لماذا ألغى حاكم مشيخة قطر زيارته إلى رام الله..؟
2012/12/30
ألغى حاكم مشيخة قطر زيارته إلى رام الله، وأرجعت الدوائر والمصادر التي تتحدث باسمه أسباب ذلك، إلى ما وصفته بـ"كثرة انشغالاته" وهذا تفسير غير مقنع، فهو منشغل دوماً في زرع الفتن والبحث عن كل ما يخدم مخططات إسرائيل وأمريكا، وزيارته التي أُلغيت وروجت لها أبواقه إلى رام الله، تندرج في إطار التحريض والدس والتآمر، وبالتالي، هناك أسباب استدعت إلغاءه للزيارة انتظاراً لمستجدات أو تعليمات له لم تصدر إليه بعد.
فحاكم قطر، كان قادماً إلى رام الله في زيارة ابتزاز وتسويق لصيغ وبرامج ليست في صالح الشعب الفلسطيني وقيادته، وخطط أن يعلن عنها خلال وجوده في رام الله ليتصدر نشرات وسائل الإعلام، لعلها تساعده في الخروج من "دائرة الصغار" التي تخنقه غير قادر للانتقال إلى "نادي الكبار" رغم كل ما يقوم به من خيانات هنا وهناك.
حاكم مشيخة قطر، استبعد هو وحكام نجد والحجاز من أي تحركات تهدف إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، رغم كل ما أقدموا عليه من أفعال شائنة إجرامية، بدعمهم للإرهابيين بالمال والسلاح وإصدار التعليمات للمجموعات الإرهابية بسفك المزيد من دماء أبناء سورية.
إلغاء حاكم المشيخة لزيارته إلى رام الله، يعود إلى أن تل أبيب لا تريد لها أن تتم في هذه المرحلة، وبالتالي لم تنجز الترتيبات الخاصة بذلك، والتي يخضع لها حاكم الدوحة، فقيادة إسرائيل رأت في زيارته في هذه الفترة خدمة للقيادة الفلسطينية التي حققت إنجازاً سياسياً كبيراً على الصعيد الدولي، وزيارته تتعارض ومصالح رئيس وزراء إسرائيل المقبل على تحد انتخابي بعد أسابيع ثلاثة، لذلك، طلب منه، التأجيل أو الإلغاء إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، فانصاع لذلك، وأما السبب الآخر فيعود إلى فشل التصعيد والتأجيج الدموي الذي يقف خلفه في الساحة السورية وتجاهله القوى ذات التأثير لكل ما قام به من خدمات للمخطط الأمريكي الصهيوني.
والسبب الثالث، هو إدراك حاكم مشيخة قطر بأن القيادة الفلسطينية لن تمنحه ما يحلم به من أثمان على حساب شعبها وثوابته، ووصل إلى علمه بأن ما يحمله في جعبته من مشاريع وأفكار وصيغ تتعلق بمصالحة على مقاسه، ومبادرة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كما سلمته إياها إسرائيل لتنسف مبادرة السلام العربية، وتبقي على حالة إدارة الصراع لا حلّه، وهو موقف فلسطيني لا تهزه الوعود المالية، والشيكات المرفوعة التي لا يستطيع التصرف بها، دون موافقة تل أبيب وواشنطن، وفي ذات الوقت، الزيارة لو تمت هي نذير شؤم، لا خير فيها ولا بركة، ولا دعم فيها لشعبنا، وهو الذي يخطط لإشعال الفتن في الساحتين الفلسطينية والأردنية بتنسيق مع إسرائيل، التي استشاطت غضبا بعد القرار الأممي الذي اعترف بفلسطين دولة على حدود عام 1967، فباتت دولة تحت الاحتلال، ولا مساس بسيادة الأخوة في الأردن.
وهناك سبب لإلغاء الزيارة، نقلته مصادر خليجية ذات اطلاع يؤكد وجود خلافات حادة بين أفراد العائلة الحاكمة للمشيخة، خاصة بعد افتضاح ما تخطط له ضد الإمارات وغيرها عبر تجنيد الإرهابيين لتنفيذ عمليات إجرامية في ساحاتها.
عندما زار حاكم المشيخة غزة كانت له أهدافه الخبيثة، واتضحت بعد مغادرته، حيث شنت إسرائيل عدواناً همجياً على القطاع، بعد أن مهدت له باغتيال أحمد الجعبري، وواصل ضغوطه على القيادة الفلسطينية لعدم الذهاب إلى الأمم المتحدة، واستمر بإيعاز أمريكي إسرائيلي في تشديد الحصار المالي على الشعب الفلسطيني.. وعندما حققت القيادة الفلسطينية الإنجاز السياسي في الأمم المتحدة، جاء الملك الأردني إلى رام الله مهنئاً، وهذا أغضب نتنياهو، الذي، لم ترق له زيارة حاكم المشيخة، طالباً منه الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، ليقوم بالمهمة الموكلة إليه، فزيارته التي تشاور بشأنها مع تل أبيب وواشنطن أهدافها ليست كتلك الزيارة التي قام بها العاهل الأردني.
حاكم المشيخة ألغى زيارته مؤقتاً، إلى فترة أخرى تنضج فيها ظروف معينة، يرى أنه سوف يستغلها، وأما بالنسبة للموضوع المالي فإن بإمكانه أن يرسل مالاً دون زيارة، ففي الدوحة عقدت لجنة المتابعة ولجنة القدس عشرات الاجتماعات وهو يعرف ويدرك الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، لكنه لا يجرؤ على تقديم الدعم المالي، لحقده أولاً، ولأنه لا يملك قرار ذلك، حيث القرار في يد إسرائيل والولايات المتحدة.
العربي... ماذا يريد؟!
أما بالنسبة لـ"نبيل العربي!!" أمين عام الجامعة العربية التي سرقها الخلايجة، فهو قادم لمسألة تشريفاتية لا أكثر، فهو ينفذ تعليمات حاكم مشيخة قطر، وادعائه بأنه جاء ليطلع على أوضاع الفلسطينيين، فهو ادعاء غير صحيح، إذ إن الأوضاع واضحة تماماً له ولغيره، لذلك زيارته استكشافية، يقدم بعدها تقريره لحاكم مشيخة قطر، زيارة "جس نبض" وليست زيارة تضامنية، فهو مجرد موظف لدى البلاط المشيخي في الدوحة.
فلا يعقل أن "العربي!!" قادم لتهديد إسرائيل ولا نعتقد أن إياه سيطالب مجلس الأمن الدولي لتطبيق الفصل السابع على إسرائيل، لسرقتها الأرض، ومحاصرتها لشعبنا، هو يناشد مجلس الأمن لضرب سورية وشن الحرب عليها، إنها زيارات مشبوهة، تدعو إلى التشاؤم، فلا أهلا ولا سهلا به وبسيده.
فموقف القيادة واضح وثابت، غير خاضع للتآمر والابتزاز والتدجين، بهذا يجب أن يعود العربي إلى سيده في الدوحة.
عن "المنار" المقدسية