[بنت الرّحّل]

أختي الكريمة

مضايقة ما هذا الكلام ؟ تمنيت لو كانت المضايقات مثل مضايقاتك الجميلة هذه لكنّا في نعيم !

لست أدري حتى أنا في حيرة من أمري حين قرأت مشكلتك برأييبخصوص العمل فحتى من يملك عملا مرتاحا هو غير مضمون لأنه معرّض لأي آفة ممكنة
الحياة كلها غير مضمونة !
فمن غير المعقول أن نفكر فيما سيحدث للمؤسسة وأنه لن يجد عملا ...فهذه الفكرة غير مقبولة تماما ..العبرة بأنه عامل في هذه الفترة وقادر على جلب الرزق

وأمّا عسر الرزق ونقصه فالجميع معرّض له حتى الغني ومن له عمل مضمون - كما يقولون-وشهادات .. لكن العبرة بالخلق الكريم ..هذا الذي يفيد في الشدة
فمثلا وللأسف بعض المتدينين يكون بخير حين يعمل لكن بمجرد أن تضيق عليه يتغير من جهة زوجه وأهله ويكرههم وينظر إليهم أنهم عبء عليه
فالمؤلم ليس أنه فاقد للعمل المؤلم أنه فقد دينه وخلقه في الوقت الذي يحتاج إليه

أما ما تبّقى من مشاكل بخصوص السكن وضيقه فهي ليست مرتبطة بوضعيتك وإنما بمدى قوة الرجل في البيت وحضوره فيه
فالخلل ليس في البيت الضيق لأنه للأسف هذه وضعية مفروضة علينا ومضطرون جميعا لمعاناتها : عامل متواضع من أين يأتي بسكن منفصل ؟
وماذا يفعل حتى يتزوج ويكوّن أسرة ؟ لا سبيل سوى الصبر
التزمي بالحجاب وابتعدي عن المخالطة الكثيرة لأخويه والخلوة وما شابه ذلك ...

فالحل بيدك وحدك والاختيار بيدك وحدك و ذلك بمقارنة المصالح والمفاسد بالنسبة لك بحيث هل ستصبرين أكثر لو رفضته ؟ وهل أنت قادرة على ضبط نفسك وصيانتها حتى يأتيك غيره و يكون أحسن منه ماديا ؟
لذلك نصيحتي لك أختي إن كان صالحا وله سلطة معنوية في البيت ويُحترم فيه برغم وضعيته المادية فأتصور أنه لا بأس أن تتعاونا معا
يقال : قلب يصبّر قلب ولا قلب يصبر وحدو
وفي الأخير : دعواتي لك بالتّيسير
أتمنّى لك التّوفيق