منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - شرح املاء الشيخ عبد الحميد بن باديس في مصطلح الحديث
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-03, 18:49   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محمد بن العربي
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

ترجمة مختصرة للامام عبد الحميد بن باديس رحمه الله

صاحب المتن هو الامام المصلح المجدد

عبد الحميد بن باديس رحمه الله

وُلد بقسنطينة سنة (1308ﻫ) من اسرة عريقة مشهورة بالعلم والفضل

يمتد نسبه الى المعز بن باديس الصنهاجي

كان جده الاول رحمه الله مناضلا للاسماعيلية والباطنية والمبتدعة

وكذاك كان الامام عبد الحميد مجاهدا في هذا الباب

اتم حفظ القران في صغره

وتعلم مبادئ الاسلام والعربية على شيوخ بلده


ثم التحق بجامع الزيتونة بتونس واخذ عن جماعة من كبار علمائها ورموزها

وبعد تخرّجه (سنة 1330ﻫ) عاد الى الجزائر بطموح وهمة قوية للتفرغ للدعوة والتعليم

وواجهته صعوبات وعوائق كثيرة

بعدها سافر للحج وسمحت له هذه السفرة بالاحتكاك بكثير من العلماء والمصلحين

وتعرف على كثير من شباب العائلات الجزائرية المهاجرة مثل الامام البشير الابراهيمي

وتاثر الشيخ عبد الحميد رحمه الله يدعوة الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب
وبعد عودته إلى قسنطينة (سنة 1332ﻫ)

قام بالدعوة الى الله ونشر اللعلم احسن قيام

وناصره على هذا الامر العظيم جماعة من اخوانه من اهل العلم

منهم الشيخ البشير االابراهيمي

والشيخ الطيب العقبي والشيخ مبارك الميلي والشيخ العربي التبسي

وكانت دعوته رحمه الله قائمة على الكتاب والسنة ومنهج سلف الامة

في العقائد والاحكام والمعاملات والسلوك

وكانت عنايته رحمه الله بالعقيدة عناية شديدة

كما كان رحمه الله داعية الى السنة محاربا للبدع ومحاربا للتقليد االعمى والتعصب المذموم

يقول الشيخ ابن باديس رحمه الله: «لا نجاة لنا من هذا التيه الذي نحن فيه، والعذاب المنوَّع الذي نذوقه ونقاسيه، إلَّا بالرجوع إلى القرآن: إلى علمه وهديه، وبناء العقائد والأحكام والآداب عليه، والتفقُّه فيه، وفي السُّنَّة النبوية شرحُه وبيانه، والاستعانةِ على ذلك بإخلاص القصد وصحَّة الفهم والاعتضاد بأنظار العلماء الراسخين والاهتداء بهديهم في الفهم عن ربّ العالمين»«مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير.(252).

ويقول رحمه الله في نمصيحة نافعة جامعة مبينة لمنهجه ودعوته

: «اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذِلَّة الابتداع أنَّ الواجب على كلِّ مسلم في كلِّ مكان وزمان أن يعتقد عقدًا يتشرَّبه قلبه، وتسكن له نفسه، وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنَّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان، إنَّما هو في القرآن والسنَّة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظ لديها بالقَبول قولًا كان أو عملًا أو عقدًا أو احتمالًا، فإنَّه باطل من أصله، مردود على صاحبه، كائنًا من كان في كلِّ زمان ومكان، فاحفظوها، واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى»- «الآثار» (3/ 222).).

ثم اسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريِّين (سنة 1351ﻫ ـ 5 ماي 1932م) برئاسته،
واسس رحمه الله اول صحيفة جزائرية بالعربية اسمها «المنتقد» وبعدها مجلّة «الشهاب»

وكانت الغاية من هذه الصحف والمجلات نشر العقيدة الصحيحة
ومحاربة الشرك والبدع التي نشرتها الصوفية في المجتمع

وظهر دورها الكبير في تصحيح العقائد ومحاربة الشرك والبدع

مع ما كانت تلاقيه من تضييق المستعمر وحربه الشرسة ضد علماء الجمعية ومراكزها

وكذلك اصدر صحيفة أسبوعية «السنة المحمّدية» (8 ذي الحجّة 1351ﻫ)، ثمَّ خلفتها:

ـ جريدة «الشريعة المطهِّرة» (الصادرة بتاريخ 24 ربيع الأوَّل 1352ﻫ)، ثمَّ تلتها بعد منعها:

ـ صحيفة «الصراط السوي» (الصادرة بتاريخ 21 جمادى الأولى 1352ﻫ)، وهذه الأخيرة أيضًا منعتها الحكومة الفرنسية أسوة بأخواتها، ولكن جمعية العلماء لم تلبث أن أسَّست جريدة «البصائر» (الصادرة بتاريخ أوَّل شوَّال سنة 1354ﻫ)،

حيث بقيت هذه الجريدة لسانَ حال الجمعية مستمرَّة في أداء رسالتها بالموازاة مع مجلَّة «الشهاب» التي ظلَّت ملكًا له ومستقلَّة عن الجمعية، حيث كان ينطق فيها باسمه الشخصي لا بوصفه رئيسًا للجمعية حفاظًا على مصير جمعية العلماء وجريدتها التي استمرَّت بعد وفاته إلى غاية (1376ﻫ)، وإن تخلَّل انقطاع في سلسلتها الأولى عند اقتراب الحرب العالمية الثانية.
وفي هذه المرحلة اتّخذ الشيخ عبد الحميد بن باديس شعار «الحقّ، والعدل، والمؤاخاة في إعطاء جميع الحقوق للذين قاموا بجميع الواجبات»، رجاء تحقيق مطالب الشعب الجزائري بطريق سلميّ، ولكنَّه بعد عودة وفد المؤتمر من باريس (1355ﻫ) اقتضت طبيعة المرحلة الجديـدة إزاحته واستبداله بشعار آخر وهو: «لنعتمد على أنفسنا، ولنَتَّكِل على الله»، تعبيرًا عن العزم على الكفاح وغلق القلوب على فرنسا إلى الأبد والاستعداد للدخول في معركة ضارية، كما عبَّر عن ذلك بقوله رحمه الله مخاطبًا الشعب الجزائري: «…وإن ضيَّعت فرنسا فرصتها هذه، فإنَّنا نقبض أيدينا ونغلق قلوبنا إلى الأبد… واعلم أنَّ عملك هذا على جلالته ما هو إلَّا خطوة ووثبة، وراءها خطوات ووثبات، وبعدها إمَّا الحياة وإمَّا الممات»، وهذه الحقيقة عبَّر عنها أيضًا في مقال آخر سنة (1356ﻫ) بلفظ «المغامرة والتضحية»
وهي طريق الكفاح والحرب للخلاص من فرنسا،
وظلَّ ابن بـاديس وفيًّا لهذا المسلك الشمولي في مواجهته للاستعمار خلال كلِّ سنوات نشاطه السياسي المندرج في نشاطه العامِّ، إلى أن توفِّي مساء الثلاثاء 8 ربيع الأوَّل 1359ﻫ الموافق 16 أفريل 1940م، ودفن بقسنطينة. تغمَّده الله برحمته وأسكنه فسيح جنانه.









رد مع اقتباس