة الأولى"
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-02-04, 00:08   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي


الموضوع:


تناقض العلماء:


من المعلوم أن التناقض جائز على العلماء، وهو من الاضطراب الناشئ عن عدم طرد الأصول، أو عن الوهم و النسيان،أوعن التزام القواعد العلمية الباطلة.

و التناقض يدل بداهة على بطلان أحد القولين المتناقضين، ومع ذلك فهو أيسر على أهل العلم من مخالفة الضرورة، والتناقض قد يكون سائغا لا يعبر إلا عن آدمية المتناقض، ولكنه في حال آخرين يدل على عظيم الجهل و البغي، و شدة العداوة.
وممن لا يعقل نظير تناقضهم في القواعد العلمية الشيخ ربيع أحسن الله إليه وختم لنا وله بخير.
ومعلوم أنه لا يوجد بشر غير نبي يسلم من التناقض، و لذلك كان دفع التناقض عن الشرع ضرورة بالنسبة لأهل العلم، بخلاف تناقض أهل العلم فإننا لسنا ملزمين بدفعه ،و إن كان من باب العدل أن نحمل كلامهم بعضه مع بعض بحيث ينتفي عنهم التناقض البشع أو الهادم لأصولهم الكلية.
ولكن في كلام الشيخ ربيع من التناقض و الفساد ما فاق به كل ما يحتمل من تناقض في غيره من علماء السنة، و لذلك استحال دفعه عنه ـ عند حاشيته ـ إلا بالكذب، و إنكار الحقائق الثابتة .
وإن كان التناقض اختلاف القضيتين بالسلب والإيجاب على وجه يلزم من صدق أحدهما كذب الأخرى، وإن العكس جعل الموضوع محمولا والمحمول موضوعا مع بقاء الصدق، كيف نعمل مع مذهب الشيخ ربيع في الموازنة ،و الجرح المفسر فإنه من أشد أنواع التناقض؟!
فالشيخ ربيع أولا لا يعرف ما هو التناقض و التضاد، و لذلك لا يفرق بين أنواعه، ويقع فيه كثيرا، فمثلا عندما قال في شريط (ندوة وقفات في المنهج):
((وفي كلام شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ أننا نحب أهل البدع، يعني نحب منهم على قدر ما فيهم من الخير، ونكرههم بقدر ما فيهم من الشر، هذا الكلام لشيخ الإسلام رحمه الله، وجدنا في كلام السلف ما يخالفه، فقد نقل البغوي ـ رحمه الله ـ أن السلف اتفقوا من الصحابة والتابعين وتابعيهم وأئمة الإسلام على بغض أهل البدع وهجرانهم ومنابذتهم، عرفتم هذا، فالأمر يحتاج إلى نظر، ولا ينبغي لمسلم أن يتعلق بكلام إمام لنصرة ما فيه من باطل، فكثير من أهل الأهواء يتعلقون بكلام شيخ الإسلام هذا، ويشهرونه سلاحاً في وجه من يدعوا إلى السنة...)).
فالشيخ ربيع بغض النظر عن عدم تحريره النقل عن ابن تيمية، فضلا عن فهم كلامه،و نقله ما لم يقله البغوي كما ستجده في المقال القادم عن الموازنة مشكلته في التناقض .
المقصود أنّ الشّيخ ربيعا ـ أحسن الله إليه ـ لم يفهم أنّ التّقابل هو امتناع اجتماع الأمرين في موضوع واحد، من جهة واحدة، وأنه أنواع:تقابل الضدين، و تقابل النقيضين، و تقابل المتضايفين.
و تعارض الضدين هو: امتناع اجتماع صفتين من جنس واحد، في موصوف واحد مع جواز ارتفاعهما معا، فالضدان لا يجتمعان، وقد يرتفعان، مثل: البياض و السواد.
و التناقض هو: إثبات صفة لموصوف، و نفيها عنه في نفس الوقت، ومن نفس الجهة، بحيث لا تجتمع هاتان الصفتان معا في الموصوف، ولا ترتفعان عنه معا، فالحب و البغض ليس من هذا النوع، لأنهما يتبعضان، و يتفاضلان.
كما قال النبي صلى الله عليه و سلم ( لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خَلْقًا رَضِىَ آخَرَ)) .مسلم (2/091)، وأحمد (2/329)،وغيرهما.
و لكن الممتنع أن تحب و تبغض الصفة الواحدة ، لا الصفات المتعددة، إلا باعتبار الإضافة ، و ليست حسنا أو قبحا في ذاتها، كالشيب فمحبوب من وجه مبغوض من وجه، محبوب من جهة كونه علامة على حكمة السن، و نورا للمؤمن ومبغوض من جهة دلالته على العجز و الشيخوخة، فالشاب يبغضه من جهة و يحبه من جهة أخرى،وكذلك الشيخ يحبه من جهة، ويبغضه من جهة أخرى.
فإذا كان البغض و الحب يتبعضان فلا إشكال في كلام ابن تيمية، لأنه يتكلم عن الأمر النسبي و ليس المطلق ، فلا يكون الحب مطلقا إلا للمؤمن الكامل، و لا يكون البغض كاملا إلا للكافر.
أما المبتدع المسلم فقد خلط عملا صالحا بآخر فاسد فكيف نبغضه كله كما نبغض الكافر، هذا لا يقوله مسلم.
فإذا لم نبغض المبتدع المسلم كما نبغض الكافر، فما وجه الفرق ؟!









رد مع اقتباس