اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لزرق
إن الناظر إلى ما يدور في قطاع التربية من تشتت وتشرذم وتراشق بالتهم والتخوين ليدل دلالة واضحة على هشاشة هذا القطاع وفقدان أواصر الترابط بين أطيافه والقانون الخاص المعدل كان كفيلا بكشف ذلك للعيان وما التناطح النقابي على أعلى مستوياته إلا صورة وتجليات ذلك التشتت فأساتذة الثانوي بنظرتهم الإستعلائة لمعلمي وأساتذة الطورين الإبتدائي والمتوسط مبرر حتما بأن هؤلاء لم ولن يضربوا ولن ينتفضوا من أجل نيل حقوقهم وإنما ينتظرون ما يجود به القضاء والقدر عليهم ، وما قولهم بعد ضياع الحقوق إلا كقول : ربي وكيلهم وستظل هذه النظرة الدونية مستمرة إلى ان يغير المعلمون والأساتذة ذهنية : "ربي وكيلهم" لأن الحقوق تنتزع انتزاعا وليس التسليم بالإنهزام وهذا ما جعل أساتذة الثانوي دائما ما اعتبروا أستاذ التعليم المتوسط او معلم الإبتدائي موظفا من الدرجة الثانية لأسباب عديدة : فانعدام الوعي النقابي هو أحد الأسباب الرئيسية بالإضافة إلى ما عاشته نقابة الكناباست من تخاذل في أوساط الأساتذة والمعلمين طيلة إضراباتها السابقة بالإضافة إلى عقلية اللامبلاة التي طبعتهم ولا يزالون يدفعون ثمنها ولن ينفعهم الرحيل إلى كناباست ولا إلى غيرها ما لم يغيروا ذهنيتهم ويكونوا على قدر المسؤولية المنوطة بهم فالتغيير هو المطلوب ومن ثم ناضل مع من شئت وانضوي تحت من شئت ولكن المهم ان تغير ما بنفسك حتى يتغير ما حولك بإذن الله
|
.
نعم أخي لزرق إن الناظر إلى ما يدور في قطاع التربية من تشتت وتشرذم وتراشق بالتهم والتخوين ليدل دلالة واضحة على هشاشة هذا القطاع وفقدان أواصر الترابط بين أطيافه فأنا كذلك أخي الفاضل أدركت ذلك من خلال متابعتي لردود بعض أعضاء المنتدى وتناولهم لقضايا وانشغالات التعليم وخاصة ما تعلق منها بالمطالب والحقوق ، وهي مشروعة ومن حق كل فئة أن تطالب بها كاملة غير منقوصة مصداقا لقول القائل:- {ما ضاع حق وراءه طالب}.
وإنما الذي حز في نفسي وآلامني كثيرا هو ذاك الكم من التراشق بكلمات لا تليق بأهل التربية والتعليم والاستخفاف بالآخرين و نعتهم بأوصاف الأمية وأنهم يحملون شهادة الميلاد و تفضيل نقابته عن أخرى وهذا حق طبيعي ما لم يتجاوز حدود اللياقة والرأي والرأي الآخر
وهذا لا يعني أني ضدك أو ضد الآخر ، وإنما ضد الطريقة التي يتناولها البعض في مطالبة حقوقهم المشروعة ، فليس من المعقول و لا اللائق أننا ننكر حق غيرنا والاستخفاف بهم ، بل الأجدر المطالبة بالحقوق دون جرح مشاعر الآخرين . فأقولها وبكل صدق واعتزاز أن لكل واحد منا فضل على الآخر بعد فضل الله عز وجل، فلا نكن منكرين للجميل و يصدق علينا قول الله عز وجل {كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثها} فليس من المعقول أن نخلق عداوات فيما بيننا ، فالمطلوب أن يكون الدفع بيننا وبين من ينتقص حقوقنا ويهضمها، ثم أننا لسنا بمعزولين عن الآخرين فالمرء بلسانه وقلبه فهناك من يزننا من خلال أفكارنا وعلى رأسهم من ينتقصون عملنا ولا يوفنا حقوقنا فالواجب أن نكون يدا واحدة ولا نوجه سهامنا إلى أنفسنا وصدق الله العظيم إذ يقول:- {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}.فلا { تبخسوا الناس أشياءهم} { ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله }.
فرفقا ببعضنا فنحن في الهم سواء. {يا أيها الذين أمنوا صبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون}.
كان الله في عوننا وحقق مبتغانا، وأمانينا و نصرنا في مطالبنا ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وكل عام وأنتم بخير.