منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الجهاد بين الإخلاص والرياء ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-01-08, 23:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ما هو الهدف من الجهاد في الاسلام؟ و الجهاد الابتدائي لماذا؟

الجهاد في الاسلام علي ثلاثة اقسام:
1_ الجهاد الابتدائي:
نعلم ان الله عز وجل قد انزل علي البشرية شرائع و برامج لسعادة البشر و تحريرهم و تكاملهم و ايصالهم الي السعادة و الرفاه ، و اوجب علي الانبياء ان يبلغوا هذه الشرائع و الارشادات الي الناس ، فلو تصور احد الافراد او طائفة من الناس ان ابلاغ هذه الشرائع للناس سوف يعيقه عن نيل منافعه الشخصية و سعي لايجاد الموانع و وضع العصي في عجلات الدعوة الاسلامية ، فللانبياء الحق في ازالة هذه الموانع بطرق المسالمة اولا و الا فعليهم استخدام القوة في ازالة هذه الموانع عن طريق الدعوة لنيل الحرية في التبليغ.
و بعبارة اخري: ان الناس في جميع المجتمعات البشرية لهم الحق في ان يسمعوا مقالة منادي الحق و هم احرار في قبول دعوة الانبياء ، فلو تصدي فرد او جمعة لسلب هذا الحق المشروع للناس و حرمانهم منه و منعوا صوت الحق من الوصول الي الناس ليحررهم من قيود الاسر و العبودية الفكرية و الاجتماعية ، فلاتباع الدين الحق في الاستفادة من جميع الوسائل لتهيئة هذه الحرية ، و من هنا كان (الجهاد الابتدائي) في الاسلام و سائر الاديان السماوية ضروريا.
و كذلك اذا استخدام البعض القوة و الارهاب في حمل جماعة من المؤمنين علي ترك دينهم و العودة الي الدين السابق لهم ، فللمؤمنين الحق في الاستفادة من جميع الوسائل لرفع هذا الاكراه و الارهاب.
2_الجهاد الدفاعي:
هل من الصحيح ان يواجه الانسان هجوما و عدوانا عليه و لا يدافع عن نفسه؟ او ان يقوم جيش معتدي بالهجوم علي بعض الشعوب الاخري و لا تقوم تلك الشعوب بالدفاع عن نفسها و عن بلدها بل تقف موقف المتفرج؟
هنا نجد ان جميع القوانين السماوية و البشرية تبيح للفرد و الجماعة الدفاع عن النفس و الاستفادة مما وسعهم من قوة في هذا السبيل ، و يسمي مثل هذا الجهاد ب(الجهاد الدفاعي) و من ذلك غزوة الاحزاب و احد و مؤتة و تبوك و نظائرها من الحروب الاسلامية التي لها جنبة دفاعية.
3_الجهاد م اجل دحر الشرك و عبادة الاوثان:
الاسلام يدعوا البشرية الي اعتناق الدين الخاتم الاكمل و هو يحترم مع ذلك حرية العقيدة ، و بذلك يعطي اهل الكتاب الفرصة الكافية للتفكير في امر اعتناق الرسالة الخاتمة ، فان لم يقبلوا بذلك فانه يعاملهم معاملة الاقلية المعاهدة (اهل الذمة) و يتعايش معهم تعايشا سلميا ضمن شروط خاصة بسيطة و ميسورة ، لكن الشرك و الوثنية ليسا بدين و لا عقيدة و لا يستحقان الاحترام ، بل هما نوع من الخرافة و الحمق و الانحراف و نوع من المرض الفكري و الاخلاقي الذي ينبغي ان يستاصل مهما كلف الثمن.
كلمة حرية العقيدة و احترام افكار ااخرين تصدق في مواقع يكون لهذه العقيدة و الافكار علي اقل تقدير اساس من الصحة ، اما الانحراف و الخرافة و الضلال فليست باشياء تستحق الاحترام ، و لذلك يامر الاسلام بضرورة اقتلاع جذور الوثنية من المجتع و لو كلف ذلك خوض الحروب ، و ضرورة هدم اثار الشرك و الوثنية بالطرق السلمية اولا فان تعذرت الطرق السلمية فبالقوة.
يتضح مما تقدم الرد علي الاعلام الصليبي _المسموم ضد الاسلام_ القائل (ان الاسلام انتشر بالسيف) اذ لا قول ابلغ و افصح من (لا اكراه في الدين) الذي اعلنه القران.
هؤلاء الحاقدون يتناسون هذا الاعلان القراني الصريح ، و يحاولون من خلال تحريف مفهوم الجهاد و احداث الحروب الاسلامية ان يثبتوا مقولتهم ، بينما يتضح بجلاء لكل منصف ان الحروب التي خاضها الاسلام كانت اما دفاعية و اما تحريرية ، و لم يكن هدف هذه الحروب السيطرة و التوسع ، بل الدفاع عن النفس ، او انقاذ الفئة المستضعفة و الرازحة تحت سيطرة طواغيت الارض و تحريرها من ربقة العبودية لتستنشق عبير الحرية و تختار بنفسها الطريق الذي ترتئيه.
و الشاهد الحي علي هذا هو ما تكرر حدوثه في التاريخ الاسلامي ، فقد كان المسلمون اذا افتتحوا بلدا تركوا اتباع الاديان الاخري احرارا كالمسلمين.
اما الضريبة الصغيرة التي كانوا يتقاضونها منهم باسم الجزية ، فقد كان ثمنا للحفاظ علي امنهم ، و لتغطية ما تتطلبه هذه المحافظة من نفقات ، و بذلك كانت ارواحهم و اموالهم و اعراضهم مصونة في حمي الاسلام ، كما انه كانوا احرارا في اداء طقوسهم الديني الخاصة بهم.
جميع الذين يطالعون التاريخ الاسلامي يعرفون هذه الحقيقة ، بل ان المسيحين الذين كتبوا في الاسلام يعترفون بهذا ايضا ، يقول مؤلف حضارة الاسلام او العرب : كان تعامل المسلمين مع الجماعات الاخري من التساهل بحيث ان رؤساء تلك الجماعات كان مسموحا لهم بانشاء مجلسهم الدينية الخاصة.
و قد جاء في بعض كتب التاريخ ان جمعا من المسيحين الذين كانوا قد زاروا رسول الله للتحقق و الاستفسار اقاموا قداسا في مسجد النبي في المدينة بكل حرية.

من كتاب مائة و ثمانون سؤالا و جوابا لجماعة من العلماء.










رد مع اقتباس