عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً. } رواه البخاري.
قراءة نموذجية من طرف الأستاذ تتلوها قراءات من طرف بعض التلاميذ.
التعربف بالصحابي راوي الحديث
من هو الصحابي عبد الله بن عباس؟
ـ هو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عم النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ
. ـ حبر الأمة وفقيهها وعالمها في التفسير ـ ولد قبل عام الهجرة بثلاث سنين . ـ روي له 1660 حديثا. ـ توفي بالطائف سنة 68 هـ
شرح الكلمات
الحسنات : جمع حسنة وهي عمل البر والخير.
السيئات : جمع سيئة وهي المعصية ، الذنب والإثم.
هم : أراد وقصد
التحليل والإيضاح:
ما الذي كتبه الله وبينه لعباده ؟ لماذا
الله تعالى كتب الحسنات ليرحم بها عباده وبين لهم السيئات ليجنبهم عذابه.
ما جزاء من هم بحسنة ولم يعملها ؟
1- الهم بالحسنة :
إذا هم العبد بحسنة كصدقة أو صوم أو حج أو صلة رحم وحيل بينه وبين فعلها كتبها الله له حسنة جزاء ما نواه من عمل الخير. و هذا من تمام فضل الله تعالى.
2- عمل الحسنة :
ما جزاء من هم بحسنة وعملها ؟
وإذا عمل العبد حسنة كتبت له عشر حسنات لقوله تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها )الانعام 160 ثم يضاعفها الله إلى سبع مئة ضعف إلى أضعاف كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى لقوله تعالى :
مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261) البقرة.
ما سبب تفاضل الأجر على العمل الواحد؟
يضاعف الله تعالى لمن شاء كيفما شاء بحسب إيمان المرء وإخلاصه وإتقانه لعمله، وكلما عظمت هذه المعاني في القلب تضاعف الأجر وكثر الثواب. و حسب قيمة هذا العمل عند الله.
3-الهم بالسيئة :
ما جزاء من هم بسيئة ولم يعملها ؟
وإذا هم العبد بسيئة ولم يعملها نفورا منها لا عجزا عنها ، فإن الله تعالى يكتبها له حسنة لإقلاعه عن الذنب مع قدرته عليه. و هذا من تمام فضل الله تعالى.
4- عمل السيئة :
ما جزاء من هم بسيئة وعملها ؟
فإن هم بالسيئة وعملها فإن الله تعالى لا يضاعفها له وإنما يكتبها له سيئة واحدة لقوله تعالى: ( و من جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها و هم لا يظلمون )الانعام160 و هذا من تمام عدل الله تعالى .
متى تعظم السيئة :
و تعظم هذه السيئة حسب :
• الفعل : فسيئة القتل أعظم من سيئة السرقة مثلا
• الفاعل : فإتيان السيئة من العالم أعظم من إتيانها من الجاهل .
• المكان : فعل السيئة في بعض الأماكن المقدسة كالمسجد أعظم من فعلها في أماكن أخرى.
• الزمان : فعلها في بعض الأزمنة كرمضان أعظم من غيرها.
ما الذي تستنتجه من كل ذلك
إن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده ورحمته وسعت كل شيء وهي تسبق غضبه ، ومن سبقت سيئاته حسناته يوم القيامة فما ظلمه ربه وإنما ظلم نفسه.
ما هي أهم الفوائد والأحكام التي استفدتموها من الحديث؟
الفوائد والإرشادات:
• الله تعالى عظيم الفضل ورحمته واسعة وعطاؤه لا حد له
• الله تعالى يضاعف الحسنات إلى أضعاف كثيرة بحسب إخلاص العبد وإتقانه لعمله.
• لا يضاعف الله السيئات وقد يمحوها ويغفرها لعباده.
• من ساء مصيره يوم القيامة فما ظلمه ربه وإنما ظلم نفسه.