تستيقظ كل صباح لتدرك انك لازلت انت هو انت مختبئا في هذا الجسم الغبي الأخرق محاولا بكل الطرق انت تقنع نفسك بأن التغيير قد حصل و بأن حلم ليلة أمس قد تحقق و بأنك لم تعد ذلك الطفل الأحمق ابن الثماني سنوات ذلك الحلم الذي راودك مرارا و تكرارا بأنك ستصبح شخصا آخر مختلفا كامل الرجولة مفتول العضلات قوي البنية سليم المنطق و قوي الشخصية ..
تخيلت نفسك تجوب البلدان الراقية و تصاحب المشاهير و الأغنياء ...لكن قبل كل هذا عليك اذا أصبحت هكذا أن ترد الصاع صاعين لذلك الولد السميـــن الذي يجلس بجانبك في الصف ..عليك أن ترغمه أن يرد لك كل ما أخذ منك من أقلام و مأكولات قد أعدتها لك الجدة .
عليك أيضا صديقي العزيز أن ترد عنك الشائعات التي تحوم حولك في الصف بأنك تحب الفتات ذات العيون الخضراء و بأنك تخجل من البوح بحبك لها ...اذا فعلت كل هذا فانك تستطيع أن تصبح ما تريد بين ليلة و ضحاها ....و لكن تذكر معي جدتك الطيبة الرائعة هل ستظل ترعاك اذا كبرت هل ستوليك نفس الاهتمام و المحبة ألم ترها تقول لأخيك بأنه كبر و عليه الاعتماد على نفسه كل هذا في كفة و أن تتوقف جدتك عن تحضير الفطائر اللذيذة لك في كفة أخرى .
اذا كبرت هل تستطيع أن تجلس فوق كرسيك الدوار الذي تحبه .....لا أعتقد ذلك ثم هل سيلعب معك صديقك الوفي مرة أخرى و هو الذي كثيرا ما يدافع عنك في الحي و يقدم لك الحلوى التي تعدها أمه بالمجان .....لا أعتقد أنك تريد كل هذا ولا أعتقد أن الحياة سيئة في سن الثامنة