اقتران التكبير بالتهليل في الأذان وإذا علا شرفا
13-
وأما "التكبير": فهو مقرون بالتهليل:
(1) في الأذان؛ فإن المؤذن يكبر ويهلل.
(2) وفي تكبير الإشراف؛ كان إذا علا نشزا كبر ثلاثا، وقال:
"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده". وهو في "الصحيحين"(1).
التكبير على الصفا والمروة وعند ركوب الدابة وفي الأعياد
(3) وكذلك: على الصفا والمروة(2).
(4) وكذلك: إذا ركب دابة(3).
(5) وكذلك: في تكبير الأعياد(4).
مشروعية التكبير في الأماكن العالية
14-
والتكبير مشروع في الأماكن العالية، والتسبيح عند الانخفاض.
15-
كما في "السنن"(5) عن جابر قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا علونا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا".
16-
فوضعت الصلاة على ذلك، والمصلي في ركوعه وسجوده يسبح، ويكبر في الخفض والرفع؛ كما جاءت الأحاديث الصحيحة بمثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
17-
ومن اقتران التهليل بالتكبير:
قول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم: "يا عدي ما يُفِرُّكَ؟! أيُفِرُّكَ أن يقال لا إله إلا الله، فهل تعلم من إله إلا الله، ما يفرك؟! أيفرك أن يقال: الله أكبر، فهل من شيء أكبر من الله؟!" رواه "أحمد" و"الترمذي" وغيرهما(6).
التسبيح والتحميد يجمع النفي والإثبات
18-
فنقول: "التسبيح والتحميد" يجمع النفي والإثبات؛ نفي المعايب وإثبات المحامد، وذلك يتضمن التعظيم.
ولهذا قال: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} (الأعلى:1).
وقال: {فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ} (الواقعة:74).
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا هذه في ركوعكم، وهذه في سجودكم"(7).
وقال: "أما الركوع فعظموا فيه الرب"(8).
__________
(1) البخاري (6385) ومسلم (1344) (428).
(2) مسلم (1218) (147) من حديث جابر الطويل في صفة حجه صلى الله عليه وسلم وفيه: "ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ: {إن الصفا والمروة من شعائر الله} أبدأ بما بدأ الله به، فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات.." الحديث.
(3) مسلم (1324) (425) عن ابن عمر رضي الله عنهما علمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال: "سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل"، وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: "آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون".
(4) من ذلك: ما رواه ابن أبي شيبة والمحاملي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى وحتى يقضي الصلاة فإذا قضى الصلاة قطع التكبير. راجع "الصحيحة" (170)
وكان ابن مسعود يقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. رواه الدارقطني وابن أبي شيبة "الإرواء" (650).
وكان ابن عباس يقول: الله أكبر الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر وأجل، الله أكبر على ما هدانا. رواه البيهقي (3/315).
(5) البخاري (2993) من حديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبحنا. وهو عند النسائي في "الكبرى" (10376) وأحمد (3/333).
(6) أحمد (4/378) والترمذي (2953) والطبراني في "الكبير" (17/236، 237)
والطيالسي (1040) وصححه ابن حبان (7206) من حديث عدي بن حاتم.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".
وصححه الألباني في "صحيح الترمذي" (2353).
ولفظ الترمذي: "ما يفرك أن تقول لا إله إلا الله فهل تعلم من إله سوى الله؟ قال: قلت: لا قال: ثم تكلم ساعة ثم قال: إنما تفر أن تقول الله أكبر وتعلم أن شيئا أكبر من الله؟ قال: قلت: لا قال: فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى ضلال".
"ما يُفِرُّك" بضم الياء وكسر الفاء يقال أَفَرَرْته أُفِرُّهُ أي فعلت به ما يفر منه ويهرب أي ما يحملك على الفرار. وكثير من المحدثين يقولون: بفتح الياء وضم الفاء. والصحيح: الأول؛ قاله الجزري "إنما تفر" من الفرار أي تهرب.. قال الحافظ ابن كثير في "تفسيره": "وقد روي حديث عدي هذا من طرق وله ألفاظ كثيرة يطول ذكرها" "تحفة الأحوذي" (8/287، 289).
(7) أبو داود (869) وابن ماجه (887) وأحمد (4/155) والدارمي (1305) وصححه الحاكم (1/347، 348، 2/520) وابن خزيمة (600)، من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
(8) مسلم (479) (279) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.