https://www.taibaoui.com/index.php?ty...nu=0&limite=27
الاهتمام بالمظهر
جواب للشيخ أبي هارون مختار الطيباوي الجزائري حفظه الله
السؤال :هل اهتمام الرّجل بمظهره أمر مرغوب؟
الفتوى رقم: 75
الحمد لله وحده، و الصلاة و السلام على من لا نبيَّ بعده.
من المفارقات التي قد تجدها في المجتمعات التي قلَّ تأثير الأدب الراقي (المنضبط بالقيم) فيها على طبائع الناس الهوة بين مقتنيات ومكتسبات الفرد المادية وبين شكله وهيئته ،فتجد الواحد منهم يقود سيارة فاخرة غالية الثمن وضرسه مسوس(!)،أو رائحة فمه كريهة(!)،أو إذا نزع حذاءه لم تستطع المكوث بقربه(!)
عندما يقرا الناس الأدب و الشعر المتحفظ، و يحافظون على عادة المطالعة في الحدائق ووسائل النقل المختلفة ترق طباعهم، وتسمو نفوسهم لجمال الحركة الذي لا يكون إلا بالرشاقة، وجمال العبارة باللسان المهذب، و العبارات المنمقة ،وجمال الثوب، وجمال الجسم بتناسق منحنياته .
وبعض الشباب بمجرد الالتزام يفقد الصلة بالجانب المادي للدين الإسلامي نظرا للفقه و الفكر المنتشر فيترك الاهتمام بهيئته، يترك ممارسة الرياضة ، ولا يعتني بلحيته، وشعره ، ولباسه، فإما يلتزم بعباءة يجر معها نعلا غير مفرق بين حال وحال ، وبين مقام ومقام، وأنه ليس في الإسلام زيٌّ رسمي.
وقد اعتنى الإسلام بهذه المسألة فتضمنتها تشريعاته ،فأباح ما نحتاج إليه للزينة بقدر حاجة الرجال و النساء كما في الذهب و الحرير .
وضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثالا للرقي و الجمال فكان شديد الاعتناء بلحيته يدهنها ويطيبها و يمشطها،حتى قد يظن من يرى ثوبه أنه زيَّات.
وكذلك كان يعتني بشعره ،ويعتني بلباسه، فيلبس جميل الثياب إن توفرت لديه.
وقد ذكر ابن الجوزي في (صفة الصفوة) أن إبراهيم النخعي كان من يراه يحسبه من الفتيان لشدة اعتنائه بثوبه وهيئته.
وكذلك كان الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله يلبس جميل الثياب .
و المقصود أن على الشباب الاهتمام بنفسه، وكما يريد من زوجته أن ترد لها نفسه،فكذلك تحتاج الزوجة أن ترتاح نفسها إلى زوجها إلى مظهره وعطره وأناقته وأخلاقه،فإن للنساء نفوس كما للرجال.
ولنخرج من عقلية العرب القديمة التي تطالب المرأة بالتزين لزوجها،وأن تحترز من ان يرى منها مكروها أو يشم منها إلا طيب ريح فكذلك في الإسلام قَالَ ابْن عَبَّاس: ((إِنِّي لأحب أَن أتزيَّن للْمَرْأَة كَمَا تتزيَّن لي))