منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شرح املاء الشيخ عبد الحميد بن باديس في مصطلح الحديث
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-03, 20:35   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحديث الصحيح لغيره


قال الشيخ عبد الحميد رحمه الله

(الصحيح لغيره

ومنه الصحيح لغيره : وهو الحسن لذاته إذا جاء من طريق أخرى مساوية لطريقه ، أو من أكثر دون طريقه)


قلت بعد ان تكلم الشيخ عن الصحيح لذاته والجسن لذاته اخذ في تعريف الصحيح لغيره .

والصحيح لغيره كما عرفه الشيخ هو الحديث الحسن لذاته اذا جاء من اكثر من طريق _ من اكثر من اسناد_ مثله في الحسن او اقوى منه .فانه يصبح صحيحا لغيره

وهذه الطرق والمتابعات قد تكوت مساوية له وقد تكون اقوى منه وقد تكون دونه .

قال ابن حجر، بعد أن ذكر تعريف الحديث الصحيح: ’’فإن خف الضبط فالحسن لذاته، وبكثرة طرقه يصحح ([نزهة النظر 33، وانظر توضيح الأفكار 1/193]) ,, لأن الصورة الاجتماعية لها تأثير في التقوية ([توضيح الأفكار 1/166.]).

ويقول السيوطي: ’’إن الحسن إذا روي من غير وجه ارتقى من درجة الحسن إلى منزلة الصحة ([تدريب الراوي 1/67.]) ,,

وقال عنه الإمام النووي: ’’ إذا كان راوي الحديث متأخرا عن درجة الحافظ الضابط، مشهورا بالصدق والستر، فروي حديثه من غير وجه، قوي وارتفع من الحسن إلى الصحيح ([تقريب النواوي مع التدريب 1/175.]) ,,.

وفي كلام الشيخ عبد الحميد اشارة لطيفة وهي ان الحسن اذا جاء من طريق اخرى مساوية له او اقوى منه فانه يرتقي عندها الى درجة الصحيح لغيره

وان جاء من طريق دونه في القوة فانه لا يرتقي الى درجة الصحيح لغيره الا بشرط التعدد

اي تكون اكثر من طريق وليس طريقا واحدة وهذا في قوله -او من اكثر دون طريقه -اي من اكثر من طريق .

يقول الحافظ ابن حجر- غن المتابع للحسن : ’’ إما أن يكون دونه، أو مثله، أو فوقه، فإن كان دونه لا يرقيه عن درجته ... وإن كان مثله أو فوقه فكل منهما يرقيه إلى درجة الصحة ([النكت على كتاب ابن الصلاح 1/420-421.]),,.

اذن هنا عندنا فائدة وهي ان الحديث الحسن اذا جاء من طريق اخرى اقوى منه فانه يصبح صحيحا لغيره .

وكذلك ان جاء من طريق اخرى مساوية له فانه كذلك يصبح صحيحا لغيره .
اما ان جاء من طريق دونه فانه لا يرقى الى درجة الصحيح لغيره .
هذا قول الحافظ ابن حجر
وعلى راي الامام عبد الحميد فانه لايرقى الى درجة الصحيح لغيره اذا جاء من طريق دونه الا بشرط التعدد اي تكون اكثر من طريق دونه وليس طريقا واحد فهو يرى ان الحسن لذاته يصير صحيحا لغيره كذلك اذا جاء من اكثر من طريق دونه اي طريق ضعيف ولكن هنا ينبغي ان ننبه الى انه ينبغي ان يكون الضعف خفيفا

وخفيف الضعف كما سياتي هو ما كان ضعف رواته في مختلف طرقه ناشئا من سوء حفظهم لا من تهمة في صدقهم أو دينهم .
وسنتحدث عن هذه المسالة باذن الله عند الكلام على الحديث الحسن لغيره .

مثال الحديث الصحيح لغيره :
ما رواه الإمام الترمذي في الطهارة رقم (22)، قال : حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاةٍ . هذا حديث فيه محمد بن عمرو بن علقمة وحديثه حسن إن شاء الله تعالى . لكن رواه غيرُه عن أبي هريرة ، فارتقى حديثه هذا إلى درجة الصحيح لغيره .
قال الإمام الترمذيُّ :" وَحَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ إِنَّمَا صَحَّ لأَنَّهُ قَدْ رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ ". سنن الترمذي _كتاب الطهارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم » باب ما جاء في السواك .

خلاصة التعريف

الصحيح لغيره هو هو الحسن لذاته إذا رٌويَ من طريق آخر مِثْلٌهٌ أو أقوى منه . او اكثر دون طريقه .

وسٌمى صحيحاً لغيره لأن الصحة لم تأت من ذات السند ، وإنما جاءت من انضمام غيره له .

مرتبته: والصحيح لغيره أعلى مرتبة من الحسن ، ودون الصحيح لذاته.

حكمه: وجوب قبوله ؛ فهو حجة من حجج الشرع، لا يسع المسلم تركه لانه من قسم الحديث المقبول .










رد مع اقتباس