الخاطرة تعبر عن فكرة "البطل" و لكن ليس البطل الأسطوري الذي نشاهده في الأفلام الأمريكية "سوبر مان" أو "الرجل العنكبوت" أو "المرأة القطة" إنها نظرة جديدة للبطل أزعم أني أريد تقديمها من منظور ديني إسلامي.
عندما بدأت بكتابة الفكرة لم يكون يدور في ذهني الجانب الديني و لكن المحاولات الشعرية تقود دائما الكاتب إلى آفاق بعيدة و ربما يكون للثقافة و المكبوتات دور في هذا.
الفكرة كانت عبارة عن شاب بسيط يجلس في ركن من أركان المدينة ليغني أحلامه التي اصطدمت بواقع مرير ليتمرد على الحياة و يخرج من الدائرة النارية التي سجنته فيها الحياة ليصبح بطلا لأنه حقق الإنجاز و في هذا ضلال من حياتي الخاصة.
و لكن فجأة يحدث تحول جذري في الخاطرة أو بالأحرى الفكرة العامة لأن البطل أصبح صاحب قضية تتمثل في الصراع بين الإصلاح و الفساد و يمكن أن يكون لأحداث الربيع العربي ظلال في هذا...و هذا ما أعطى للخاطرة حرارة.
هذا الصراع الذي ألقى ظلالا إسلامية على الخاطرة فكانت عودة لصراع الأنبياء مع المفسدين و كأنها تذكير للبطل المزعوم لترفع عزيمته و لتثبت طبيعة الصراع و نهايته.
قالَ رَبِّ إنّ قَومِي كَذَّبُون * فَافتَحْ بَينِي و بَينَهُم فَتحاً و نَجِّنِي وَ مَن مَعِيَ مِنَ المُؤمِنِين.
فَتَوَلَّ عَنهُم حَتّى حِينٍ * و أبصِرهُم فَسَوفَ يُبصِرُون.
و لكن سرعان ما يتحول الشاب المستضعف المسالم إلى "المختار المهدي" و هي فكرة مستوحاة من فيلم "ماتريكس" الذي تكمن مهمته إنقاذ العالم من براثن الفساد.
حان الوقت لتحرر شعوبا و أقواما مستعبدة في أراض جديدة
بعد كل تلك الظلمات و الجاهلية التي كانوا فيها سيرون النور قريبا.
كما أن فكرة "المهدي" و هي معتقد لدى الشيعة بأنه الإمام المنتظر لإنقاذ البشر فقد رأيت أن الفكرة تساهم في فلسفة ما أسميته "روح البطل".
يوجد بداخلك بطل..إذا كان قلبك سليما....فالقلب السليم كذلك مصطلح قرآني و هي من أقوى العبارات في الخاطرة على بساطتها و لطالما كانت خواطر الحب و الإغماء تركز على الفكرة على حساب الأسلوب لأنه يصعب التوفيق بينهما و لطاقتي المحدودة في الكتابة و كان جهدي تدفق الخاطرة و الفكرة.
إضافة إلى إستخدام أسلوب الخطابة و كأنني أتحدث إلى شخص و هو البطل المزعوم لأنها دعوة لأن يكون كل شخص منا بطل و لكل واحد منا أن يحدث ثورة و إن مات هذا البطل فسأكون خليفته و هذا ضمن صميم فلسفة "الحب و الإغماء".
البداية تشبه النهاية حيث كانت البداية..يوجد جواب لتساؤلاتك..لأن الحياة كتاب لن تجد في بداياتك الأجوبة.
أما النهاية...يوما ما ستجد الطريق...يوما ما ستجد الأجوبة.
- أما الفكرة الأخرى الرائعة التي أكررها دائما في خواطر الحب و الإغماء و هي فكرة الصلب و الرفع إلى السماء و هي إشارة إلى المغالطة التاريخية التي حدثت حول المسيح عليه السلام ذلك النبي الداعية المسالم الذي ظنوا أنهم صلبوه و التي تعبر أن هناك دائما يد خفية تحمي الإنسان البطل كما تم رفع النبي عيسى عليه السلام و هذه الفكرة تثير الصدمة و هي ارتأيت أنها تعبر عن فكرة 'روح البطل" لأنها تذكرنا كيف أنقذ الله عيسى...لأن إرادة الله تعالى تتدخل.
أعدوا بسرعة و الأعداء يلاحقوني لإلحاق الأذى بك لأنك المختار المهدي...فإذا بي أرفع-ترفع- إلى السماء..!!
ظنوا أنه بتصفيتك يطفئون نورك...فإذا بقبرك يتحول إلى مزار.
ظنوا أنه بصلبك يحرفون نهجك..و الله متم نوره و لو كره الكافرون..و إن بعض الظن إثم.
........
بقلم ي.الصفاء.