منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - أخلاق وعقيدة الوهابية في ميزان الدكتور المحمود
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-26, 19:16   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
salimo123
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية/ كيسنجر: الولايات المتحدة تتجه نحو العُزله الدولية(2)

احتلال العراق 2003 وترتيب بناء القواعد العسكرية الدائمة فيه واحكام السيطرة على حقول النفط هناك جزء لا يتجزأ من الأجندة الأمريكية في الجزيرة العربية. لكن - يستدرك كيسنجر - أن علاقات الولايات المتحدة العامة آخذه بالتوتر في كل مكان نظراً لسياسات الهيمنة الواضحة التي تنتهجها في كل مكان وأن هذا التوتر بالعلاقات (مع أوروبا والصين والشرق الأوسط وغيره) من المحتمل والمرشح ان يقود الولايات المتحدة الى عُزله دولية في نهاية المطاف. يقول بالحرف في كتابه الذي أشرنا إليه سابقا. ص287: [Does America Need a Foreign Policy?]
No matter how selfless America perceives its aims, an explicit insistence on predominance would gradually unite the world against the U.S and force it into imposition that would eventually Leave it isolated and drained.




ليس هذا فحسب، بل ان كيسنجر ينبه الادارة الأمريكية الحالية بأن لقوة الولايات المتحدة حدودا وقدرات لا تستطيع تجاوزها حتى لا تقع في غطرسة القوة وحسب تعبيره the arrogance of power يقول بالحرف في كتابه ص 284:
The United states will drain its psychological and materid resources if it does not Learn to distinguish between what it must do, what it would like to do, and what is beyond its capacities.




المحصول السياسي لاحتلال العراق - حتى من منظور امريكي - لم يكن مشجعاً، ولو تفحصنا هذا الامر كليا وعلى مستوى استراتيجي بعيد المدى ووضعنا كلمات كسينجر في الفقرة السابقة امام اعيننا لخلصنا الى ان احتلال العراق كان ضربة تحت الحزام في جولة ملاكمة كانت ستنتهي في النهاية لمصلحة التحالف الانجلو امريكي ضد العراق وليس فقط صدام حسين.




فسقوط هذا الاخير كان شبه مؤكد دون الحاجة لسيناريو هذه الحرب المدمرة التي افرزت مشهداً كثير التعقيد والتشابك والمفتوح على احتمالات لن يكون في مكنة الامريكان - واضعين في الاعتبار خبرتهم النيئة YOW في الشؤون العراقية - معالجتها دون الوقوع في كوارث اخرى. اما انعكاس التعثر الامريكي في العراق على اجواء الجزيرة العربية رسميا وشعبيا فحدث ولا حرج: فالاوساط الحاكمة في دول مجلس التعاون الخليجي باتت اقل ثقة بالقدرات السياسية للامريكان الذين يتصرفون في المنطقة وكأنهم في (زور خانة) واما شعبيا فالناس ـ عموم الناس ـ يرعبهم صراع الفيلة الدائر في العراق ويرعبهم اكثر احتمال اندلاق ذاك الصراع على شريط النفط الممتد ما بين الكويت ومسقط الذي فجرته الحرب الامريكية على العراق .2003
¾ تأسيساً على ذلك اعتقد بأني لا اجانب الحقيقة اذ قلت بأنه ليس ثمة حماس شعبي في دول مجلس التعاون الخليجي لاحتذاء نموذج العراق - الذي يروجه الامريكان على انه مشروع للاصلاح السياسي في المنطقة - وذلك لان الناس هنا في دول مجلس التعاون الخليجي يختزنون في ذاكرتهم خبرات سارة عن دولة الرفاهية وسياساتها الرحمانية وهي دوله - لو فتشنا في تاريخ العراق المنكوب - لما وجدنا لها ذكرا ولا اثرا. واذا كانت الادارة الامريكية الحالية تحرص على تسويق مشروعها في العراق على انه مشروع اصلاحي سياسي، فالناس - عموم الناس - في الخليج والجزيرة العربية ابناء للتنظيم الصحراوي وهو تنظيم ينهل من مدرسة وفكر الصحراء الحذر المحتشم سياسيا المتشبث بالتقاليد المتكىء عليها والذي يدرك ان حراثة الارض ( الجديدة) والتربة (الجديدة) صعبة دائماً.




هذه الرحابة اللامتناهية للصحراء اعطتنا نحن ابناء الجزيرة العربية - مقدرة على قراءة الافق في شكل صحيح دون تشويق ولا تزويق ولا تلبيس بالسكر Sugarcoating.