حدّثنا الراوي (كان هنا و راح) قال: مرض مريض و اعتصره الألم، فعزمت على زيارته لعلّي أخفف عنه السقم، فسرت قاصده منتعلا خفا به رقم، لليمنى الرقم الأوّل علم، و للثانية تابعه من الرّقم، فجلست إليه و حدّثه جهارا و مسحت ما عليه من دم، و أمرته أن يطرد الغمّ، و يستبدله بالهمّ، فهو يولّد من أضلعه الهمم، لعلّ تحلّ عليه نعم، و تفارقه النقم، ثم عزمت على الرّجوع من الطريق الذي قد رسم، فوجدت النعلين في نقاش قد عظم، أيّهما الأفضل صاحب الرفعة و القيم، و قد اختصرت نقاشهما تقريبا للفهم، و اتفقا على تغيير الهئية و الرقم.
قال الرواي: و لو سلمت لهما بالأمر المبرم، لكان ما لا يحمد و يذمّ، و لكن بيّنت لهما أنّ المقامة فن كثير الحكم، و ليس بهمز و لا لمز كما قد يفهم، و كيف يلمز المؤمن أخاه و ذلك في الكتاب محرّم، بل هي الفوائد و الحكم تجري مجرى القيم، تبنى على ظهر له باطن يفهمه من أوتى فنّ الكلم. و السّلام كما جاء ثانيا في سورة مريم