عين أمناس و علاماتُ الاستفهام الكبيرة.
...........
غير أن الجزائر على ما يبدو لم يكن محركها الوحيد في هجومها العسكري هو حياة الرهائن و المحتجزين بقدر ما كانت تريد القضاء على الجماعة الخاطفة و محو أثرها من الوجود، و ربما تلك حسابات الجيش الجزائري الذي تعامل في هذه الحالة بمنطق أن القضاء على عناصر كتيبة "الموقعون بالدماء" خيرٌ من تركها سالمة لأن ذلك قد يترتب عليه في المستقبل إعادة سيناريوهات مماثلة لما حدث في عين أمناس.
و هنا يَظهرُ كما ذهبت إلى ذلك بعض الصحف الجزائرية أن الخبرة التي يدعي الجيش الجزائري أنه اكتسبها في مجال محاربة الجماعات المسلحة من خلال عقود من المقارعة ليست سوى ثرثرة في الصحراء على اعتبار أن فصيلة هذا النوع من الجماعات مستعدة للقتال حتى الموت دون شرط مسبق سوى أن يكون مصير من تحتجزهم هو نفس مصيرها.
و بالتالي كان على الجزائر البحث عن منفذ تخرج بها مواطنيها و الرعايا الأجانب بدل التعامل الطريقة الروسية في الشيشان و الفرنسية في الصومال و غيرها من محاولات الإنقاذ الفاشلة التي تتعامل بمنطق علي و على أعدائي.
..........
إن حجم الخسائر البشرية الذي وقع في عين أمناس يظهر بأن الجزائريين فشلوا أمنيا في إيجاد حل لمشكل كان يتطلب الكثير من الحنكة و التريث قبل إطلاق عملية عسكرية لأن إطلاق تلك العملية سيكون في النهاية أيسر الخيارات.
.........
من جهة أخرى فإن العملية ستحرجُ الجزائر خارجيا نظرا لأنها خلفت سخطا دبلوماسيا كبيرا لدى دول المختطفين بلغ ذروته في اليابان التي استدعت سفير الجزائر لديها دون أن نتحدث عن العتاب الأمريكي و البريطاني على عدم إعلامهم مسبقا بالهجوم رغم أن فرنسا حاولت تبرير موقف الجزائر من خلال القول إن إطلاق الهجوم كان الخيار الوحيد.
............
الشيء الوحيد الذي يمكن للجزائر أن تعزي بها نفسه في هجومها المتسرع هو أنها أظهرت بأنها لا تأتمر في حل مشاكلها بأوامر دول خارجية فحين أرادت شن هجوم تدبرت الأمر بنفسها دون أن تلجأ إلى طلب الإذن من عشر دول يوجد رعاياها في خطر داهم يهدد أرواحهم.
........
وكالة أنباء موريتانية.
عنفار ولد سيدي الجاش/ صحفي بإذاعة ميدي1