سوريا...ضريبة حرب لا ناقة لها فيها و لا جمل!.
.........
يجمع المراقبون للشأن السوري على ان مواطني تلك الدولة يتكبدون جسامة حرب لا ناقة لهم فيها و لا جمل، بعد ان تداخلت الاجندات الاقليمية و الدولية المتقاطعة،محيلة سوريا الى أرض معركة محروقة.
ان شراسة القتال الدائر هناك يعكس واقع حال الصراع المستميت على كسب معركة غير شرعية، لم تستثن في اتونها اخضرا كان ام يابس، في انقسام سياسي يعيد الى الذاكرة الحرب الباردة في القرن الماضي، بعد ان نجحت بعض الانظمة العربية في اختطاف مطالب الاصلاح للشعب السوري التي جاءت على في سياق الربيع العربي بحسب المحللين، و لعب على اثرها بعض اللاعبين الصغار في الاقليم كقطر و السعودية دورا خبيثا في تأجيج العنف المسلح.
فيما اسهم قيام تلك الدولة بتأمين تدفق السلاح و المتفجرات على الجماعات المتطرفة، في خروج الصراع القائم خارج السيطرة.
....
و تعتبر سوريا بالنسبة لروسيا و بدرجة اقل بالنسبة للصين ساحة معركة تستطيع فيها وضع خط فاصل لإنهاء سنوات من التدخل الخارجي الغربي من جانب واحد.
لكن آخرين يرون أن الاتجاه الأخطر تشهده المنطقة نفسها الا و هو الشعور المتزايد بالاستقطاب الطائفي و الصراع بين السنة و الشيعة في العام و نصف العام منذ بدء "الربيع العربي".
و يشير البعض الى أن السعودية و مجلس التعاون الخليجي يخشيان من أن ايران قد تثير اضطرابات بين الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية و في البحرين و شمال اليمن و هو ما قد يكون وراء دعمهما للمعارضة السورية التي يغلب عليها السنة.
.......
و كانت روسيا و الصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي قد عرقلتا جهود قوى غربية و عربية أهمها قطر و السعودية و ليبيا إضافة إلى تركيا للادانة أو الدعوة للاطاحة بالاسد التي باءت مجهوداتهم بالفشل في سابقة تاريخية بعد أن تمكنت الولايات المتحدة من التدخل سابقا في العراق و أفغانستان بدون معارضة مما يعيد إلى الأذهان الحرب الباردة إلى الظهور.