السلام عليكم و رحمة الله و بركاته: لطالما شبهت عقل البشر بالصندوق الأسود للطائرة الملىء بالخبايا و الأسرار و إذا حدثت كارثة تسارعوا لفتح الصندوق و كشف المخفي ، هكذا الإنسان أسراره كامنة في عمقه العقلي كيف يرى الحياة من منظوره الخاص به ، هناك من يرى أنه وجد ليحتج فقط ، لديه ميول للإحتجاج على كل شيء حتى على نفسه ، هناك من يعتقد أنه وجد ليتضمر والتضمر أسوء من الإحتجاج إذ يتقزم منظور الشخص المتضمر نحو الحياة ويصاب بهزال الرؤية،هناك من يظن أنه وجد ليحاول فالحياة تستحق المحاولة و إذا صادف و أن إنقلبت عليه قوانين الحياة و أركز هنا على قانون الحياة الذي لا مفر منه إنه( القضاء و القدر) و حولت محاولاته لمتتالية هندسية حدودها خيبات أمل تتضاعف بعد كل محاولة تراجع بهدوء و تقوقع بعيدا، و هناك المقتنع أنه وجد ليكافح ، هذا الشخص مدرك أن الحياة ليست بساط ريح مخملي يؤخذه حيث شاء و مع البساط هناك مصباح تحقيق الأماني إنه يعلم أن الحياة ما هي إلا رحلة شقاء لا يصلح معها سوى الكفاح مع نفس طويل لرد الضربات الإرتدادية للزمن ، على الإنسان أن يتمتع بمرونة نفسية و قوة عقلية إيجابية ليستطيع الصمود فالحياة لا ترحم اليائسين المنهزمين المتقوقعين فقطارها مستمر لأجل معين و لن يتوقف بين المحطات لتجفيف الدموع و مسح المآسي و إنتظار المضربين ليكفوا عن إضراباتهم الساذجة ، فلن يشعر بك أحد مالم تشعر أنت حقا بنفسك و تفهمها لذا فلنكن إيجابيين في تفكيرنا قدر الإمكان.