2012-12-29, 14:26
|
رقم المشاركة : 11
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
الاهتمام بالعلوم والمعارف داخل جماعة الإخوان قليل إن لم يكن معدوم، فعضو الإخوان لو أراد توسيع معارفه سواء بالقراءة أو بالسَمَاع يُفاجأ بمعارضة قوية تأتي من نقيب الأسرة في الغالب، وربما يأخذ معه شكل النصيحة سواء بمراجعة هذه العلوم والمعارف أولاً عبر عرضها على الأسرة أو بمراجعة فردية مع النقيب.
حدث هذا معي عِدة مرات، حيث كنت أحب القراءة منذ الصِغر، ولي باع طويل في التاريخ بالذات فهو عشقي الأول ثم "الفلسفة"..وإنسان بهذه الطريقة هو عاشق للجديد من الأفكار ويكره التقليد ويسري مع قناعاته سريان الماء في الجداول، ولكنه يفصل بين قناعاته وانطباعه عن الأشخاص ويتعامل مع الناس من حيثية وجودهم كبشر.
لو تذكرنا سوياً كيف قضى التتار على حضارة العباسيين لوجدنا بأن ما فعله التتار في مناطق السامانيين والبويهيين والحمدانيين كان يرتكز على هدم التراث المعرفي أولاً وأخيراً، فقد تم حرق المكتبات العلمية.. خاصة مكتبة"نصر الساماني"مؤسس المكتبة الضخمة بمدينة "بخارى"..كذلك فتم حرق مكتبات شيراز وأرجان وغيرهم من مكتبات البويهيين وكذلك تراث طبرستان والغزنويين علاوة على حرق مكتبات بغداد إبان الاجتياح التتري لعاصمة العباسيين.. نتج عن ذلك اندثار حضارة تعد من أعرق حضارات المسلمين
كل هذا يضعنا في مفاصلة قوية وهي أن العلوم والمعارف –مع تنوعها-هي أصل النهوض ،وإن كنت أعتقد بأن الرؤية السلفية للتراث وللتاريخ قد تمكنت من جماعة الإخوان بشدة، فهم لا ينظرون للعلوم نظرة الباحث ..بل بنظرة الناقد المتمرد وهناك فارق، فعند سلوك العلم بغرض البحث تكون المعارف وسيلة لفهم الواقع والتاريخ والقيام بعمليات التنبؤ، أما عند سلوك العلم بغرض النقد والتمرد تكون تلك المعارف وسيلة لتطويع الواقع للموجود، وهذا السلوك هو من أوصل الجماعة للجمود المعرفي الرهيب والتي تعاني منه الآن.
|
|
|