توحيد العبادة هو حق الله على عباده
_____________________________
فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله/أهمية توحيد العبادة
روى البخاري (5967) ومسلم (143) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «بينا أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ بن جبل! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق العباد على الله أن لا يعذبهم».
فقد اشتمل هذا الحديث على بيان حق الله على عباده، وهو إفراده بالعبادة وترك الإشراك به، واشتمل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم وعنايته ببيان هذا التوحيد، وذلك بندائه معاذاً رضي الله عنه ثلاث مرات متفرقات، ثم قوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: «هل تدري ما حق الله على عباده؟»، والمراد من هذا التمهيد بهذا النداء والسؤال أن يتهيّأ معاذ رضي الله عنه لمعرفة واستيعاب ما يقوله له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك دال على كمال بيانه صلى الله عليه وسلم وكمال نصحه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وقد أورد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذا الحديث في مطلع كتابه «كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد» وأخذ تسميته منه.
