منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-20, 15:08   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
"جُوهَرْ"
عضو متألق
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 المرتبة الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي


س: امرأة تسأل عن تجسس جارتها عليها وكشف عوراتها للناس حتى لا يخطبوا بناتها؟
ج: إن حق الجار عظيم في الإسلام،وذلك لكونه ملازما للمرء،،يشاركه أفراحه وأقراحه،يعلم أسراره وأخباره،وحتى الأكل يطبخه تصله رائحته،ولو يعلم الناس أهمية الجوار لطبقوا أحكامه ليعيشوا في أمن وسلام،حتى إذا ما سافر المرء علم أنّه ترك جارا أمينا يحفظ أمواله وممتلكاته في غيبته،ومن المؤسف أن نسمع عن العداء الشديد بين الجيران اليوم،حتى أضحى سوء الظن هو الأصل المتعامل به بينهم،فلا تسمع إلّا:"جارتي سحرتني،جاري سرقني،جاري خدعني..."،ولا بأس أن نذكر ببعض النصوص الواردة في الجوار وحقوق وواجبات الجار عسى الله أن يهدي بها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ويصلح بسببها الجيران،قال صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره..."(1)،وقال صلى الله عليه وسلم:"والله لا يؤمن،والله لا يؤمن،والله لا يؤمن،قيل من يا رسول الله؟قال:من لا يأمن جاره بوائقه"(2).
وقال صلى الله عليه وسلم:"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيُوَرِثُه"(3)،وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن امرأة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل الخير،ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها،فقال:"هي في النّار"(4).وقد أمر الله سبحانه بالإحسان إلى الجار،حيث قال سبحانه:" وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا " سورة النساء:36،وغير ذلك من النصوص الواردة في الجار.
أما التجسس وكشف العورات،فمحرم في الإسلام،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"سورة الحجرات:12 وقال صلى الله عليه وسلم:"ومن تتبع الله عورته فضحه الله ولو في قعر بيته"(5)أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة"(6).ويجمع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"إياكم والظن،فإن الظن أكذب الحديث،ولا تحسسوا،ولا تجسسوا،ولا تنافسوا،ولا تحاسدوا،ولا تباغضوا،ولا تدابروا،وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم،المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره...التقوى ههنا" ويشير إلى صدره"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم،كل المسلم على المسلم حرام،دمه وعرضه وماله،إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"(7).هل بعد هذا بقية من الطمع في النجاة بعد الأذية بالجار،هدانا الله لما يحب ويرضى آمين.


(1):أخرجه البخاري(10/445) و مسلم(47).
(2): رواه أحمد(4/31) وأخرجه البخاري(4/118)
(3):أخرجه البخاري(6014) ومسلم(2624).
(4) : أخرجه أحمد(9675) والبخاري في الأدب المفرد(124) وغيرهما وهو صحيح كما في "الصحيحة"(90).
(5):رواه أحمد (19776) وأبو داود(4880) وهو حديث صحيح كما في" صحيح الجامع"(7984).
(6):أخرجه أحمد (7467) ومسلم(2699) وأبو داود (1455) وغيرهم وهو صحيح.
(7): رواه مسلم(2564).


س: ما حكم من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟
ج: الجواب موجود في قوله تعالى:" وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"سورة النساء:93،فلا كفارة لمن قتل مؤمنا متعمدا إلا التوبة الصادقة والرجوع إلى الله غفار الذنوب.









رد مع اقتباس