السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته
لست وحدك من يحلم هذا الحلم الجميل،لكن إن لم نكن نستطيع تحقيقه متواصلا فلنعمل على تحقيقه وفق ماتوفر من ظروف و لنعلم أن النقابات و ممثليها و الأولياء و جمعياتهم ليس بمقدورهم فعل شيئ لهذه المنظومة العرجاء دون أن تكون برامجهم مسنودة من طرف المعلمين و الأساتذة و مبنية على أسس علمية غير مستوردة موافقة للواقع المعاش .
كم من أستاذ أدلى بملاحظاته على كثافة البرامج الجديدة و أوضح جوانب النقص واعترض على الطرق المفروضة للتدريس لعدم جدواها في بعض الحالات "كتعداد التلاميذ الذي وصل في بداية سنوات ماسمي ظلما و عدوانا "الإصلاحات التربوية" إلى 48 تلميذا كل حسب تخصصه إلا أنه لا عين رأت و لا أذن سمعت و ها نحن في سنة 2012 .
كم هو عدد دورات التكوين التي ما أقيمت إلا لتصرف فيها نقود و ما استفاد الأساتذة منها لا قليلا و لا كثيرا .
"أصبحنا نعاني كوابيس حراسة الإمتحانات النهائية لا لشيئ إلا لغياب العدالة و تفشي أمراض المعرفة و المحسوبية"من جهة و تدني إن لم نقل انعدام المستوى الأخلاقي لدى تلاميذنا و الكثير منا مساهم في ذلك.
لكن ما كل هذا بمانع أن يقوم أحدنا بكل ما يستطيع و ليعلم أنه يوما ما سيرى نتاج أعماله فإن كان خيرا فله و إن كان غير ذلك فاليشحذ همته ليتقبل في هرمه ما بناه في شبابه
واسمحوا لي أن أعطيكم مثالا عن والدي رحمه الله:"مرض أبي بسرطان الرئة -عافاكم الله -و قد كان معلما في الإبتدائي قبل أن يصبح مديرا .كان والدي-رحمه الله- جادا في عمله متقنا له بشهادة كل من عرفه و عمل معه.وفي أيام رقاده بالمستشفى كنا نزوره و كنا نجد أناس كثيرين جدا لا نعرفهم نتعجب لكثرته و نسأل منهم،من تتوقعون ؟
كان معظمهم هم تلاميذه و تلميذاته القدامى منهم من أصبح طبيبا و منهم من أصبح ممرضا ومنهم من أصبح مثله معلما فقط لأنه أحبه و لم ينسه .توفي أبي -رحمه الله-يوم جمعة و رافقه أبناؤه "تلاميذه" إلى مثواه الأخير -رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه -آمين--
اللهم أعنا على ما فيه خير الدنيا و الآخرة و أمتنا مسلمين.