اخر النساء
مدخل : أيتها الراحلة المسافرة في مدن القحطباحثة عن اللاشيء عن رجل في وطن ليس فيه الرجال .ألا تدرين أن حبك خنجر يمزق قلبي
أنت يا إمرأة تتحدى كل شيء في صمت ...
تقهر الرجال بعينيها ولا تقهر ...
سألت عنك أقلامي أوراقي ...دفاتري ومذكرة حبي
وآخرون سألتهم عنك ..؟
وهم يكتبون
يضحكون ...
ثم يتعانقون ...
على وجوه البشر يكتبون ...
على أكفان الموتى يكتبون ..
ثم يضحكون
يملأ ون الفضاء ضحكا..
ثميكتبون ...
يكتبون كلمات .. كلمات ...وكلمات
تنصهر حروفها آلافمرات
يضحكون ...ثم يكتبون .
بنبرة الحزن العميق
بريشة الخطاط المشنوق
بمقصلة الحب المسروق
يكتبون ...يضحكون ثم يرحلون ....
ينامون على قطراتالندى
يتسامرون زمنا ليس بزمانهم
زمن حقير يقولون
زمن غريب يمقتون
تسامرهم الأحزان والجراح
يبنون جدرانا في صمت
في ليل هادئ صامت
يرسمون عليه صور نسائهم
يمدحونهن ...يقبلونهن ...
ثم يرحلون ويتركونهن
عشاق على الجدران يرسمون
يكتبون ...يضحكون
يتخامرون ..
ثم ينامون
وخلف أسوار جدرانهم
مدينة إليها لا يدخلون يسكنها عاشق وامرأة وخادمة ...
يحرسها جيش فرعون
على رصيف مدخلها ينام كلب ومجنون
وهناك تسكن سوداءالعيون
تقرأ من خمارها الأسود
حضارات لآلاف السنين
امرأة بنظراتها تجمدالدمع في العيون
وتعيد رسمجسدك في كفيك
تسكنك في وطن تبدعه أناملها
بلون من ألوان ابنة البادية ...لا تقهرها القصائد العرجاء
طوينا الجريدة ..
فتحنا صفحة جديدة
وجدناهم يكتبون
يضحكون
يتمازحون بدماء العشاقيتطهرون
وبسيوف الشعراء يتحاربون
يموتون ثم يرحلون وتبقى سوداء العيون
وعاشقها المجنون وتبقى فاطمة في حبي آخر النساء
مراد مراحي الجزائر