منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لحلبي يواصل تجنِّيه على الإمام البخاري
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-29, 17:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
مهدي الباتني
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

أيا حلبي قد أكثرت من التوثب والبغي على الحق وأهله، ولهذا التوثب والبغي انعكاسات خطيرة على أئمة السلف ومنهجهم وأصولهم.

ولن تضر اللهَ ودينه وأولياءه شيئاً، فالحق يعلو على الباطل ويزهقه، (إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)، ولن تضرَّ إلا نفسك الجاهلة الأمارة بالسوء.

سادساً- قال الحلبي في (ص2):

" لما نقلتُ كلامَ الشيخ ابن عثيمين–في مقالي– ، أعقبتُه بقولي-مؤيِّداً وناصراً-:

"هكذا العلمُ من أهل العلم في أهل العلم..

وهذا هو الموقفُ الحقُّ نحو أهل الحق..".

فماذا قال الشيخُ ربيعٌ في "جنايته.." –يخاطبني!– وقد عرف بذكائه مقصودي الأساس–لكنه حاد ! فما أجاد!!–:

"هل تريد بهذا الكلام تأكيد أن ابن عثيمين فهم أن كلام البخاري من جنس كلام غلاة المرجئة لكنه انطلاقاً منه من حمل المجمل على المفصل قال هذا الكلام الرائع الذي لم يشر فيه أدنى إشارة إلى بطلان كلام البخاري كما تعتقد أنت بطلانه، إن كنت تعتقد ذلك في ابن عثيمين وكلامه فبيِّن ذلك ووضحه لنا من كلامه نفسه، فأنا أعترف بالعجز عن إدراك ما أدركتَهُ أنت من كلام العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-"!!".

أقول:

أ- إني عرفتُ كلامك وقصدك الباطل، فصرحّتُ ببيان كلامك الفاسد وقصدك السيئ، ولم أحد مقدار شعرة، والحيدات من صفاتك.

ب- أؤكد أن كلام البخاري بعيد عن الإجمال، وأؤكد أن ابن عثيمين أنبل وأفقه من أن يفهم أن في كلام الإمام البخاري إجمالاً.

لأنه من علماء الأصول يُفرِّق بين المجمل الذي يحتمل عدة معان، ولا مرجح لواحد منها، وبين النص الذي لا يحتمل إلا معنى واحداً، فهو يرى أن كلام الإمام البخاري نص في معناه، وأقطع بهذا، وليس هو مثلك لا يدري ما هو النص ولا ما هو المجمل، ولا ما هو الظاهر.

فيصدق عليك المثل القائل: "يحسب كل حمراء تمرة"، فلا تُفرِّق بين التمرة والجمرة.

جـ- طلبتُ منك أن تبين وتوضح لي كيف فهم ابن عثيمين أن في كلام البخاري إجمالاً، فحدت عن الإجابة على سؤالي هذا؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

سابعاً- قال الحلبي في (ص7):

" فتأمّلوا –رحمكم الله- قوله -فيّ-بحق كلام الإمام البخاري-:" كما تعتقد أنت بطلانه "!!

فأين هذا من كلامي –بل أينه من قصدي أو مرامي-؟!".

أقول: على الخبير سقطت، فأنا أُبيِّن هذا من كلامك.

ألستَ أنت الذي تقول متعقباً كلام الإمام البخاري بقولك:

"ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-...".

فقول البخاري عندك من أقوال البدع المرجئة الغلاة.

ومِن ثَمَّ نزّلتَ على كلام هذا الإمام المحارب للبدع ومنها الإرجاء كلام شيخ الإسلام في غلاة المرجئة.

فهل في كلامك هذا وعملك العجيب مدح لكلام البخاري أو ذم شنيع؟

وهل كلامك هذا وعملك حق أو باطل أيها السوفسطائي؟، بل هو باطل لأن فيه رمياً للإمام البخاري بالإرجاء الغالي، ومن هنا نزّلتَ كلام شيخ الإسلام في غلاة المرجئة على كلام هذا الإمام.

وهذا منهج يسير عليه الحلبي في جعل الحق باطلاً والباطل حقاً.

إن كلامك وعملك هذا لا تفي به كلمة باطل، فالأمر أشد؛ إذ جعلت كلام البخاري من جنس كلام غلاة أهل البدع، الذين كفرهم السلف الصالح.

فأصغر طلاب العلم يعرف بطلان قولك وبلوغه نهاية القبح.

فدع المراوغات وقلب الحقائق والتباكي الباطل.

ثم لم يكتف الحلبي بتجنيه على الإمام البخاري وظلمه له وحشر كلامه الحق النـزيه في كلام غلاة المرجئة.

ولم يكتف بافترائه على شيخ الإسلام ابن تيمية، ثم تنـزيل كلامه في غير موضعه.

لم يكتف بهذا وذاك، بل زجَّ بابن عثيمين في أمر يأباه دينه وعقله وفقهه.

فيقول: " فالله المستعان...

مؤكّداً –مِن قبل ومن بعد-أن كلام أستاذنا الشيخ ابن عثيمين-رحمة الله عليه- هو عينُ ما أردتُهُ وقصدتُهُ في أصل مقالي :

أولاً: (تفصيلاً) لما هو (مجملٌ) مِن كلام الإمام البخاري ..

ثانياً : رداًّ على تلكم القاعدة الهوجاء الفاسدة التي لا سلَفَ للشيخ ربيع المدخلي –فيها- من السلف الصالح...

ثالثاً: رداًّ على مَن استشكل –أو قد يستشكلُ- كلامَ الإمام البخاري-فما أكثرَ أهلَ الأهواء-هذه الأيام-".

أقول: فنرى هذا الجهول الظلوم يؤكد أن كلام ابن عثيمين هو عين ما أراده من الباطل وقصده، وأن كلام ابن عثيمين تفصيل لما أجمله الإمام البخاري؛ ذلك الإجمال الذي يعد من صميم كلام غلاة المرجئة في نظر الحلبي، وأكد ذلك بتنـزيل كلام شيخ الإسلام في غلاة المرجئة على كلام الإمام البخاري.

وبرأ الله ابن عثيمين الفقيه الأصولي مما تفتريه عليه، وليس هو بأستاذ لك.

ولو كنتَ من تلامذته لعلّمك ما هو الكلام المجمل وما هو النص وما هو الظاهر، ولربَّاك على الصدق واحترام الحق وأهله.

ولعلمكَ منهج السلف مما يجنبك التخبط والجهل، وما يخرجك من عقدة الإرجاء التي تريد أن ترمي بها إماماً من أئمة الإسلام من أشد الناس محاربة للبدع، ومنها الإرجاء، وليس قصد ابن عثيمين الرد على ما تسميه بالقاعدة الهوجاء؛ إذ هو وإخوانه من كبار علماء الدعوة السلفية من أبعد الناس عن القول بتلك القاعدة الباطلة: "حمل المجمل على المفصل".

ومن أكبر الشواهد على ذلك، أنه هو نفسه وقع في خطأ، فردَّ عليه الشيخ حمود التويجري رداً قوياً، أيّده في ذلك العلامة ابن باز، ثم أيّدهما العلامة ابن عثيمين ضد نفسه وضد خطئه بكل رجولة وشجاعة وإنصاف، ولو كان حمل المجمل على المفصل أصلاً من أصول الإسلام لما انتقده الشيخان الجليلان، ولحملا مجمل ابن عثيمين على مفصله الرائع، ولو تجاهلا ذلك لذكّرهما ابن عثيمين به، ولما سايرهما في تجاهله.

فهذا هو ابن عثيمين وهذان أخواه لا يريان القول بهذا الأصل الباطل، ولا يراه أسلافهم الكرام، فتأسَ بهم إن بقي فيك رمق من السلفية، ودع الدعاوى الباطلة على العلماء النبلاء الشرفاء، فإنهم في وادٍ، وأنت في وادٍ.

وقول الحلبي: " ثالثاً: رداًّ على مَن استشكل –أو (قد) يستشكلُ- كلامَ الإمام البخاري-فما أكثرَ أهلَ الأهواء-هذه الأيامَ-..".



أقول:

ليس الأمر كما ذكرتَ، وأستبعد أن يكون خطر بباله ما تقوله في كلامه -رحمه الله-، فشرحه لكلام البخاري مثل شرحه لأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الواضحة.

ومثل شرحه لكلام شيخ الإسلام ابن تيمية كشرحه للواسطية، وشرحه لكلام غيره من العلماء، ولا أعرف في حدود علمي أحداً من أهل العلم ولا من أهل الأهواء استشكل كلام الإمام البخاري إلا الحلبي صاحب الهوى والشكوك والتشكيك في أخبار الثقات بما فيهم الصحابة الكرام النبلاء.

ثامناً- قال الحلبي في (ص3):

" أم لعله (!) خفي على الشيخ ربيع –وفقه الله–في غمرة انشغاله في تشتيت السلفيين ! وبثّ الفُرقة بينهم!-وهو يحسَبُ نفسَه محسناً صنعاً ! مدافعاً عنهم! ناصراً لهم!!-كلامُ الإمام وكيع بن الجرَّاح‏ -رحمه الله-: " القدَرية يقولون‏:‏ الأمر مستقبل، وأن الله لم يقدّر الكتابة والأعمال، والمرجئة يقولون‏:‏ القول يجزئ من العمل، والجهمية يقولون‏:‏ (المعرفة) تجزئ من القول والعمل"؟!

ولم يَخْفَ عليّ –ولله الحمد-قولُ الإمام البخاري-نفسِه-في كتابه"خلق أفعال العباد"(رقم :41):

"وقال وكيع: احذروا هؤلاء المرجئة ، وهؤلاء الجهمية.

والجهمية كفار ، والمريسي جهمي.

وعَلِمتُم كيف كفروا؟!

قالوا :يكفيك (المعرفة)، وهذا كفر.

والمرجئة يقولون: الإيمان قول بلا فعل ، وهذا بدعة"".

أقول: إذا كنتَ قد عرفتَ كلام وكيع وعرفتَ كلام البخاري وتكفيره لمن يقول: "يكفيك المعرفة" ، فلماذا جعلتَ كلامه من جنس كلام هؤلاء الكفار؟

وأقول: إن ربيعاً عرف حق المعرفة مذاهب القدرية والمرجئة والروافض والخوارج من كلام وبيانات وتقريرات أئمة السنة من أول حياته العلمية؛ بدءاً من المرحلة الثانوية، وانتهاء بالمرحلة الجامعية، ثم الدراسات العليا، ثم التدريس لعقائد السلف؛ بدءاً من تدريسه لعقائد السلف في معهد الجامعة الإسلامية سنوات، ثم استمر في ذلك إلى يومنا هذا، ولربيع مؤلفات في الردود على أهل البدع، وله شروح عدة لعدد من كتب عقائد السلف مشهورة، ضمنها ردوداً علمية سلفية على أهل البدع من القدرية والخوارج والروافض والصوفية والمرجئة، ولا سيما الغالية، فالحلبي لما اكتشف حديثاً كلام وكيع في القدرية والمرجئة وكلام البخاري في الجهمية والمرجئة، أراد أن يوهم الناس أنه بلغ شأواً لا يدركه ربيع، والذي أعتقده في الحلبي أنه لا يعرف من عقائد السلف ومنهجهم ما يعرفه صغار طلاب العلم السلفيين.

وعلى فرض أنه عرف كلام البخاري في الجهمية والمرجئة من زمن سابق، وأنه يُكفر غلاتهم.

فنقول له: إذن أنت متعمد للتجني على الإمام البخاري، بجعل كلامه "المعرفة فعل القلب" داخلاً في كلام غلاة المرجئة، بل جهمية المرجئة الذين يكفرهم السلف، ومنهم الإمام البخاري، فكيف يُكفِّر البخاري من يقول: يكفيك "المعرفة"، ثم يقول كلاماً في نظرك مثل الكلام الذي يُكفِّر به؟!!

ثم انظر إلى مغالطات هذا الرجل ورميه للأبرياء بجرائره وفتنه:

" أم لعله(!) خفي على الشيخ ربيع –وفقه الله–في غمرة انشغاله في تشتيت السلفيين! وبثّ الفُرقة بينهم!-".

فهذا من البهت العظيم، لا سيما وهذا عمله، ومن منهجه الذي يسير عليه هو وحزبه من عقدين من الزمن.

وربيع يصبر على كل رأس من رؤوس حزبه سنوات حرصاً على جمع الكلمة ورأب الصدع، بينما هم جادون في السعي لبث أسباب الفرقة والفتن وإعلان الضلالات، فإذا نصحهم العلماء بالرجوع عن أباطيلهم وأصولهم الضالة رفضوا هذه النصائح وأسقطوا العلماء النبلاء الناصحين، وجرؤوا السفهاء على الاستخفاف بهم؛ إمعاناً منهم في التشتيت والتفريق والتمزيق للسلفيين، لا سيما وهناك من خصوم المنهج السلفي وأهله من يمدهم بالأموال لتشجيعهم على المضي في سبل الشياطين وفي تفريق وتمزيق السلفيين.

وأقول: أخزى الله وأهان وأذل من يشتت السلفيين، وينصر أهل الضلال ويدافع عنهم ويحارب أهل الحق.

تاسعاً- قال الحلبي في (ص3-4):

" ولعلّ روايةَ الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد –في "كتاب السنة" (1/232)-أوضحُ ؛ حيث قال-رحمه الله-:

"قالت المرجئة: الإقرار بما جاء من عند الله -عز وجل- يجزئ من العمل، وقالت الجهمية: (المعرفة) بالقلب بما جاء من عند الله يجزئ من القول والعمل-.

وهذا كفر".

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "الصارم المسلول" (ص 523):

"إن الذي عليه الجماعةُ : أن من لم يتكلّم بالإيمان بلسانه- مِن غير عذر- : لم ينفعه ما في قلبه مِن (المعرفة(، وأن القول -مِن القادر عليه- شرطٌ في صحة الإيمان.

حتى اختلفوا في تكفير مَن قال: "إن (المعرفة)تنفعُ من غير عمل الجوارح...".

فالبحثُ - يا شيخُ- في لفظِ عبارةٍ ، لا في صحةِ عقيدةٍ - لو كانوا يعلمون –ولا أريد أن أسيء الظن - كما هم يفعلون!-فأقول: بل يعلمون!-!

لكنْ ؛ كونُ الشيخ ربيع-هداه الله- يظنُّ(!)-ولو كما يظهرُ مِن أعماله وممارساته!- أن المعركةَ (!)-فقط-بين السلفييّن : صار يذهبُ-بالظنّ والتخمينِ!- ذاتَ اليمين ، وذاتَ اليسار...مخالفاّ ما ينبغي سلكُه من الجادّة في المَسار!!".

أقول:

1- آلآن تتكلم عن المرجئة، وتنقل كلام الإمامين في بيان ضلالهم وتكفير غلاتهم؟

فلماذا لم تتكلم عليهم قبل حملتك على الإمام البخاري وتجنِّيك عليه؟!!

2- يرى القارئ أن كلام هذين الإمامين إنما هو حاسم في أمر المرجئة، الذين يرون أن الإيمان هو المعرفة، وأن حكم من يعتقد هذه العقيدة كافر؛ لأنه يحصر الإيمان في المعرفة، وأهل هذه العقيدة يحصرون الكفر في الجهل بالله فقط.

ولا علاقة لكلامهما بقول الإمام البخاري: "المعرفة فعل القلب" من قريب ولا بعيد لأن كلامه حق.

فما هي نتيجة نقل هذين النصين عند الحلبي؟

النتيجة هي قوله: " فالبحثُ - يا شيخُ- في لفظِ عبارةٍ ، لا في صحةِ عقيدةٍ - لو كانوا يعلمون –ولا أريد أن أسيء الظن - كما هم يفعلون!-فأقول: بل يعلمون!-!".

فانظر إلى هذا التلاعب وإلى هذا الاستنتاج والاضطراب، فينفي عنا العلم، وينفي عن نفسه سوء الظن، ثم يثبت العلم لمن نفى عنه العلم، ويحاربه من منطلق سوء الظن المهلك.

ثم يرى أن الخلاف بيننا وبينه اختلاف في لفظ لا في صحة عقيدة، أي اختلاف لفظي، وأي طامة يقع فيها يحكم عليها بأنها خطأ لفظي.

فهل قول الحلبي: " ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-..".

هل هذا الكلام وهذا الاستدلال موجهان إلى لفظ عبارة أو إلى عقيدة إمام من أئمة السنة والإسلام؟

ثم لم يكتف بهذا القول المهول الموجه إلى عقيدة الإمام البخاري، بل أتبعه بقول شيخ الإسلام الذي يبين فيه ضلال غلاة المرجئة الذين يقولون الإيمان هو المعرفة بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله فقط، وأن ما سوى المعرفة من الإقرار باللسان والخضوع بالقلب والمحبة لله ولرسوله والتعظيم لهما والخوف والعمل بالجوارح فليس بإيمان، وزعموا أن الكفر بالله هو الجهل به.

فقوله الرديء، وإيراده لكلام شيخ الإسلام هذا عند العقلاء المنصفين من أخبث أنواع الطعن في عقيدة الإمام البخاري، بل أبلد الناس يدرك أن هذا من شر أنواع الطعن والتبديع.

فالواجب على الحلبي أن يتوب من عمله هذا، وأن يعلن توبته من هذا التلون والتلاعب في تبرير جنايته بما هو مثلها أو أسوأ منها.

عاشراً- قال الحلبي في (ص4):

" ولعلّ الشيخَ ربيعاً –سدّده الله- لا يدري أنّني –ولله الحمد والمنّة- قد شرحتُ-قبل سنوات- (كتابَ الإيمان) مِن "صحيح الإمام البخاري"-كاملاً-وبشرح الحافظ ابن رجب"فتح الباري"-في نحوٍ من سبعين مجلساً علمياً!!

فلْيعلم -إذن-..".



أقول:

إذا كنتَ شرحتَ كتاب الإيمان من صحيح الإمام البخاري في نحو سبعين مجلساً قبل سنوات.

فلماذا تتجنى عليه الآن، ألأن هذا التصور الأرعن عن الإمام البخاري تكوَّن في نفسك من ذلك الوقت فصنّفتَ كلامه هذا في دائرة كلام غلاة المرجئة، أم أنك عرفتَ أن قوله: "المعرفة فعل القلب" كلام حق لا غبار عليه، ثم لما انحرفتَ عن منهج السلف شمّرتَ عن ساعد الجد في حرب السلفيين المعاصرين فتمادى بك الهوى إلى أن تناولتَ الإمام البخاري هذا التناول السيئ كما تناولتَ أصولهم، فدفعك الحقد والهوى إلى أن تقول:

1- إن علم الجرح والتعديل ليس له أدلة في الكتاب والسنة.

2- وأن تبديع المبتدع لا يُقبل حتى يتم عليه إجماع العلماء.

3- وأصل "لا يلزمني"؛ لرد الحق.

4- ونحوه "لا يقنعني".

5- وأن أخبار الثقات وأحكامهم لا بد من التثبت منها ولو كانوا من الصحابة، مخالفاً في ذلك كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومنهج السلف الصالح.

6- وإثارتك الضجة على الجرح المفسر مع أن من تخاصمهم لا ينتقدون أهل الأهواء ولا يدينونهم إلا من كتبهم ومقالاتهم بحروفها ونصوصها الواضحة في الضلال.

7- وتأصيلك وحزبك تلك الأصول التي تسع أصناف أهل الضلال وضلالاتهم وتحشدهم للدفاع عنهم ولحرب أهل السنة، ومنها المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة والأمة كلها.

أليس هذا المنهج المدمر وهذا التأصيل الباطل من أوضح البراهين على أنك وحزبك من أشد المنحرفين عن منهج السلف ومن أشد المحاربين له؟





الحادي عشر- قال الحلبي في (ص4):

" ثم: لو سألْنا الشيخَ ربيعاً:

هل (المعرفة) هي (فعل القلب)-فقط-؟!

ماذا –يا تُرى- سيكون جوابُه؟!

*إما أن يقول : نعم !!!

*وإما أن يقول : لا ...

فإذا قال : (نعم) ؛ فقد قال باطلاً-ولا أظنه قائلَه!-!

وإذا قال : (لا) ؛ فنقولُ له:

هل (عبارة)=(المعرفة فعل القلب) -إذن-صحيحة ؟!

فإذا قال : (نعم) ؛ فقد ناقض نفسَه-ولا أظنه قائلَه!-!

وإذا قال لا) ؛ فقد نقض مقالَه "الجناية.." ! ووافق مقصودَ كلامي في مقالي –وبكل عناية!-!

ولعلّ في كلام شيخِنا الإمامِ الألبانيِّ –رحمه الله- في رسالته "التوحيد-أولاً-يا دعاة الإسلام-" (ص42-43 -بتحقيقي) - ما يكشفُ الرَّيْن عن كل عَيْن ، قال:

"..فإن الإيمان تسبقُه (المعرفة).

ولا تكفي وحدَها ؛ بل لا بد أن يقترنَ -مع (المعرفة)-: الإيمانُ والإذعانُ...."...

وهو عينُ كلامي ومقصودي-والموفّق الله-..".





أقول جواباً على سؤاله الأول:

إن المعرفة هي فعل القلب كما قال الإمام البخاري، ولم يقصد البخاري أنها تكفي عن أعمال الجوارح وأفعال القلب وأقواله، ولا يدل كلامه على أن المعرفة كافية عن هذه الأعمال والأقوال، وللقلب المؤمن أهمية عظيمة، فهو محل التعظيم والإجلال لرب العالمين، وهو موضع محبة الله ورجائه والتوكل عليه والرغبة فيما عنده، والرهبة والخوف من الله، إلى خصال كثيرة، ومنها المعرفة، ولم يحصر البخاري أعمال القلب فيها.

والرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول: " أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ" أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (52)، ومسلم في "صحيحه" حديث (1599).

ثم إني أسأل الحلبي: هل تعترف بأن المعرفة عمل القلب أو لا ؟

أو لا تزال ترى أن كلام البخاري مجمل وأنه كلام باطل، وأنه يساوي قول المرجئة: "الإيمان هو المعرفة"، وما هو دليلك على هذه المساواة؟

وأنه يحق لك أن تقول:

" ذمّ شيخ الإسلام ابن تيمية -في مواضعَ من كتبه-قولَ من يقول المَعْرِفَة فِعلُ القَلْبِ) ، وبيّن -رحمه الله- أنها من أقوال أهل البدع -من المرجئة -ومن لفّ لفّهم-...".

وأنه يحق لك أن تُنـزِّل كلام شيخ الإسلام في غلاة المرجئة على الإمام البخاري.

وهل في كلام العلامة الألباني مصادمة ومناقضة لكلام الإمام البخاري؟

وأسألك ما هو المجمل عند أهل العلم؟

وإذا أجبتَ بعد أن عرّفتك به، فهل تصح دعواك أن كلام البخاري مجمل، وأنه داخل في كلام غلاة المرجئة الذي ذمّه شيخ الإسلام في مواضع من كتبه...الخ؟؟

أرجو الإجابات العلمية على هذه الأسئلة مبتعداً عن الكذب والمراوغات وقلب الحقائق.


ملاحظة: أخرتُ نشر هذا المقال من التأريخ المشار إليه إلى يومنا هذا أملاً في أن يقف منتدى ما يسمى بكل السلفيين عند حده، وأن يوقف شغبه بالباطل على أهل السنة، ولكن للأسف لم يتحقق هذا الأمل؛ لأن بواعث الرغبة في الشغب قوية عندهم سابقاً منذ عقد ونصف ولاحقاً إلى أن يقطع الله دابر فتنتهم وما ذلك على الله بعزيز.




كتبه

ربيع بن هادي عمير المدخلي
20/4/ 1433









رد مع اقتباس