الدرس الأول
قدوم ملك الموت ليقبض روحك
عليك الآن أن تضع نفسك في كل ما تسمع وتخيل انه يحدث لك أنت جالس بين أولادك او مع أصحابك تلهو * تلعب * تخالط المحرمات * أو في المسجد او في البيت تصلى * تقرأ القرءان او فى العمل* وفجأة ظهرت لك ملائكة الموت فإن كنت من العصا ه أتت لك ملائكة سود الوجوه معهم كفن من نار وينزعون روحك من جسدك فتتقطع معها العروق وأنت لا حول لك ولا قوة تريد التوبة تريد أن تصلى كلا كلا فأنت وقت ذاك لا تملك من أمرك شيء
تخيل نفسك ، وقد صرعت للموت صرعة ، لا تقوم منها إلا إلى الحشر إلى ربك ؛ فتوهم نفسك في نزع الموت ، وكربه ، وغصصه ،وسكراته ، وغمه وقلقه ؛ وقد بدأ الملك يجذب روحك من قدمك ؛ فوجدت ألم جذبه من أسفل قدميك ، ثم تدارك الجذب ، واستحث النزع ، وجذبت الروح من جميع بدنك ؛ فنشطت من أسفلك متصاعدة إلى أعلاك حتى إذا بلغ منك الكرب منتهاه ، وعمت آلام الموت جميع جسمك ، وقلبك وجل ، محزون مرتقب ، منتظر للبشرى من الله عز وجل بالغضب أو الرضا ، وقد علمت أنه لامحيص لك دون أن تسمع إحدى البشريين من الملك الموكل بقبض روحك.
فبينا أنت في كربك ، وغمومك ، وألم الموت بسكراته ،وشدة حزنك ، لارتقابك إحدى البشريين من ربك ، إذ نظرت إلى صفحة وجه ملك الموت بأحسن الصورة أو بأقبحها ، ونظرت إليه ماداً يده إلى قلبك ، ليخرج روحك من بدنك ؛ فذلت نفسك ؛ لما عاينت ذلك ، وعاينت وجه ملك الموت ، وتعلق قلبك بماذا يفجؤك من البشرى منه
إذا سمعت صوته بنغمته ، أبشر يا ولي الله برضا الله وثوابه ، أو أبشر يا عدو الله بغضبه وعقابه ، فتستقين حينئذ بنجاحك وفوزك ،ويستقر الأمر في قلبك ، فتطمئن إلى الله نفسك ، أو تستقين بعطبك وهلاكك ، ويحل الإياس قلبك، وينقطع من الله عز وجل رجاؤك وأملك ؛ فيلزم حينئذ غاية الهم والحزن أو الفرح والسرور قلبك ، حين انقضت من الدنيا مدتك ، وانقطع منها أثرك ، وحملت إلى دار من سلف من الأمم قبلك .