منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الربيع العربي إلى أين ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-14, 17:17   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
tarek22
مشرف منتديات الأخبار... التوظيف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلال هادي مشاهدة المشاركة
عندما قامت الثورة الفرنسية حدثت مذابح رهيبة وسقطت الجمهورية وعادت إنتاج نظام ملكي ديكتاتوري ولكن بعد فترة قصيرة من الزمن عادت الجمهورية
ربيع الشعوب الذي اجتاح أوروبا حدثت فيه من الفضائع ما يعجز اللسان والقلم عن وصفه
ولكن عاد مسار الثورة وأصلح ما اعوج من أمره وأصبحت اليوم فرنسا وغرب أوروبا مثال حي للديمقراطية والحرية

في أمريكا وبعد الثورة والاستقلال انفصل الجنوب واندلعت حرب اهليه ولكن اليوم أمريكا قوة عظمى وأصبحت الحرب الأهلية جزء من الماضي
في روسيا بعد خروج الشعب الروسي ضد القمع في ظل الاتحاد السوفياتي حدثت فوضى كبرى عدة سنوات وكان افضل المراقبين لا يتوقع ان تبقى روسيا على الخريطة
ولكن اليوم روسيا دولة عظمى تحت قيادة بوتين

لذلك لا يجب ان نحكم على الربيع العربي بعد مرور عدة اشهر عليه بل يجب ان نحكم عليه بعد عدة سنوات
وعلى كل حال فان سقوط الملوك الذين كانوا يحكمون جمهوريات هو اهم إنجاز للربيع العربي

يا إخواني الوضع في جمهورية الجزائر يختلف لان الشعب العربي في تونس وليبيا ومصر واليمن وسورية كان تحت رحمة ملوك مجرمين لم يراعو في شعوبهم إلا ولا ذمه وحكموا سنوات طويلة جداً فاذا كان اقل هؤلاء الحكام في الحكم كان زين العابدين بن علي يحكم تونس منذو منتصف الثمانينات !!!!!!
اهم إنجازاته منع الناس من ارتياد المساجد ومنع الحجاب وجعل السيدة ليلى الطرابلسي تعز من تشاء وتذل من تشاء وتقود شبكات تجاريه ومصالح واسعه في البلاد
علينا إذن ان نقف باحترام امام هذا الربيع العربي الذي حطم أصنام دمرت كرامة المواطن العربي واهدرت طاقات الأمة
أما تقييم هذا الربيع فلا يصح الآن ولكن بعد فترة من الزمن
بعد أن قالت الجزيرة لابأس بالفوضى و صورتها على أنها حتمية تاريخية للتقدم و الحضارة بل هي الطريق الوحيد للتقدم بدأ مريدي الجزيرة ممن يستقون كل معارفهم منها يرددون علينا أن فرنسا عرفت عنفا و أمريكا عانت حربا أهلية و روسيا وغيرها ... سنمشي معكم في طرحكم و نماهيكم في مقارنتكم التي لا تستقيم و نحاول المقارنة بين الثورات المذكورة و بين الفوضى العربية ...
و لنبدأ بالثورة الفرنسية التي مثلت إلتفاف الشعب حول أفكار و فلسفات و فلاسفة عصور الأنوار حتى قيل أن فلاسفة الثورة الفرنسية ومفكروها كانوا أكثر عددا من الثوار الذين زحموا الطرقات نذكر أهمهم و أبرزهم فولتير الذي دعى لدولة تبتعد فيها الكنيسة عن السلطة السياسية و الفكرية و القضاء على الطبقية .. و مونتسيكيو صاحب كتاب روح القوانين الذي وضع تصورا كاملا للمؤسسات الجمهورية في إطار ديموقراطي و وضع فكرة الفصل بين السلطات .. و جان جاك روسو الذي كتب كتاب العقد الإجتماعي الذي كان روح و فلسفة الثورة الفرنسية حيث بين فيه العلاقة بين الحاكم و الشعب .. قرأت النخبة و الجماهير تلك الأفكار و فهمتها و آمنت بها و هذه هي المرحلة الأولى و الأساسية من الثورة أي الإلتفاف و الإيمان بفكرة جديدة ثم المرحلة الثانية وهي السعي لتطبيق هذه الفكرة بكل الوسائل بما فيها الإنتفاضة الشعبية ضد الحكام الذين لم يؤمنوا بتلك الأفكار ولم يتماشو معها و بالطبع سينشأ صراع في خضم الصيرورة التاريخية بين المحافظين و المجددين و عند بسط الفكر الثوري و الثورا سيطرتهم على السلطة و تطبيقهم لتلك الأفكار التي قاموا من أجلها نقول حققت الثورة غاياتها كما حدث في الثورة فرنسا رغم تاريخها الدموي ..
و عندما قامت الثورة الأمريكية إلتف الناس حول مفكرين ثوريين وعلماء كبار و فلاسفة منظرين لأسس الدولة الجديدة أو ما عرف بالآباء المؤسسين أهمهم جورج واشنطن و بنيامين فرانكلين و توماس جيفرسن الذين دعوا إلى الحرية و الديمواقراطية بعيدا عن التاج البريطاني و نبذ الطبقية وتحرير العبيد و المساواة أمام القانون و وضعوا فكرة الإتحاد الأمريكي ضمن ولايات متحدة يحكمها دستور فدرالي أعجب الناس بتلك الفكرة الثورية و إلتفوا حولها و قاموا لأجلها فقامت حرب أهلية داخل الولايات من طرف المؤيدين و المعارضين لهذه الأفكار و في الأخير إنتصر الثوار وحققت الولايات المتحدة ثورتها ...
و كذلك الأمر بالنسبة للبلاشفة في روسيا الذين آمنوا بفلسفة كارل ماركس و إنجلز و إلتفوا حول الفلسفة الشيوعية و ثاروا ضد الطبقية القيصرية من أجل بسط سلطة الشعب و النهاية معروفة ..
لكن العنف يكن دائما حتمية تاريخية في الثورات كما تروج له الجزيرة فالثورة البريطانية كانت هادئة و إقتنع القصر الملكي و السياسيون و الشعب البريطاني بأفكار جون لوك الذي كان قريبا من القصر و إبتعدت بريطانيا عن الملكية المطلقة و منح التاج صلاحياته للبرلمان و إنخرطت بريطانيا في الحياة الديموقراطية دون حدوث حروب دامية ..

الآن نعود لما يسمى الثورات العربية لنقول لهم من أنتم ؟؟؟ ما هي أفكاركم التي تروجون لها و من هم منظروا و فلاسفة هذه الثورات التي سنلتف حولها .. الفيلسوف برنار ليفي ؟؟؟ القرضاوي ؟؟؟ حمد ؟؟؟ الديموقراطية الغربية ؟؟؟ ما هو النموذج الثوري الذي تبشر به هذه الثورات حتى نطلق عليها إسم ثورة و ما هو مشروع المجتمع و الدولة التي تبشر له ؟؟؟؟ أما العنف فهو مضهر هامشي من مضاهر الثورات و لا يمكن بل من السخيف أن ندلل بالعنف الذي حصل في الثورة الفرنسية لنقول أن ليبيا مثلا في الطريق الصحيح ... بل من الواضح أن ليبيا وغيرها من الدول الربيعية لا زالت تبحث عن نماذج فهذا يقول ثورتنا ديموقراطية و آخر يقول له ثورتنا شريعة و ثالث يقول ثورتنا علمانية ... العربة قبل الصحان .









رد مع اقتباس