السلام عليكم أخي الفاضل : فعلا يعتبر هذا النوع من الزيجات من الظواهر الإجتماعية التي انتشرت بكثرة في الوطن العربي فانجرفت من الخليج العربي فنزولا ، المفهوم الإجتماعي لهذا النمط من الزواج لا يخالف المفهوم الشرعي في شيء ، فهو زواج شرعي مكتمل الأركان بالحلال ، بين الرجل و المرأة ، مقابل تنازل المرأة على كامل حقوقها الشرعية من مبيت ومأوى و نفقة ، هنا يكمن بيت القصيد ، كيف سيتم تشكيل أسرة متوازنة مبنية على أسس صحيحة و قد إختلت أهم أركان وجوانب الزواج وهو السكن الذي يأوي الزوجين وهو المفهوم الذي يحمل في طياته معاني كثيرة كالأمن والسكينة والإستقرار و يوطد تلك العلاقة الزوجية التي من المفروض أن تبنى على أسس من التراحم والمودة وتظهر جليتاً للأولاد لتساهم في تنشئة نفسية و إجتماعية سوية لهم ، إن زواج المسيار يجعل المرأة أو الزوجة مجرد مزار للزوج في أوقات محددة يقضي فيهن سويعات متعة ثم يغادر ، فأي مفهوم صحيح للزواج هذا !!!، والكارثة الإجتماعية الكبرى ، مسألة تعدد زيجات المسيار للرجل الواحد فقد يتزوج هذه شهرا أو شهرين ثم يطلقها و يأتي بأخرى وهكذا ، حتى يتحول إلى سوق زيجات يعدد فيهن الزوج كما يشاء ، وفي أحيان كثيرة تجد المرأة نفسها تنتقل من رجل لآخر فهذا طلقها ، و آخر سيعيد الزواج بها و هكذا .... لأنه زواج حلال ، أخي الكريم هذه الصورة ليست الصورة المثالية و المطلوب تواجدها في الزواج لأنها تخل بالكثير من النواحي المرجو توفرها في أي زواج طبيعي ، فهي تحرم المرأة كثيرا من حقوقها كإمرأة أولا وكزوجة ثانيا، وتسقط من عينيها تلك الصفة الشرعية و المتوارثة عن الرجل أو الزوج بأنه قائم على البيت وهو أساسه وعموده ، حتى و إن قضت هذه الزيجة على نسبة من العنوسة فهي بالمقابل تضاعف نسب الطلاق ، فكيف أقضي على ظاهرة و أسمح بحدوث ظاهرة أخرى أشد وطأة ، فالمرأة التي تأخر بها سن الزواج و لم تتزوج أهون من المطلقة التي قد تجر وراءها أطفالا سيتربون بعيدا عن والدهم و أي تربية و تنشئة ستقدم لهم في مثل هذه الظروف ، المرأة ليست متعة ، المرأة كيان يستحق كل التقدير و الإحترام و الإعتراف بهذا ، تستحق زواج مكتمل الأركان بصفة حقيقية يضمن لها كل حقوقها الشرعية و الإجتماعية ، تستحق عائلة حقيقية و زوجا محبا عطوفا ، فإن كان الزوج أساس و عمود العائلة فالمرأة هي كل العائلة.......و السلام عليكم.