التوبة الصادقة لا تلزم الإنسان ان يفعل بنفسه هذا الأمر . إذا كان الله يستر الإنسان 150 مرة فلماذا يفضح نفسه و يجني عليها بهذا الشكل .
رغم انني لا اريد ان اقدح في اشخاص بعينهم إلا أن هذه حالة تدل على الاختلالات القيمية و النفسية لهذه الامة .
لكن اسمحي لي ان اقدم حالتين مختلفتين جدا
الاولى من نفس الدولة . و تتعلق بمحمد راشد "اللص التائب" الذي امتهن السرقة و السطو على المنازل لسنوات طويلة جمع خلالها مبالغ معتبرة من المال , لكنه في النهاية قرر الإقلاع عن السرقة و التبرع بكل ما لديه حوالي 900.000 دولار . ثم قام بتأليف كتاب يروي فيه سيرته كلص سابق و يعطي فيه نصائح عملية لأصحاب البيوت لتجنب الوقوع ضحية حالات سطو ... و بغض النظر عن نوايا الشخصين و خلفايتهما فإن الحالة الثانية هي الأفضل بالنسبة لي إذا تغاضينا عن ما يلتبس الحالتين من شبهة الرياء . فالتوبة في الاصل تكون بين العبد و ربه فقط .
الحالة الثانية . في الصيف الماضي , وهي لشخص مجهول أقدم على السطو على منزل عائلة في مقاطعة أونتاريو الكندية ... العائلة لم تنتبه لحالة السرقة إلا عندما وجدت امام الباب كيس يحتوي المسروقات و رسالة إعتذار و ظرف بمبلغ 50 دولارا لتصليح ضرر كسر أحد الابواب . و جاء في رسالة السارق المجهول أنه يشعر أن هذا اسوء امر قام به في حياته و انه متأسف و يشعر بالعار و يعتذر عن ما قام به طالبا من أفراد العائلة ان يصفحوا عن جريمته من كل قلوبهم . و وعد في رسالته إن هذه اول و آخر جريمة يقوم بها ... الامر الآخر هو ان الشرطة قالت أن القضية ليست مغلقة وان قول السارق انها آخر مرة يرتكب فيها جريمة لا يمكن ان يدفع الشرطة للتخلي عن قيامها بواجبها , و قال مسؤول الشرطة ان العائلة المعنية لم ترغب في ذكر اسمها .