عن أي حل نتحدث؟ فما هي الحكاية إذن؟
............
لا يمكن فهم الحملة الفرنسية هذه، إلا من خلال الرغبة العميقة في السيطرة علي خيرات إقليم أزواد و تأمين مناجم اليورانيوم في النيجر و التي واجهت تهديدات جدية في السابق من طرف هذه الجماعات،
و من أجل تأمين مصالحها النفطية و الغازية في كل من الجزائر و ليبيا..
إقليم تؤكد جهات كثيرة علي توفره علي البترول بكميات كبيرة و علي معادن عدة من بينها اليورانيوم، المهم للمفاعلات النووية الفرنسية و التي تستمد نصف حاجياتها من منجم اليورانيوم بالنيجر المجاورة لأزواد و التي يشكل جزؤها المعدني المهم، امتدادا جغرافيا و بشريا متجانسا مع ساكنة إقليم " أزواد"،
و يتأكد هذا الخيار عندما نعرف الدور المحوري ل"الأخوات السبع"(شركات نفطية كبري) و التي تشكل مصالحها البوصلة الحقيقية لدول الغرب- إن لم نقل للعالم بأسره- هذا فضلا عن المكاسب الإستراتيجية التي ستجنيها بفضل السيطرة علي موارد الإقليم، الموجود علي تماس جغرافي أيضا مع الجزء الغربي من حوض تاودني، التابع لموريتانيا و الذي تنقب فيه و تحفر اليوم شركة توتال الفرنسية، بحثا عن البترول، الذي توجد دلائل تؤكد على أنه موجود هناك بكميات كبيرة..
كما ان هذا الإقليم أيضا هو على تماس مع الجزائر و ليبيا، المهددتين اليوم أكثر من أي وقت مضي بالتمزق و التقسيم..
فضلا عن الوضع الهش في الجزء الجنوبي من مالي نفسها و في جارتها الشرقية:النيجر المهددة بتمرد مماثل، تحكمه نفس الظروف و الأسباب التي يعاني منها سكان أزواد، (هاتين المنطقتين التين تتشابه تركبتهم السكانية و يتميزون كذلك بالتواصل الجغرافي بين الأقليتين: التارغية و العربية، و اللتان تعيشان وضعا سياسيا و اقتصاديا و ثقافيا و اجتماعيا مماثلا، و شهدت مناطقهما حالات تمرد على الدولة المركزية في السابق).
إن هذا الفضاء الجغرافي الغني بموارده و الذي غابت عنه الدولة المالية و تركته يعيش ضمن منطقة صحراوية وعرة و خالية من السكان، يحكمه الفراغ في كل شيء- بفعل الإهمال التام و لا مسؤولية الأنظمة المالية المتعاقبة- قد أصبح اليوم بحاجة إلي قوة " مسؤولة" تملؤه و تديره بحكمة- بعد سيطرة هذه الجماعات المسلحة عليه، و بعد أن دخل من الباب الواسع في اللعبة الدولية- حتى لا ينفجر في وجه الجميع و تصيب شظاياه البعيد قبل القريب.
و تتأكد ضرورات الحل عندما ندرك خطورة السيطرة الأحادية عليه من قبل جماعات لا تقيم للقانون الدولي أي اعتبار و لا تلتزم بضرورات المصالح الأمنية لدول الجوار و العالم،
لذا لا بد من إيجاد حل مقبول لساكنة الإقليم أولا و للجزء الجنوبي من مالي ثانيا و لدول الجوار ثالثا، و للعالم رابعا، لكن المشكلة المطروحة، هي: عن أي حل نتحدث؟
...............
حرب" أزواد": بداية النهاية للنفوذ الفرنسي في المنطقة؟