إذا كنا سنفترض أن العملية الإرهابية في جنوب الجزائر هي مجرد حدث عابر معزول، فيمكننا القول أن وكالة الأنباء هذه قد تصرفت كما تتصرف كل وسيلة إعلامية تبحث عن الخبر و تنشره.
و لكننا لا نستطيع أن نسلم بذلك بكل هذه البساطة ... فالعملية الإرهابية ليست وليدة لحظتها ... بل هي عملية تم التخطيط لها بعناية كبيرة .. و كان لا بد أن ترافقها تغطية إعلامية ذات توجه محدد يمثل عاملا مساعدا على نجاحها في تحقيق أهدافها المباشرة و غير المباشرة.
لم يكن ممكنا لوكالات الأنباء العالمية المحترفة أن تتولى هذه المهمة القذرة لما لها من مصداقية لدى شعوبها و لأن الأمر أيضا متعلق برعايا اجانبتابعين لأوطان هؤلاء الرعايا أنفسهم، و لن تقبل الدول الغربية تأليب الرأي العام عليها ... و لم يكن ممكنا أيضا أن تتصدى لهذه المهمة قنوات الجزيرة و العربية و غيرها من القنوات التي صار كثير من العرب لا يثقون في ما تنقله من أخبار و من تحليلات.
أمام هذا الواقع، كان لا بد من بديل ....بديل لم يتم إختباره مسبقا .... بديل على إتصال مباشر بالإرهابيين في القاعدة الغازية ... أي سبق صحفي هذا ...ما هذه القدرات الخارقة لوكالة أنباء مغمورة لم يسمع بها حتى المتخصصون قبل هذه الأحداث ...
صحيح أن أي وسيلة إعلامية هي في نهاية الأمر ناقلة للخبر ...... و لكن أن يكون الخبر المنقول في إتجاه واحد و أن تتحول هذه الوكالة أو غيرها إلى " ناطق رسمي " بإسم جماعة إرهابية، فذلك من المسائل التي تطرح كثيرا من علامات الإستفهام حول طبيعة الدور المسند إلى هذه الوكالة عن علم منها أو دونه ...
لي عودة للموضوع لمزيد من التفصيل ... فالمسألة أعمق مما يراد تصويره .. و ستكشف الأيام المقبلة من الحقائق ما يثبت تورط جهات كثيرة فيما حدث.