السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* جرائم العبيديين في شمال الإفريقي :
- عندما ادعى عبيد الله الرسالة أحضر فقيهين من فقهاء القيروان و هو جالس على كرسي ملكه و أوعز إلى أحد خدمه , فقال للشيخين : أتشهد أن هذا رسول الله ؟ فقالا بلفظ واحد : و الله لو جاءنا هذا و الشمس عن يمينه و القمر عن يساره يقولان : إنه رسول الله , ما قلنا ذلك , فأمر بذبحهما , و هذان الشيخان المغربيان هما : ابن هذيل و ابن البردون .
قال الذهبي عن ابن بردون : هو الإمام الشهيد المفتي , أبو إسحاق إبراهيم بن البردون الضبي مولاهم الإفريقي المالكي , تلميذ أبي عثمان الحداد . ص 76
- لقد كان شعراء الدولة العبيدية يمدحون خلفاءهم إلى درجة الكفر البواح و ينشروها بين الناس . ص 77
- عمل العبيديون على إزالة آثار بعض من تقدمهم من الخلفاء السنيين و لذلك أصدر عبيد الله أمرا بإزالة أسماء الحكام الذين بنوا الحصون و المساجد و جعل اسمه بديلا منهم . ص 77
- أتلفو مصنفات أهل السنة , و منعوا الناس من تداولها كما فعلوا بكتب أبي محمد بن أبي هاشم التجيبي ( ت 346 هجرية ) توفي و ترك سبعة قناطير كتب كلها بخط يده , فرفعت إلى سلطان بني عبيد فأخذها , و منع الناس منها كيدا للإسلام و بغضا فيه . ص 78
- حرموا على الفقهاء الفتوى بمذهب الإمام مالك , و اعتبروا ذلك جريمة يعاقب عليها بالضرب و السجن أو القتل أحيانا . ص 78
- منعوا علماء أهل السنة من التدريس في المساجد , و نشر العلم , و الإجتماع بالطلاب , فكانت كتب السنة لا تقرأ إلا في البيوت خوفا من بني عبيد . ص 78
- أجبروا الناس على الدخول في دعوتهم فمن أجاب تركوه , و ربما ولّوه بعض المناصب , و من رفض قتل . ص 79
- قال القابسي : ( إن الذين ماتوا في دار البحر - سجن العبيديين - بالمهدية من حين دخل عبيد الله إلى الأن أربعة ألاف رجل في العذاب , ما بين عالم و عابد و رجل صالح ) هذا عدا من كانوا يقتلون دون سجن و يمثل بهم في شوارع قيروان . ص 79
- عطلوا الشرائع , و أسقطوا الفرائض عمن تبع دعوتهم حيث يقع إدخالهم إلى داموس و يدخل عليهم عبيد الله لابسا فروا مقلوبا دابا على يديه و رجله , فيقول لهم ( بَحْ ) ثم يخرجهم و يفسر لهم هذا العمل بقوله : فأما دخولي على يدي و رجلي فإنما أردت بذلك أن أعلمكم أنكم مثل البهائم لاشيء لا وضوء ولا صلاة و لا زكاة ولا أي فرض من الفروض , وسقط جميع ذلك عنكم , و أما لبس الفرو مقلوبا فإنما أردت أن أعلمكم أنكم قلبتم الدين , و أما قولي لكم بَحْ , فإنما أردت أن أعلمكم أن الأشياء كلها مباحة لكم من الزنى و شراب الخمر .... ص 79
- زادوا في الأذان : حي على خير العمل , و أسقطوا من أذان الفجر الصلاة خير من النوم , و منعوا الناس عن قيام رمضان , و منعوا صلاة الضحى و قدموا صلاة الظهر لفتنة الناس , و كان بعض أئمتهم يصلون إلى رقادة فلما انتقل عبيد الله إلى المهدية صلوا إليها و كثيرا ما يجبرون الناس على الفطر قبل رؤية هلال شوال بل قتلوا من أفتى بأن لا فطر إلا مع رؤية الهلال كما فعلوا بالفقيه محمد بن الحيلى قاضي مدينة برقة . ص 80
- من جرائم عبيد الله الكثيرة أن خيله دخلت المسجد , فقيل لأصحابها : كيف تدخلون المسجد ؟ فقالوا : إن أرواثها و أبوالها طاهرة , لأنها خيل المهدي , فأنكر عليهم قيم المسجد , فذهبوا به إلى المهدي فقتله .
يقول ابن عذرى : و امتحن عبيد الله في آخر حياته بعلة قبيحة : دود في آخر مخرجه يأكل أحشاءه فلم يزل به حتى هلك . ص 81