أستاذتنا الكريمة إيمان المبدعة هناك رأي يقول:
إن أحسن الشعراء الموسومين بالطبع و عدم التكلف تراهم قد نشأوا في بيئات بدوية و حفظوا آلاف الأبيات و القصائد من صغرهم ، فبقراءة ترجمة البحتري (و هو من أشهر المطبوعين الموهوبين) تجده نشأ أولا في البادية و حفظ كثيرا جدا من أشعار العرب حتى يستقيم لسانه و يطبع - بعدها - على الشعر .
و كذلك أبو الطيب المتنبي شاعر العربية الأكبر و كذلك القاضي الفاضل (وزير صلاح الدين) حفظ الحماسة - حماسة أبي تمام - من صغره .
و كذلك البارودي (أبو الشعر في العصر الحديث) و شوقي (أمير الشعراء) الذي حفظ منذ صغره - بعد القرآن الكريم - مواد كثيرة جدا من معجم لسان العرب لصقل عربيته .فالشعراء قديما و حديثا ينشؤن على التطب بعد عدة مراحل :
- حفظ القرآن الكريم .
- الترسخ في العربية و تعلم مفرداتها إما بالرحلة إلى البادية قديما كما هو حال البحتري ، أو بحفظ متون معجمية كشوقي .
- حفظ كثير من أشعار العرب لاستقامة اللسان مع أوزان الشعر الخليلية مع الاستفادة من الصور البلاغية المتعارف عليها عند العرب فالأسد رمز الشجاعة - و البحر رمز الكرم و الجود - وووووووو .
أرى - و الله أعلم - أن الموهبة تكمن في النظم نفسه أي باستغلال المخزون اللغوي و الشعري عند الشاعر فالموهبة تكمن في استغلال كل ما في عقل الشاعر (لغة و ألفاظ و تراكيب و أخيلة متعارف عليها) و قبله (تجارب و معاني و خيال) و حسن التعبير عن ذلك و لو لم يكن للشاعر مخزون (مكتسب) ما استفاد من موهبته و ما عبَّر عنها.