مخيم اليرموك في دمشق ضحية "الجيش الحر" والجماعات المتحالفة معه
شهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، صباح الاثنين، حركة نزوح غير مسبوقة بعد اقحام "الجيش الحر" والجماعات المسلحة المتحالفة معه المخيم وسكانه في نزاعها العسكري الدائر مع الجيش السوري والقوى الأمنية في البلاد.
اليرموك، الذي يعد الأكبر بين تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، كان هدفاً لتسلل واختباء عناصر "الجيش الحر"، التي عانت من خسائر ميدانية في المناطق المجاورة للمخيم، ومن بينها أحياء "الحجر الأسود" و"التضامن" و"التقدم"، خلال الاشتباكات مع وحدات الجيش السوري في ريف دمشق، وعندما لم تنجح الجماعات المسلحة في مسعاها انطلقت إلى خطة جر فلسطينيي "اليرموك" إلى المواجهة والانخراط في القتال ضد قوات البلد المضيف.
غير أن رفض أبناء المخيم الانضمام إلى مسعى "الحر" والجماعات المتحالفة معه، دفع الأخيرة إلى افتعال إشكالات مسلحة مع الفصائل الموجودة في المخيم، وعلى رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، ما دفع باللجان الشعبية الفلسطينية (التي كونت حديثاً) إلى الرد، وهذا ما دفع الميليشيات المسلحة إلى "استخدام قذائف الهاون ضد المخيم، أكثر من مرة، في الأيام الماضية في محاولة منها لاقتحامه"، بحسب مصادر في اللجان الشعبية، التي أضافت إن المناطق التي تم استهدافها في اليرموك "مكتظة سكانياً وتأوي فلسطينيين ونازحين سوريين من مناطق ساخنة، وهو ما تسبب بعشرات الضحايا من المدنيين".
موقع "العهد" الاخباري، رصد جانباً من حركة النزوح الكثيفة، التي شهدها المخيم، وقد عبَّر عدد من سكان المخيم عن سخطهم لمحاولات "الجيش الحر" اقتحام المخيم واستهدافه بقذائف الهاون، وقالت "أم محمد" إن "المخيم كان آمناً، واستقبل عشرات آلاف النازحين السوريين إلا أن استهدافه من قبل "عصابات الجيش الحر"، حَّوله إلى جحيم لا يطاق"، واتفق عمر جمعة من سكان محيط مشفى الباسل، مع ما قالته أم محمد، حيث رأى أن "كل منطقة يحاول أن يدخلها المسلحون سرعان ما تتحول إلى ساحة للصراع والاشتباك والاقتتال تدفع بعشرات آلاف الأبرياء إلى النزوح خوفاً من القذائف والرصاص الطائش".
من جهته، رأى أحمد الجرادات من سكان حي العروبة في اليرموك أن "نزوحه وآلاف اللاجئين الفلسطينيين من مخيم اليرموك سببه دخول الميليشيات إلى داخل المخيم واعتدائها على حواجز اللجان الشعبية التي اضطرت إلى أن ترد على مصادر النيران"، في حين اسف المهندس "عدنان الحسامي"، وهو احد سكان حي الجاعونة في المخيم، لتعرض اليرموك لعملية "قصف متواصلة" من قبل مقاتلي "الجيش الحر"، وقال إن "السوريين نزحوا قبلنا، وها نحن اليوم كفلسطينيين نشارك أخوتنا السوريين في معاناتهم ومآسيهم مع "العصابات المسلحة" التي حّولت كثيراً من المناطق إلى ساحات اقتتال".
العمل على تأمين إيواء لنازحي المخيم
المئات من أبناء مخيم اليرموك بدمشق توجهوا، صباح اليوم، إلى مبنى منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" في العاصمة السورية، التي قامت بدورها بتأمين أماكن إيواء وسكان لهم في مدارس الوكالة والمساجد في منطقة خان الشيح وجرمانا، فضلا عن قيام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية بتأمين أماكن إيواء أخرى لنازحي المخيم في مدرسة الملك الظاهر وعبد الله بن طلحة والمدرسة التجارية ومدرسة "16 تشرين" في منطقة الزاهرة الجديدة بدمشق.
الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة توضح
بدورها، أوضحت الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أن "ما يشهده مخيم اليرموك من تطورات دراماتيكية خلال الأيام الماضية دفع بالجبهة إلى أن تصدر عدة بيانات تؤكد فيها عدم وجود أية انشقاقات في صفوفها، وأن مبنى الجبهة الشعبية مازال تحت سيطرة عناصرها، ولا صحة لسيطرة "الجيش الحر" على المخيم"، وأكدت الجبهة أن المجموعات المسلحة "كثفت هجماتها خلال العشرة أيام الأخيرة، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى وحشدت عناصر ما يسمى جبهة النصرة وأخواتها من مفرزات تنظيم القاعدة الإرهابي".
2012-12-17