منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الصوفية والخلل العقائدى
عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-07-03, 10:59   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الماسة الزرقاء
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية الماسة الزرقاء
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام الحفظ وسام الحفظ 
إحصائية العضو










افتراضي


استدلالات صوفية فاسدة
وقد استدل شيوخ التصوف بحديث الولي: «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى
أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش
بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه».
(رواه البخاري).
هذا الحديث يؤكد التباين والتغاير، فهناك عابد ومعبود، وسائل ومسئول، وعائذ
ومستعيذ، بينما تزعم المتصوفة أن الله يحل في ذات العبد فإذا هو هو ويصبحان
ذاتًا واحدة.
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي: «ومن أشار إلى غير ذلك، فإنما يشير إلى الإلحاد من
الحلول والاتحاد، والله ورسوله بريئان منه».
(إيقاظ الهمم ص524).
واحتج آخرون بحديث: «ما وسعتني سمائي ولا أرضي، ولكن وسعني قلب عبدي المؤمن».
وهو حديث لا أصل له.
وحـــدة الــوجــــود
إن الحلول والاتحاد قد أفضى بالصوفيين إلى القول بوحدة الوجود، وهذا اصطلاح في
الفكر الصوفي يعني أنه ليس هناك موجود إلا الله، فليس غيره في الكون، وليس هناك
شيء آخر معه، وما هذه الظواهر إلا مظاهر لذات واحدة هي الله:
سُبْحَانَ
رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (الصافات: 180).
يقول ابن عربي: «فما في الوجود إلا الله، ولا يعرف الله إلا الله، ومن هذه
الحقيقة قال من قال: أنا الله، وسبحاني كأبي يزيد البسطامي». (الفتوحات المكية
1/354).
ويقول:
الرب حق والعبد حق
يا ليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك حق
أو قلت رب أنى يكلف
ويقول:
فوقتًا يكون العبد ربًا بلا شك
ووقتًا يكون العبد عبدًا بلا إفك (فصوص الحكم ص90).
وقد بلغت جرأتهم على الله تعالى أن يقول شاعرهم محمد بهاء الدين البيطار:
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا
وما الله إلا راهب في كنيسة. (اللمع ص495).
وقد سلك بعض المتصوفة مسلك التأويل للخروج من هذا الإفك كعادتهم فزعموا أن
البيطار يريد بقوله: «إلهنا» إلى هنا، وأنه أشار تحت قدمه، ولكن عجز البيت
بَهَتَهُم وفضحهم، وهو قوله: وما الله إلا راهب في كنيسة.
وهذه عقيدة القوم كما هي ينقلها أبو نصر الطوسي: «وبلغني عن أبي حمزة أنه دخل
دار حارث المحاسبي، وكان لحارث دار حسنة وثياب نظاف، وفي داره شاة مرغية، فصاحت
الشاة مرغية، فشهق أبو حمزة شهقة وقال: لبيك يا سيدي، قال: فغضب الحارث وعمد
إلى سكين، فقال: إن لم تتب من هذا الذي أنت فيه أذبحك. قال: فقال له أبو حمزة:
أنت إذا لم تحسن أن تسمع هذا الذي أنت فيه فلم لا تأكل النخالة بالرماد».
(صوفيات: ص27).
وتكلم أبو حمزة في جامع طرسوس فقبلوه، فبينا ذات يوم يتكلم إذ صاح غُراب على
سطح الجامع، فزعق أبو حمزة وقال: لبيك لبيك، فنسبوه إلى الزندقة، وقالوا:
حُلُولِيٌّ زنديقٌ، وبيع فرسه بالمناداة على باب الجامع: هذا فرس الزنديق.
(تلبيس إبليس ص169، 170).
وكان أبو الحسن النوري إذا سمع نباح الكلاب قال: لبيك لبيك. (اللمع ص492).
يقول ابن أبي العز الحنفي: «وهذا القول أفضى بقوم إلى القول بالحلول والاتحاد،
وهو أقبح من كفر النصارى، فإن النصارى خصوه بالمسيح، وهؤلاء عمموا جميع
المخلوقات، ومن فروع هذا التوحيد: أن فرعون وقومه كاملو الإيمان، عارفون بالله
على الحقيقة». (فصوص الحكم ص21).
ومن فروعه: أن عباد الأصنام على حق وصواب، وأنهم عبدوا الله لا غير.
(هذه الصوفية ص34، 35).
ومن فروعه: أنه لا فرق في التحريم والتحليل بين الأم والأخت والأجنبية، ولا فرق
بين الماء والخمر، والزنى والنكاح، والكل من عين واحدة، بل هو العين الواحدة.
ومن فروعه: أن الأنبياء ضيقوا على الناس، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.
(شرح العقيدة الطحاوية ص79).
هذه العقيدة ذروة سنام الكفر، فبها هدموا جميع الأديان، وأبطلوا جميع الشرائع،
واستحلوا كل المحرمات، واستوى في نظرهم المؤمن والفاسق والتقي والشقي، والمسلم
والمجرم، والحي والميت، ساء ما يحكمون.
قال تعالى:
أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ
(ص:
28)، وهذا الذي نذكره هنا لا نقرره استنباطًا واجتهادًا، وتحميلاً للألفاظ ما
لا تطيق وتحتمل، بل هو قولهم بأفواههم، فها هو شيخهم الأغبر ابن عربي «النكرة»
يترنم بكفره، ويجاهر بفسقه في «الفتوحات المكية»:
عقد البرية في الإله عقائد
وأنا أعتقد جميع ما اعتقدوه
وقال:
وكل كلام في الوجود كلامه
سواء علينا نثره أو نظامه
ولذلك شن هؤلاء المتهوكون الغارة على توحيد المسلمين ووصفوه بالأوحال، كما في
صلاة ابن مشيش حيث يقول: «وزج بي في بحار الأحدية، وانشلني من أوحال التوحيد،
وأغرقني في عين بحر الوحدة، حتى لا أرى ولا أسمع ولا أحس إلا بها». (النفحة
العلية في الأوراد الشاذلية ص16).
ويصف بعضهم التوحيد الذي بعث الله به المرسلين توحيد العوام، فهذا الغزالي
يقول: «لا إله إلا الله توحيد العوام، ولا هو إلا هو توحيد الخواص، لأن ذلك
أعم، وهذا أخص وأكمل وأحق وأدق». (مشكاة الأنوار ص124).
دعواهم فاسدة وحجتهم داحضة
1- الآيات الداحضة لدعوى المشركين أن شيئًا من خلق الله جزء منه، كقوله تعالى:
وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ
(الزخرف: 15)، وقوله تعالى:
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا
وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158) سُبْحَانَ اللَّهِ
عَمَّا يَصِفُونَ (الصافات: 158، 159).
لا شك أن وحدة الوجود تجعل العباد كلهم جزءًا من الله تعالى، بل هو هم وهم هو
لا فرق، وهذا كفر مبين بنص القرآن الكريم، إن الله سبحانه وتعالى لا يوجد بينه
وبين خلقه نسبًا، وهذا ينفي وحدة الوجود من أصلها، فسبحان الله عما يصفه
الظالمون الجاهلون.
2- الآيات الدالة على أن الإنسان خلق من لا شيء، كقوله تعالى:
هَلْ أَتَى
عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا
(الإنسان: 1)، وقوله تعالى:
أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ
شَيْئًا (مريم: 67)، لقد خلق الله الإنسان من عدم، وهذا يدحض جهالة وحدة
الوجود جملة وتفصيلاً، لأنها لو كانت واقعة لكان الإنسان شيئًا قبل وجوده هو
الآن شيء بعد وجوده.
3- الآيات الدالة على أن المخلوق غير الخالق وأن العبد غير المعبود، كقوله
تعالى:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا
مِنَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ (النحل: 73)، وقوله عز وجل:
وَقَالَ الَّذِينَ
أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ
(النحل: 35)، وقوله تعالى:
قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ (الأنعام: 56)، وغيرها كثير، هذه الآيات تقرر أن
العبد غير المعبود ولذلك فهي كافية لقمع كل جَحُود يؤمن بوحدة الوجود.
إن كل حرف في كتاب الله ليتمخض عن تجريد التوحيد وينفض ركام الشرك، وأي شرك
أعظم من وحدة الوجود.
إن خطر عقيدة «وحدة الوجود» وفسادها أمر عرفه القاصي والداني حتى أعداء
الإسلام، يقول المستشرق «نيكلسون»: «إن الإسلام يفقد كل معناه، ويصبح اسمًا على
غير مسمى، لو أن عقيدة التوحيد المعبر عنها بـ «لا إله إلا الله» أصبح المراد
بها: لا موجود على الحقيقة إلا الله، وواضح أن الاعتراف بوحدة الوجود في صورتها
المجردة قضاء تام على كل معالم الدين المنزل، ومحو لهذه المعالم محوًا كاملاً».
اهـ.
وهكذا يعترف بفساد المعتقد الصوفي مستشرق، ولا يزال أساطين الفكر الصوفي تائهون
غارقون لا يعرفون ربهم ويزعمون أنهم سدنة الدين وحماته وحملة لوائه:
أَلاَ
سَاءَ مَا يَزِرُونَ (الأنعام: 31).