منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الثورة الجزائرية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-02, 12:58   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
yasmine akchiche
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

إنقلاب 13 ماي 1958 الأسباب و النتائج



1)- تمهيد :
إن الأزمات السياسية والاقتصادية والتي أصبحت تعيشها فرنسا بتأثير الثورة الجزائرية، والانتصارات
التي حققتها هذه الأخيرة على الصعيدين العسكري والسياسي، كانت وراء إنقلاب 13 ماي 1958 ، ومجيء "الجنرال شارل ديغول" على رأس الجمهورية الفرنسية الخامسة بهدف القضاء على الثورة
الجزائرية وإنقاذ فرنسا.

2)- أحداث 13 ماي 1958 ، الأسباب والنتائج :

لقد وصلت الثورة الجزائرية إلى أوج فعاليتها في المرحلة التي أعقبت مؤتمر الصومام حيث إتضحت
هياكلها العسكرية والسياسية وإتسع مداها العسكري وزاد التلاحم بين الشعب وجيش التحرير الوطني.
وتحت ثقل الثورة وعزل فرنسا في الأمم المتحدة، وتأثر علاقتها مع الدول الآسيوية والإفريقية، إضافة إلى الأزمات التي عرفتها على مستوى سياستها الداخلية وسقوط حكوماتها الواحدة تلو الأخرى من حكومة منديس فرانس 1955 إلى حكومة "فليكس غيار " عام 1958 مرورًا بحكومة "إدغوفور"، "غي مولي " و "بُورجيس مونرو " مما يدل على عجز الحكومات الفرنسية على حل المشكلة الجزائرية لذا قام مجموعة من الجنرالات وعلى رأسهم الجنرال "جاك ماسو " في 13 ماي 1958 بتمرد وانقلاب وجهوا على إثره نداء إلى الجنرال شارل ديغول يدعونه فيه إلى تسلم مقاليد الحكم.

ولم تنته الأزمة إلا بتسلم الجنرال شارل ديغول الحكم في 01 جوان 1958 وبذلك تنهار الجمهورية الرابعة برآسة ماكميلان وتأسس الجمهورية الخامسة برآسة الجنرال شارل ديغول.

3)- قيام الجمهورية الخامسة وسياستها تجاه الثورة الجزائرية :

بعد أن أصبح الجنرال "شارل ديغول" رئيسا للجمهورية الخامسة وفوض له الشعب الفرنسي جميع السلط ومنحه كل امكانيات التنفيذ والتشريع، بدأ يفكر في وضع خطط جديدة لتصفية الثورة الجزائرية بعد أن فشلت كل الخطط العسكرية السابقة، فقد صرح بعد توليه الحكم مباشرة : "سأجعل جميع الجزائريين فرنسيين، وسأعمل على إيجاد جنسية فرنسية واحدة لكل سكان الجزائر ..."

ولتحقيق هذه المزاعم اتخذ الإجراءات التالية :

1 - عسكريا :
أ – زيادة عدد القوات العسكرية حتى أصبحت في عام 1959 مليون 1000000 جنديا فرنسيا ، مع الاستعانة بإمكانيات الحلف الأطلسي.

ب - الإكثار من مكاتب لصاص ومدارس التعذيب مثل مدرسة "جان دارك" بمدينة سكيكدة.

ج - تجنيد العديد من العملاء والحركى أي الخونة ووقوفهم بجانب فرنسا ضد إخوانهم الجزائريين.

د - إقامة المناطق المحرمة والمراكز العسكرية.

هـ - تشديد المراقبة على الحدود الجزائرية الشرقية والغربية عن طريق تدعيمها بالأسلاك الشائكة المكهربة مثل "خط موريس " و" خط شال" وذلك لمنع تسرب الثوار والأسلحة.

و- عزل جيش التحرير الوطني عن الشعب الجزائري بتجميع هذا الأخير في محتشدات أقيمت بالقرب من مراكز العدو الفرنسي.

ز- تكثيف العمليات العسكرية ضد الثوار الجزائريين مثل عملية "بريمر " بالقبائل في أكتوبر 1958 التي اشترك فيها أكثر من 10000 عشرة آلاف جنديا فرنسيا يقودهم 14 جنرالا.

ك - إسناد قيادة الجيش الفرنسي إلى الجنرال "شال " خلفا للجنرال "سالان" في جانفي 1959 ، وقد قام هذا الأخير بوضع مخطط عسكري عرف باسمه "خطة شال " ويتمثل في القيام بعمليات تمشيطية برية وبحرية وجوية، وتسليط هذه العمليات على مناطق الثورة لتطهيرها من الثوار نهائيا.

وقد عرفت الجزائر في عهده العديد من العمليات مثل :

* عملية التاج في الولاية الخامسة فيفري 1959 شارك فيها أكثر من 30000 ثلاينن ألفا جنديا فرنسيا.

* عملية الحزام بالولاية الرابعة "جوان 1959

* عملية المنظار بالولاية الثالثة "جويلية 1959 " دامت ستة أشهر، اشترك فيها 70000 سبعون ألفا جنديا فرنسيا.

* عملية الأحجار الكريمة بالولاية الثانية "ديسمبر 1959 " وشارك فيها 10000 عشرة آلآف جنديا فرنسيا.

2 - سياسيا :
في الوقت الذي كانت الجمهورية الفرنسية الخامسة بقيادة الجنرال شارل ديغول تعمل على قمع الثورة الجزائرية بالقوة العسكرية، كانت تستعمل سلاحا آخر لأغراء الشعب الجزائري وإبعاده عن ثورته المجيدة ، وأهم الإجراءات التي استعملت في هذا المجال.

أ - تنظيم استفتاء عام على دستور الجمهورية الخامسة في 28 سبتمبر 1958 ، حيث عوملت الجزائر كأرض فرنسية، وبالرغم من مقاطعة أغلبية الشعب الجزائري لهذا الإستفت اء فإن الإدارة الفرنسية زيفت هذه العملية لإظهار الشعب بمظهر المؤيد للجنرال شارل ديغول ولسياسته، وقد صرح الجنرال شارل ديغول مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الاستفتاء : " لقد أظهر الاقتراع على الدستور ثقة الجزائريين ورغبتهم في البقاء مع فرنسا ...".

ب - عرض " سلم الشجعان " والحديث عن الشخصية الجزائرية وتقرير المصير، فقد صرح الجنرال شارل ديغول يوم 16 سبتمبر 1959 : "اعتمادا، على جميع المعطيات الجزائريةالوطنية منها والدولية، أعتبر أنه من الأهمية بمكان وجوب اللجوء إلى تقرير المصير " ويعتبر هذا العرض مراوغة وخدعة أخرى من طرف الجنرال شارل ديغول خاصة وأنه وضع شروط تعجيزية لنجاح تقرير المصير مثل :

- إن الإستفتاء على تقرير المصير لن يتم إلا بعد مدة طويلة.

- وقف العمل العسكري من جانب الثورة الجزائرية فقط .

- عدم الاعتراف بجبهة التحرير الوطني كمفاوض وحيد، حيث رأى أن هناك قوة ثالثة يمكن التفاوض معها أيضا.

- تقسيم الجزائر إلى شمال وجنوب وبالتالي إمكانية الاحتفاظ بالصحراء النفطية.

3 – إقتصاديا :
أ - الإعلان عن بعض المشاريع الاقتصادية و الإجتماعية التي تضمنها الخطاب الذي ألقاه "الجنرال شارل ديغول" بمدينة قسنطينة 13 أكتوبر 1958 والتي عرفت ب "مشروع قسنطينة" وتمثلت في :

- توزيع 250000 مئتان وخمسون ألف هكتار من الأراضي الزراعية على الفلاحين الجزائريين.

- إقامة قاعدة للصناعة الثقيلة وأخرى للصناعة الخفيفة.

- توظيف أكبر عدد من الجزائريين.

- بناء المدارس والمساكن ( 200000 مئتان ألف مسكنا ) ومراكز للصحة وغيرها من التجهيزات الاجتماعية.

والملاحظ أن الجنرال شارل ديغول من خلال هذا المشروع تجاهل الأسباب الحقيقية للثورة الجزائرية وزعم أن أسبابها اقتصادية و اجتماعية، وبالتالي يمكن القضاء عليها بتحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي للشعب الجزائري.

4) - ردود فعل الثورة الجزائرية على الاجراءات الفرنسية في الداخل والخارج :

لم تنجح الجمهورية الفرنسية الخامسة في إفشال الثورة الجزائرية رغم الا مكانيات المتوفرة لديها والأساليب المتعددة التي استعملتها، ذلك أن الثورة جابهت هذه الأساليب بخطط عسكرية، وأساليب جديدة تتماشى والوضع الجديد، وأهم هذه الخطط والأساليب :

1 - تجنب الاصطدام مع العدو وذلك بتقسيم وحدات الج يش إلى مجموعات صغيرة من أجل تسهيل عملية الاختفاء والتنقل، وهذا ردا على خطة شال الجهنمية.

2 - الإكثار من العمليات الفدائية داخل المدن خاصة، وخوض حرب الكمائن بشكل مكثف، وقد كلفت هذه العمليات للعدو خسائر معتبرة في الأرو اح والمعدات.

3 - نقل العمليات الفدائية إلى فرنسا نفسها بهدف تحطيم المنشآت الاقتصادية والعسكرية للعدو ونشر الهلع في أوساط المواطنين الفرنسيين حتى يعرفوا مدى الرعب الذي يتعرض له الشعب الجزائري من طرف جيوشهم.

4 - رفضه الم شاريع الاقتصادية والعسكرية للعدو والاجتماعية التي جاء بها الجنرال شارل ديغول وبينت خطورتها على الثورة وتهديد كل من يقبل بها.

5 - تكوين الحكومة الجزائرية المؤقتة 19 سبتمبر 1958 برئاسة فرحات عباس وقد رد هذا الأخير على ديغول حيث عارض س لم الشجعان : "إن الشعب الجزائري لن يلقي السلاح إلى أن يتم الاعتراف بحقوق الجزائر في السيادة والإستقلال، والجزائر ليست فرنسا، والشعب ليس فرنسي ا..."، كما أعلنت الحكومة المؤقتة أنها تقبل مبدأ تقرير المصير بشرط أن يطبق تح ت ضمانات دولية وأن يضمن احترام وحدة الشعب والتراب الوطني.

وهكذا، كان مصير حكومة ديغول كمصير الحكومات التي سبقته، حيث تراجعت كلها أمام ضربات الثورة الجزائرية، وبالتالي لم يجد ديغول بدا من تغيير مواقفه تجاه الثورة ، كما سنرى فيما بعد.

5)- تطور الموقف الدولي تجاه الثورة الجزائرية :

مع بداية الثورة الجزائرية، وقفت العديد من الدول موقف الحياد من القضية الجزائرية بل الكثير منها أيد فرنسا في أعمالها الوحشية، وبعد الانتصارات العديدة التي حققتها الثورة تغيرت هذه المواقف وكسبت الثورة تأييدا دوليا كبيرا خصوصا بعد تكوين الحكومة المؤقتة في سبتمبر 1958

1 - فقد استقبل الوفد الجزائري استقبالا حارا في مؤتمر التضامن الإفريقي الآسيوي الذي انعقد بالقاهرة عام 1958 وقد دعا المؤتمر إلى قيام مظاهرات شعبية في جميع البلاد المشتركة فيه لنصرة الجزائر وتعبئة الرأي العالمي لاستنكارها للس ياسة الفرنسية في الجزائر كما دعا إلى الاعتراف فورا باستقلال الجزائر وإلى إجراء مفاوضات بين فرنسا وجبهة التحرير على هذا الأساس.

2 - شاركت جبهة التحرير في مؤتمر أكرا للدول الإفريقية الحرة عام 1958 وتلقت تأييدا حار من المؤتمر لقضية استقلال الجزائر، ووعد الدول الإفريقية بتقديم المساعدات المختلفة للجزائر.

3 – عند قيام الحكومة الجزائرية المؤقتة سارعت العديد من الدول إلى الاعتراف بها مثل الدول الشيوعية، والدول العربية وكذلك غانا، غينيا، مالي، يوغسلافيا، ولم تكتف الصين الشعبية بالاعتراف بالحكومة
المؤقتة فقط، بل دعت وفدا من الحكومة المؤقتة لزيارة الصين وأثناء هذه الزيارة أعلن نائب رئيس الوزراء الصيني أنه "في وسع الشعب الجزائري أن يعتمد في الأيام التالية على تأييد 650000000 ستمائة وخمسون مليونا من الصينيين تأييدا قاطعا" .

4 - بالإضافة إلى أن الكثير من الدول سمحت لجبهة التحرير الوطني بإقامة مكاتب لها فيها.
وأخيرا أصبحت القضية الجزائرية تطرح باستمرار في جلسات الأمم المتحدة والتي بدأت تلح ع لى الاعتراف بحق الشعب الجزائري في الاستقلال، وتمت في نفس الوقت على ضرورة قيام المفاوضات بين الحكومة الفرنسية والحكومة الجزائرية المؤقتة.

6)- أسئلة التصحيح الذاتي :
س 1 - شاع عن الجنرال شارل ديغول أنه وهب الاستقلال للجزائر ، ولكن الواقع النضالي للثورة هو الذي فرض عليه ذلك.

أ - تتبع استراتيجية الجنرال شارل ديغول إزاء الثورة الجزائرية منذ توليه الحكم عام 1958 إلى توقيع إتفاقيات إيفيان.

ب - ماهي ردود فعل الثورة داخليا وخارجيا ؟

7)- أجوبة التصحيح الذاتي :

ج 1 - تمهيد :
إن الثورة الجزائرية ثورة شعبية ووطنية، فشل الجيش الفرنسي في إحراز أي نصر سواء سياسي أوعسكري مما دفع بهم إلى التمرد على نظام الحكم آنذاك، وكان وراء هذا الحدث أوربيو الجزائر وبعض الضباط ي وم 13 ماي 1958 واستيلائهم على مقر الحاكم العام متهمين الجيش الفرنسي بالتقصير في أداء مهامه وكانت فرنسا على حافة حرب أهلية مما دفع بالمتصارعين إلى الإتفاق على استدعاء ديغول لتسلم زمام الأمور، وعلقوا عليه آمالا كبيرة لاعادة هيبة فرنسا بالقضاء على الثورة الجزائرية.

فكيف واجه الجنرال شارل ديغول الثورة الجزائرية يا ترى ؟

أ - استراتيجية الجنرال شارل ديغول إزاء الثورة الجزائرية :

لقد اتبع كل الأساليب المعروفة من أجل القضاء على الثورة.

* سياسته العسكرية :
قام الجنرال شارل ديغول بكل الجهود للقضاء على الثورة الجزائرية إذ صرح في يوم 13 جويلية 1958 قائلا : "... القضاء على العصيان في الجزائر حتى تظل جسما وروحا مع فرنسا إلى الأبد ...". ولأجل تحقيق هذا الهدف فإنه، ضاعف قواته بالجزائر إلى أن وصلت مليون جندي عام1959 ولم يكفيه ما يملكه من العتاد فاستعان بعتاد الحلف الأطلسي.

- عمل على تطبيق خطة شال التي تنص على القيام بعمليات وهجومات برية وجوية وبحرية منسقة، تسليط هذه العمليات على مناطق الثورة الواحدة تلو الأخرى واحتلالها لأطول مدة ممكنة إلى أن يتم تصفية
كل المجاهدين.

وهكذا عرفت الثورة في عهد الجنرال شارل ديغول عمليات عسكرية واسعة النطاق نذكر منها على سبيل المثال :
* عملية التاج في الولاية الخامسة بمشاركة حوالي 40000 أربعين ألفا عسكريا فرنسيا.

* عملية الحزام بالولاية الرابعة.

* عملية المنظار بالولاية الثالثة التي دامت ستة أشهر قادها الجنرال شارل ديغول بنفسه وشارك في هذه العملية حوالي 70000 سبعون ألف عسكري.

* عملية الأحجار الكريمة بالولاية الثانية وشارك فيها حوالي 10000 عشرة آلاف عسكري.

- بموازاة هذه العمليات الضخمة فإن عهد الجنرال شارل ديغول عرف أيضا تكثيفا في عدد المحتشدات الإجبارية والمناطق المحرمة بهدف عزل الشعب عن المجاهدين وبالتالي منع انتقال أي نوع من المساعدات المادية إلى هؤلاء.

التي كانت تراقب سكان القرى La SAS - تم مضاعفة عدد مكاتب وتحاول كسبهم إلى جانب فرنسا.

* سياسة الجنرال شارل ديغول في الميدان السياسي : من المعروف عن هذه الشخصية بعد فشل الأسلوب الأول لعب آخر ورق في يده للقضاء على الثورة أهمها :

- لقد أعلن الجنرال شارل ديغول عن سلم الأبطال ومشروع قسنطينة فيا ترى ما لمقصود بهما :

فبالنسبة للأول سلم الأبطال يقصد به بكل بساطة تسليم المجاهدين السلاح دون أي قيد أو شرط وكأنه لم يحدث أي شيء في الجزائر وتجاهلا مقصودا لكل ما أعلنته الثورة الجزائرية من أهداف ومبادئ ابتداء
من الفاتح من نوفمبر 1954 ، أما الثاني فأراد ديغول أن يتجاهل أسباب اندفاع الشعب الجزائري وراء جبهة التحرير الوطني، حيث أعتقد أن تحسين أوضاع هذا الشعب اقتصاديا واجتماعيا كاف لصرفه عن الثورة كما أنه كان يهدف إلى خلق برجوازية جزائرية مقارنة مع السياسة الاستعمارية الفرنسية، وقد أثبتت الأيام للجنرال ديغول وغيره أن الشعب الجزائري لم يقم بالثورة بدافع الفقر بل أنه قام بها سعيا إلى إسترجاع حرية وطنه واستقلاله وكرامته.

ب - رد فعل الثورة الجزائرية على سياسة الجنرال شارل ديغول في الميدان العسكري:
رغم أن الثورة الجزائرية عانت كثيرا من عمليات خطة شال إلا أنها عرفت كيف تصمد أمامها وتفشلها وذلك بإتباع عدة أساليب وطرق :

- تقسيم جيش الثورة إلى وحدات صغيرة.

- خوض حرب العصابات بشكل مكثف ومنظم.

- الإكثار من العمليات الفدائية داخل المدن وخلف خطوط العدو.

- النزول بقوات المجاهدين من الجبال إلى السهول والمدن والانطلاق بعد ذلك في عمليات عسكرية وكمائن واسعة لتخفيف الضغط على الولايات المجاورة.

وهكذا أصبح أفراد الجيش الفرنسي لا يعرفون بالضبط أية منطقة يحاصرون وعن أية منطقة ينسحبون فالموت يمكن أن تأتي من وراء كل منعطف ومن وراء كل شجرة وصخرة والجدير بالذكر أن الثورة تمكنت من نقل الحرب إلى داخل التراب الفرنسي بنفسه.

ج - رد الثورة الجزائرية على سياسة الجنرال شارل ديغول في الميدان السياسي :
في 19 سبتمبر 1958 تم تأسيس الحكومة المؤقتة الجزائرية والتي حلت محل لجنة التنسيق والتنفيذ وذلك بهدف التنظيم على كل فصائل الثورة وإيجاد السلطة الشرعية التي يمكن أن تتفاوض مع فرنسا وكان أول تصريح لرئيسها فرحات عباس جاء فيه : "إن الشعب الجزائري لن يلقي السلاح إلى أن يتم الاعتراف بحقوق الجزائر في السيادة والاستقلال".

من خلال هذا التصريح أن الثورة لم تعترف بع رض سلم الأبطال كما أنها قاومت مشروع قسنطينة باعتباره أنه يظهر الثورة الجزائرية وكأنها ثورة مطالب إجتماعية لا ثورة وجود قومي وتحرير وطني، ولذلك فإنها قاومت المشروع بشدة وهددت كل من يقبل الأراضي الموزعة وعاقبت الذين خالفوا أوامرها بالموت.

فيما يخص محاولات الجنرال شارل ديغول التفاوض مع أناس لا ينتمون إلى الجبهة فإن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي عمت التراب الوطني ودامت إلى غاية 16 ديسمبر 1960 قطعت الطريق في هذا الإتجاه بعد أن خرجت الجماهير منادية بحياة جبهة التحرير وبحياة الجزائر، مما جعل ديغول يقتنع أن الشعب الجزائري كله وراء جبهة التحرير التي تعتبر القائد الوحيد للثورة، وعند إنطلاق المفاوضات فإن ممثلو الجبهة والشعب عارضوا بشدة أي مساس بوحدة الشعب والتراب وأصروا على مبدأ وحدة التراب والشعب.

- خاتمة :
لقد جاء الجنرال شارل ديغول على رأس الجمهورية الفرنسية الخامسة بنية الاحتفاظ بالجزائر، إستعمل كل ما في وسعه من أجل ذلك، ولكنه إقتنع في نهاية الأمر التمسك بالجزائر قد يؤدي إلى ضياع فرنسا نفسها، وكذلك فإن استقلال الجزائر لم يكن أبدا هبة من الجنرال شارل ديغول أو غيره بل أنه نتيجة منطقية لكفاح الشعب الجزائري وصموده الشجاع وكفاحه المتواصل ودفاعه المستميت عن أرضه وقوافل الشهداء الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الجزائر الحرة الأبية أرض المليون ونصف المليون من الشهداء










رد مع اقتباس