منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يروي كيف أنقذ حياة سيدة تحت أنقاض منزلها خلال العدوان الاخير على غزة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-05, 17:20   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
صقر القدس
عضو محترف
 
الصورة الرمزية صقر القدس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يروي كيف أنقذ حياة سيدة تحت أنقاض منزلها خلال العدوان الاخير على غزة

مسعف في الهلال الأحمر الفلسطيني يروي كيف أنقذ حياة سيدة تحت أنقاض منزلها خلال العدوان الاخير على غزة





- في تمام الساعة السادسة من صباح اليوم الثالث للعدوان على قطاع غزة , قامت طائرات الاحتلال بقصف منزل المواطن سليمان صلاح من سكان منطقة الخلفاء في جباليا , وذلك دون سابق إنذار , وجميع من في المنزل بداخله .

كعادتها هرعت سيارات الإسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إلى مكان الحدث , وانطلق مسعفيها لإنقاذ ونقل الجرحى و المصابين , حيث تم نقل خمسة أطفال من البيوت المجاورة للمنزل المستهدف إلى مستشفى كمال عدوان .

رمضان حوسو 32 عاما , احد المسعفين العاملين في مركز الإسعاف و الطوارئ التابع للجمعية في جباليا , كان في مكان الاستهداف بعد نصف دقيقة من وقوعه , يقول رمضان : بناء على خطة الطوارئ التي تم خلالها توزيع سيارات إسعاف المركز في كافة مناطق المدينة , فإننا استطعنا الوصول إلى المنزل المستهدف بسرعة كبيرة , وعندما بدأنا في نقل المصابين , سمعت أنينا واستغاثة من تحت أنقاض المنزل , واقتربت بسرعة إلى مكان الصوت , حتى عرفت أنها سيدة في الخمسين من عمرها , قد علقت بين ركام المنزل والكتل الإسمنتية الثقيلة , في مسافة لا تتجاوز النصف متر .

يقول رمضان بان السيدة أبلغته بأنها لا تستطيع التحرك وتعاني من صعوبة في التنفس , وكانت بعيدة عنه قرابة مترين , ولكنه لا يستطيع رفع ما وقع عليها من ركام المنزل , وعملية استخراجها ستستغرق وقتا طويلا , مما قد يعرضها للخطر .

أكد رمضان بان تلك اللحظات مرت عليه كالدهر وهو يفكر في كيفية إنقاذ تلك السيدة وهو لا يستطيع الوصول إليها , ليقوم بعدها بإحضار اسطوانة أكسجين , ويقرر الدخول إليها زحفا تحت أنقاض المنزل وإيصال كمامة الأكسجين إليها لإعانتها على التنفس لحين وصول طواقم الدفاع المدني .

واصل زحفه حتى أصبح بعيد عنها قرابة المتر , ولم يستطع الوصول إلى أكثر من ذلك , فلجأ إلى عصا كانت في المكان , استخدمها في توصيل الكمامة من فتحة ضيقة بين ركام المنزل المهدم , وبدأ في تهدئة السيدة وطمأنتها , وإعطائها تعليمات استخدام اسطوانة الأكسجين , خاصة في ظل الخوف الشديد الذي كانت تعاني منه .

وبفعل الغبار الشديد ورائحة البارود والكتل الإسمنتية المنهارة فقد أصبح يخرج قليلا لاستنشاق الهواء , ثم يعود مرة أخرى تحت ركام المنزل لمتابعة حالة السيدة ومواصلة إعطائها تعليمات السلامة لها لحين استكمال رفع أركام المنزل عنها .

واستمر هذا الوضع قرابة الساعة إلا ربع حتى تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال السيدة فايزة صلاح 53 عام , ونقلها إلى مستشفى كمال عدوان لتلقي العلاج .

بعد عملية الإنقاذ هذه , أكد ضابط الإسعاف بأنه كان لا يستطيع رؤية شخص يعاني خطر الموت دون التقدم لإنقاذه ومساعدته مهما كلفه الأمر من معاناة , أو حتى تعريض حياته للخطر .

فيما أشارت لاحقا السيدة صلاح بأنها كادت تفارق الحياة لولا تدخل ضابط الإسعاف , ووصوله إليها رغم أنها كانت تحت سقف المنزل المنهار , وإيصال اسطوانة أكسجين للتنفس , ومنحها لحظات طمأنينة وهدوء في وقت عاصف وقاتل , اعتقدت فيه بأنها ستفارق الحياة حتما .

ومن ناحيته عبر السيد سليمان صلاح زوج الأخيرة عن بالغ شكره وتقديره لطواقم الإسعاف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني , على خدماتها الاسعافية المتميزة , وخص بالذكر ضابط الإسعاف رمضان حوسو الذي خاطر بحياته وتفانى من اجل تقديم يد العون والمساعدة لزوجته في عطاء إنساني لا حدود له .








 


رد مع اقتباس