منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - التعقبات الصريحة على رسالة النصيحة لابراهيم الرحيلي ( كل الحلقات ) .
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-21, 16:25   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
لزهر الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي



قال الإمام الألباني رحمه الله :


وهذا الكلام له صِلَةٌ بمبدأ المقاطعة المعروفة في الإسلام، أو الهجر لله.
كثيراً ما نُسأل: فلان صاحبنا، وصديقنا لكنّه ما يصَلِّي، يشرُب الدُّخان، (يفعل) كذا إلى آخره، نُقَاطِعْهُ؟
أقُول له أنا: لا..
لا تُقاطِعْه، لأنّ مُقاطَعَتك (له) هو (يريدها)!
مُقاطعتك (إياه) لا تُفيدُه، بالعكس يعني (تَسُره)، و(تُبْقِيه) في ضلالِه!

وأذكُر -بهذه المناسبة- (مثلا شاميا)، بالنسبة لذاك الرجل الفاسق التارك للصلاة تاب وَرَاح يُصَلِّي، أوَل صلاة بالمسجد، وإذَا بهِ يجِد الباب مُغلَقاً، قال لهُ (أنتَ مْسَكَّرْ وأناَ مْبَطَّلْ) (أنت مُغلق وأنا عَدَلْتُ عن الصلاة)!
هذا الفاسق الذي يريد هذا المسلم الصالح أن يقاطعَه، هذا لسان حاله ( أنتَ مْسَكَّرْ وأناَ مْبَطَّلْ )..
(هالصحبة ما بدي إياها)! لأن صحبة الصالح للطالح تُحَجّر عليه من طلاحه، وهذا الطالح لا يريده، فإذا الصالح قاطعه، فذلك ما(الذي) يريده.

لذلك فالمقاطعة وسيلة شرعية، يُراد بها تحقيق مصلحة شرعية، وهو تأديب المهاجَر المقاطَع، فإذا كانت المقاطعة لا تؤدبه، بل تزيده ضلالا على ضلال، حينئذ لا تَرِد المقاطعة!

لذلك نحن اليوم لا ينبغي أن نتشبث بالوسائل التي كان يتعاطاها السلف
لأنهم كانوا ينطلقون بها من موقف القوة والمنعة، اليوم شايف أوضاع المسلمين كيف، ضعفاء في كل شيء، ليس فقط الحكومات، الأفراد.


الأمر كما قال عليه السلام ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال (ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم).



فلو نحن فتحنا باب المقاطعة والهجر والتبديع

لازم نعيش-إذن- في الجبال، إنما نحن واجبنا اليوم ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )